أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الاثنين، 13 أغسطس 2012

مطل جبل الزيتون.. يتشوه اسمه الآن




لم يكن يخطر ببال أهالي جبل الزيتون، ان مطلهم على مدينة القدس، الذي يمكن منه رؤية المنظر البانورامي الأجمل للمدينة المقدسة، سيحمل ذات يوم اسماً غريباً عن البلاد والعباد.
وهذا ما حدث، بأسوأ ما تكون التوقعات، عندما اطلقت سلطات الاحتلال اسم رحبعام زئيفي، وزير السياحة الاسرائيلي الذي اغتاله فلسطينيون في بداية انتفاضة الاقصى، على المطل، الذي يستقطب المواطنين، والسياح، والصحافيين الذين يقدم بعضهم برامجه التلفزيونية من المكان.
وقال احمد الصياد (53) عاما، الذي يبيع كتبا سياحية في المطل: «كان الناس في جبل الزيتون يسمون المكان (القعدة)، ففيه كان يتجمع اهالي البلدة، يتسامرون ويناقشون امور حياتهم».
طرأ تطور في المكان عندما بُني فندق، امتلكت الحكومة الاردنية نصف اسهمه، وتحول بعد الاحتلال الى حارس املاك الغائبين.
وأمضى الصياد معظم عمره في المطل، ولا يتصور مرور يوم دون ان يكون في المكان، ويشكو باستمرار من اجراءات الاحتلال التي تعمل بشكل دائم على تغيير معالم المطل، بحجة التطوير، ولكن المسألة الاصعب بالنسبة للصياد هو اطلاق اسم (مطلة رحبعام) على المطل.
وثبتت سلطات الاحتلال لوحتين بالإنجليزية والعبرية، تقدم للزائرين نبذة عن حياة زئيفي، الذي عُرف بتطرفه، وعنصريته ضد الفلسطينيين.
ويقول الصياد: «اكثر من يثير اشمئزازي، عندما يتوقف السياح عند اللوحتين، او عندما يسأل احدهم عن مطل رحبعام، انها محاولة لتهويد ما اعتبره اجمل مكان في العالم».
والصياد رياضي سابق، يعتبر عمله في المطل، مصدر رزقه، الذي يقول بان اسرائيليين يحاربونه، وخلال حديثه مع مراسلنا، عرض الصياد مجموعة كتبه السياحية على زوار روس، ولكن دليلهم الاسرائيلي طلب منهم عدم الشراء من «هذا العربي»، مما احدث مشادة بين الصياد والدليل الاسرائيلي.
يقول الصياد: «انهم، ينشرون دعاية معينة عنا، ويطلبون من السائحين عدم الشراء او التعامل معنا، ويستفزني كثيرا عندما اسمع الدليل السياحي الاسرائيلي وهو يقدم تاريخا توراتيا للمكان، متجاهلا اصحابه الشرعيين، وكثيرا ما تحدث مجادلات بيني وبينهم».
ويثير الاسم الجديد للمطل، استغراب الزوار العرب، مثلما هو حال مجموعة التقاها مراسلنا، أتت من حيفا للتعرف على معالم جبل الزيتون.
وقالت جانيت، من المجموعة: «ما تفعله اسرائيل شيء يدعو للضحك، واتساءل ما دخل سياسي اسرائيلي متطرف، بكل هذا الجمال الذي يمكن رؤيته من هذا المطل؟».
ويعتبر البعض، ان اطلاق التسمية الجديدة على المطل، هو جزء من سياسة تهويدية، تستهدف جبل الزيتون، الذي يوجد فيه الاف القبور اليهودية، التي تتوسع باستمرار، وكذلك وضع بؤرة استيطانية الى الشمال من المطل، حيث يعيش مستوطنون في بناية سكنية يرفرف عليها علم اسرائيلي كبير، وسط مبان يسكنها العرب.
ومن معالم المطل، الحاج سليمان ردايدة (70) عاما، الذي كان يستخدم جملا يُركب عليه السياح، ولكنه فقد الجمل، فاستبدله بحمار أبيض.
ويقول ردايدة: «انا شاهد على التغيرات في القدس، ما زلت اذكر حارة المغاربة التي لم يعد لها وجود الان، المطل بالنسبة لي حياتي، لم اغب عنه منذ عقود، الا في فترة حرب حزيران».
ويضيف: «من مكاني هنا أنشد السلام، السلام العادل، وأرحب بضيوف فلسطين، وادعوهم لتجربة حماري الابيض، لقد استخدم المسيح عليه السلام الحمار، وأكسب رزقي من هذا الحمار، صحيح انه لا يدر دخلا مثل الجمل، ولكن من رضي عاش».
ويعيل ردايدة، الذي يرتدي الزي التقليدي، زوجتين، ويقول بانه يعيش بسعادة وسلام داخلي، ويحاول نشر السلام الى الاخرين.
http://www.alhayat-j.com/newsite/details.php?opt=3&id=181169&cid=2679

هناك تعليقان (2):

  1. Article writing is also a excitement, if you know then you can write if not it is
    complicated to write.
    Also visit my web blog ... transfer news soccer arsenal

    ردحذف
  2. Awesome post.
    Here is my webpage soccer transfer news

    ردحذف