أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 15 يناير 2009

بين الشاباك وادارة المعتقلات

211

تشير حكاية كمال هماش، ومنير عرفة، إلى ما يعانيه عدد لا يمكن حصره من عائلات الأسرى الممنوعين من زيارة أبنائهم لأسباب تصنف إسرائيليا بـ "أسباب أمنية"، وهي صيغة ملطفة للإشارة إلى رفض جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) لإعطاء تصاريح لآباء وأمهات وأشقاء وشقيقات لزيارة الأبناء والإخوة داخل سجون الاحتلال.
ومنذ اعتقال سلطات الاحتلال لابني هماش وعرفة، منذ خمسة شهور، رفض الشاباك منحهما التصاريح اللازمة لزيارة نجليهما، وتم إبلاغهما من قبل الصليب الأحمر، انه في حالة ما يسمى "الرفض الأمني" فان سلطات الاحتلال تصدر، كل أربعة شهور، تصريحا لمرة واحدة، تسمح للممنوع امنيا من زيارة الأسير داخل السجن.
يوم الثلاثاء الماضي، حصل هماش وعرفة، على تصريحين لمرة واحدة، وتحركا، منذ ساعات الفجر، مع الحافلة التي تنقل أهالي الأسرى من مدينة بيت لحم، إلى سجن هشارون، حيث يحتجز ابنيهما، وانتظرا ساعات على معبر ترقوميا، وخضعا لتفتيش طويل ومذل، ليواصلا الرحلة في الحافلة التي تسير خلفها سيارة تابعة للشرطة الإسرائيلية وسيارة أخرى امامها.
ومع اقتراب الحافلة من سجن هشارون، وهو واحد من عدة سجون متجاورة شيدتها سلطات الاحتلال، لتشكل مجمعا يحتجز فيه معتقلون كبار السن، وقاصرون مثل ابني هماش وعرفة، بالإضافة إلى قسم للأسيرات، كانت الآمال لدى هماش وعرفة برؤية نجليهما، تخفف من تعب رحلة العذاب، التي بدأت منذ الفجر.
في سجن هشارون، انتظر هماش وعرفة للتسجيل، دون أن يعلما بان مفاجأة تبين انها لم تكن سارة ابدا، في انتظارهما، عندما رفضت إدارة السجن السماح لهما بزيارة نجليهما، بحجة أنهما معتقلان سابقان.
ولم ينجح الصليب الأحمر، الذي تم الاتصال به، من حل مشكلة الأبوين، لتمكينهما من زيارة نجليهما، والاستفادة من الفرصة الوحيدة، التي أعطيت لهما، والتي لن تلوح في الأفق قبل أربعة شهور أخرى، وتبين انه يمكن للشاباك أن يصدر تصريحا للشخص الممنوع امنيا، ولكن ذلك لا يلزم جهة أمنية أخرى في إسرائيل، هي مصلحة السجون التي ترفض السماح لأي أسير سابق بزيارة أسير حالي، مهما كانت الفترة التي قضاها الشخص في السجن، حتى لو كان يوما واحدا، أو متى حدث ذلك، حتى لو قبل أربعين عاما.
ويعتقد كثيرون بوجود تنسيق بين الشاباك وإدارة السجون، فالأول يمكن أن يمنح تصريحا كل أربعة شهور للشخص الممنوع امنيا، وتم ذلك بعد سنوات من ضغوط مؤسسات حقوقية دولية، في حين تعمل مصلحة السجون كحائط الصد الأخير، حين ترفض تنفيذ "الامر"، والنتيجة، المزيد من الإذلال للشخص الممنوع امنيا.
وحالة هماش وعرفة، هي حالة نموذجية، لأعداد كبيرة من الفلسطينيين الممنوعين امنيا، من زيارة أبنائهم في السجون، لأسباب يعتبرونها اعتباطية إلى حد كبير، في غياب أية معايير معروفة لما يطلق عليها المنع أو الرفض الأمني الإسرائيلي، وعلى أي أسس يتم وضعه.


http://www.alhayat-j.com/details.php?opt=3&id=80649&cid=1390

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق