أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الثلاثاء، 17 يناير 2012

12 ألف ماروني في فلسطين


تتميز فلسطين، بتنوعها الطائفي، وهو ما شكل غنى للمجتمع الفلسطيني طوال قرون، رغم ما تخلل ذلك من تعاقب احتلالات وامبراطوريات، وارتكاب مذابح طالت الفلسطينيين، بغض النظر عن اديانهم وطوائفهم.
وهددت الغزوة الصهيونية، هذا التنوع، والذي تعرض لضربة قاسمة مع تأسيس دولة إسرائيل، على أنقاض نكبة الفلسطينيين، فتشتت الكثير من أتباع الطوائف، بينما "انقرضت" أخرى مثل (المتاولة) وهو المصطلح الذي كان يستخدم في فلسطين للإشارة إلى الطائفة الشيعية.
المشروع الصهيوني، حارب الفلسطينيين، بغض النظر عن طوائفهم، ولعل الذاكرة الجمعية الفلسطينية، ما زالت تحتفظ بحكاية تدمير قريتي (أقرت) و(كفر برعم) التي سكنهما أبناء الطائفة المارونية.
وتبدو الطائفة المارونية في فلسطين شبه غائبة عن التداول الإعلامي، وفي مقابلة منحها المونسينيور بول نبيل صيّاح، الأسقف الماروني لحيفا والأراضي المقدسة، لصحيفة Where God Weeps (حيث يبكي الله)، مؤخرا، أفاد بان عدد أبناء الطائفة في الأراضي المقدسة يصل إلى 12 ألفا.
وتضم لبنان، اكبر عدد من أبناء الطائفة المارونية، يصل إلى نحو 800 الف، ولكن عدد أبناء الطائفة في العالم يتراوح ما بين 7-10 ملايين.
قال صيّاح في المقابلة التي نشرت ترجمتها العربية نشرة (زينيت) التي تبث من الفاتيكان: "إن رعيّتي مشتتة جدّاً، وتشمل إسرائيل، الأردن، أورشليم وفلسطين بكيانين مختلفين. كيف يمكننا إدارتهما؟ يجب عليّ أن أكون حاضراً دائما، أن أكون مسئولا عن الشعب، أي أن أكون الأقرب إلى الناس عادةً، يتوجب علينا ثلاث مسؤوليّات أساسيّة: علينا أن نحاول إيصال الرسالة لجماعاتنا ونقدّم لشعبنا جميع الأسرار والخدمات التي يحتاجها، ونحاول قدر المستطاع أن نكون في خدمة الناس لاسيما من الناحية الاجتماعية والنفسيّة وبجميع الأشكال".
وردا على سؤال وجهه له الصحافي مارك ريديمان: "يجد المسيحيون العرب أنفسهم بين نارين: واحدة هي التطرف الإسلامي والثانية هي التطرف الصهيوني. هل هي لعنة أم بركة للمسيحيين العرب؟"، أجاب صيّاح بكثير من التعميم: "نشكر الله أنهم ليسوا جميعاً متطرفين، هناك العديد من اليهود والمسلمين الصالحين، وهو أمر واقع للمسيحيين في الأراضي المقدسة، شئنا أم أبينا، فإنّ الركيزة الأساسيّة هي أننا عرب بالنسبة إلى اليهود ويعني أننا إرهابيين أما المسلمين فيعتبروننا مسيحيين يعني أننا كافرين بالنسبة لهم. جيّد. هذا هو الواقع وهكذا سيبقى وسيستمرّ دوماً. فهل هي لعنة أم بركة؟ بالحقيقة أنا لا أعلم. الواقع الملموس هو أننا هنا. وُجدنا لكي نبقى. نحن موجودون في الأراضي المقدسة منذ حوالي الـ600 سنة قبل الإسلام ونعلم أن حياتنا ليست سهلة، ولكن؟ إن الصليب هو الصليب وسنحمله، لأن القيامة موجودة: هذه هي حياتنا ورسالتنا وسنحافظ عليها".
وتتجاهل اجابة صيّاح، حقيقة ان الموارنة في فلسطين عاشوا في مدن وقرى "مختلطة" مع الطوائف الاخرى مثل حيفا، وعكا، والناصرة، والقدس، وقرية (الجش) التي يعيش فيها مسيحيون ومسلمون، و(عسفيا) ذات الأغلبية الدرزية.
وفي (الجش) توجد عدة كنائس مارونية، وأهمها كنيسة مار مارون، التي تعتبر أكبر الكنائس المارونية في فلسطين، تبلغ مساحتها 1100 مترا مربعا، وهي مبنية من طابقين: الطابق الأول يستعمل كقاعات للنشاطات المختلفة في الأفراح والأتراح، فيما يضم الطابق العلوي قاعة الكنيسة التي تبلغ مساحتها 600 مترا مربعا.
ومن الكنائس المارونية القديمة، كنيسة (القديس انطونيوس) في الناصرة، التي بنيت في عام 1774م بعد الحصول على موافقة الشيخ ظاهر العمر، حاكم الجليل المهيب آنذاك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق