أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 23 يناير 2014

إيناس مصالحة: أرى نفسي ممثلة لشعبنا في مجالي


تُظهر مغنية الأوبرا (السوبرانو) إيناس مصالحة ابنة قرية دبورية، وعيا لما تريد ان تقدمه، مِن ثقافة فلسطينية وعربية ضمن الموسيقى الكلاسيكية الغربية.

وتمكنت مصالحة، خلال العامين الماضيين، بعد عودتها من برلين، من جذب جمهور ومتابعين لفنها، رغم انه فن ما زال غريبا على الأذن العربية.

وقالت مصالحة، التي شاركت في احياء ليال الميلاد في ساحة المهد بمدينة بيت لحم، في لقاء مع مراسلنا، ان ما ترتديه من تطريز فلسطيني، يدل على هويتها، وهي بالنسبة لها هوية تجمع جميع الفلسطينيين في الداخل والخارج.

أمضت مصالحة، خمس سنوات في برلين، عملت خلالها كمغنية في بيت الأوبرا  وهو واحد من ثلاث بيوت أوبرا موجودة في المدينة الألمانية، وعملت ثلاث سنوات مع قائد الأوركسترا المعروف دانييل برنباوم، الذي كان شريكا مع الراحل ادوارد سعيد في تأسيس أوركسترا الديوان الغربي الشرقي.

قالت مصالحة، التي تصادف موعد تقديم عرضها، ليلة شديدة البرودة: "من المهم بالنسبة لي ان اغني للناس، وسررت بالأطفال الذين حضروا العرض، انني اشعر بأننا من أجل هؤلاء الناس، نحن نكبر، ونتعلم، ونسافر، من أجل ناسنا".

وتشعر مصالحة، التي يخلب صوتها لب كل من يسمعه، ما تصفه: "بالتواصل بين الشرق والغرب، وأيضا الحفاظ على شرقيتنا في الغرب. الموضوع ليس فقط غناء أوبرالي أو عدم أوبرالي، ولكن من المهم ان نغني للناس، من المهم ان تصل الموسيقى للناس، وتدخل إلى كل بيت ويسمعها كل شخص".

وتضيف: "صحيح ما تقوله بانني ما اقدمه نخبوي نوعا ما، ولكنني جلبته من مكان مهم جدا، منذ عامين عدت إلى الناصرة، وعدنا تحدثت بانني اريد تأسيس أوركسترا أوبرا، رأيتهم يضحكون، صحيح ان الأوبرا عالم غريب عنا، ولكن اذا شرحناه وقدمناه بشكل صحيح، فان الناس ستستقبله وتتقبله، وانا لدي ايمان دائم باننا نستطيع دائما ان نُغير. الأوبرا هي ذوق مثل الأذواق الأخرى، هناك ناس تحب الأوبرا، وآخرون يحبون الشرقي، وغيرهم يحبون البوب وهكذا..".

وتشعر مصالحة بالسعادة، لأنها حققت نجاحا ما فيما تؤمن به: "في العامين الاخيرين نجحت في ان يكون عرضي مباعا قبل يومين أو ثلاثة من موعده في الداخل الفلسطيني، لان الناس تعودت، جاء البعض لأول مرة، ثم جاؤوا مرة ثانية وثالثة، وتعودوا على هذا النوع من الفن. أصبح هناك جمهور للفن الذي اقدمه، وانا مهتم بالأطفال، واقدم عروضا عديدة في المدارس، لإيماني بأهمية تنمية أذواق الأطفال، كبار المستقبل، ولأنهم أساس التغيير، التغيير يبدا بالأساس من الأطفال الصغار، التقي بالأطفال الذين لا يريدون في البداية ان يسمعوا، ولكن بعد فترة، يسمعون ويشعرون بالسعادة، ويعلمون بانني اعطيتهم تجربة مختلفة".

وأبدت مصالحة، خلال الفترة الأخيرة، اهتماما بغناء نصوص عربية، بطابع الموسيقي الكلاسيكي الغربي الأوبرالي، وتقول عن ذلك: "هذا هو البرنامج المقبل الذي احضّر له، سيكون هناك عروض في داخل البلاد وخارجها، بالتعاون مع ملحنين عرب، يستطيعون تقديم الحان لكلمات عربية بالطابع الغربي الكلاسيكي. اعتقد أنه ليس فقط من المهم الاستفادة من ثقافات أخرى، ولكن من المهم ايضا ان نأخذ ثقافتنا، ولوّ عن طريق اللغة، وتقديمها للعالم. اعتقد بان الثقافة العربية عندما تقدم من انسان يمكن ان يتواصل مع الغرب، ستحقق نجاحا، من المهم جدا ان نريهم هذه الصورة عن عالمنا وان فلسطين فيها ارث ثقافي ووجه ثقافي مهم".

من التجارب التي تعتز بها مصالحة، كونشيرتوا (غنِّ لي صلاة)، الذي قدمته قبل ثلاث سنوات، "بدأت فيه في نيويورك، وأكملت في القرى العربية في الشمال والداخل، وهو عبارة عن صلوات مختلفة، قدمتها ضمن اطار صوفي، وجمعتها بروابط شعرية، فبدلا من ان اقول للجمهور بان الأغنية المقبلة تتحدث عن موضع معين، قدمت شعرا لمحمود درويش، وغيره من شعراء وكتّاب فلسطينيين، وصنعت هذا الدمج بين العربي وبين الغربي، ولقيت التجربة قبولا كبيرا"-تتحدث مصالحة بفخر.

قُدم (غنِّ لي صلاة)، في عروض عالمية بعدة لغات، في محاولة لتقديم الشرق للغرب، اعتمادا على صلوات انسانية، وبعض الصلوات الدينية.

الحديث يطول مع مصالحة، حول دور وزارة الثقافة الفلسطينية، والمؤسسات المعنية في الداخل، للتعاون معها، "أنا أرى نفسي دائما ممثلا لهذا الشعب، داخل البلاد وخارجها، ومستعدة لكل ما يُطلب مني"-تقول مصالحة. 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق