هواجس النسر الصربي الجريح

تفاخرت سلطات الاحتلال الاسرائيلي التي لا تتورع عن قتل الفلسطينيين، بانها انقذت نسرا زائرا من صربيا، وبعد ان قدمت له العلاج، اطلقته في البرية، مع تثمين الدبلوماسية الصربية لهذه الخطوة.

وحسب صحيفة (هارتس) العبرية التي نشرت قصة النسر الصربي الجريح، فانه تم اطلاق سراحه يوم الثلاثاء الماضي، بعد شهرين من العلاج والعناية في المستشفى الاسرائيلي المركزي البيطري.

وبدأت القصة، عندما تم العثور على النسر جريحا في شمال البلاد، فحول الى المستشفى البيطري، حيث تم تشخيص حالته بانه مصاب بأعيرة نارية، وعثر على طوق على جسده يشير الى هويته الصربية، وهو ما يعرف بتحجيل الطيور. والهدف منها تسجيل الطيور وتتبع مساراتها، ودراسة سلوكها.

وقد يكون مؤسفا "استقبال" النسور الزائرة والمقيمة في فلسطين بالاعيرة النارية، في بلد له تراث مهم في تقدير النسور، وما زالت ارضيات كثير من المواقع التي تعود للعصر البيزنطي، تخلد بالفسيفساء شعار الامبراطورية البيزنطية وهو النسر ذو الراسين.

ووجود مثل هذا النسر في فلسطين، ليس امرا نادرا، فهي احدى المحطات التي تحط بها النسور المهاجرة من جنوب شرق اوروبا، حيث تمضي فترات معينة للتغذية والراحة. ولكنها قد تكون ايضا مع موعد مع المفاجآت، كما حدث مع النسر الجريح، نتيجة الصيد الجائر. او الاعتداء غير المبرر على حريتها.

اتصلت السلطات الاسرائيلية المختصة بالقنصلية الصربية في تل ابيب، التي سعد موظفوها بخبر علاج النسر الصربي الجريح، وحضر دبلوماسيون صرب الى المشفى للاطمئنان ومعاينة نسرهم المريض.

وحسب هذه السلطات، فان مئات من الحيوانات البرية الزائرة لفلسطين ومعظمها من الطيور، تصل الى المستشفى البيطري، بعد اصابتها بطلقات نارية. حيث تعالج قبل ان تعاد مرة اخرى الى البرية.

ربما تدرك الطيور اكثر من غيرها، عقم سياسة الحدود وهي تقطع فيافي الدنيا بحرية، وربما تصاب بصدمة لمشاهدة الحواجز والجدران، وتقطيع الاوصال عندما تحط في احدى اهم محطات تجوالها في العالم الفسيح الا وهي فلسطين. ترى بماذا تهجس هذه الطيور بلغتها امام هذا التدمير للطبيعة والبيئة لدواع استعمارية؟