أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 18 يوليو 2010

لا تكتب عن مكان لا تعرفه


تابعت النقاش بين الناقد عادل الاسطة واخرين حول تناول الكاتب لمكان لا يعرفه وكنت اظن ان "لا تكتب عن مكان لا تعرفه" نصيحة ثمينة، ولكن يبدو ان البعض لا يوافقني الراي.



الدكتور الاسطة عاد للموضوع اليوم الاحد (18-7-2010) في مقالته الاسبوعية في صحيفة الايام الفلسطينية:

- رواية القدس:

لم يرق للكاتب حسن حميد ولغيره من الكتاب مثل عدنان كنفاني ما كتبته في هذه الزاوية قبل ثلاثة اسابيع عن رواية "مدينة الله" لحسن حميد، وقد انبرى هؤلاء لإبداء آرائهم في رأيي، وقد اتهمني أحدهم بسرقة المقال. غضب حسن حميد وكتب وكتب، وطلب مني أن اكف عن الكتابة اذا لم اكتب وفق المسطرة التي ابرزها لي في مقالته التي قرأتها في موقع "الوان عربية". أنا لا احب الكتابة عن نصوص كثيرة ولكنني احياناً اقاوم هذا التعالي في داخلي على نصوص جديدة، وأجد نفسي أكتب، وما اكتبه لا يروق لأصحاب النصوص، ولهذا قد الجأ الى طلابي ممن يبحثون عن موضوعات ليكتبوا فيها رسالة ماجستير، وأطلب منهم أن يكتبوا، وما يكتبونه قد لا يروق للكتاب الكبار الذين يطلبون بدورهم مني ان اكتب عنهم.

العام المنصرم عقدت مؤسسة فلسطين للثقافة الفنية على اجراء مسابقة عن القدس، وتقدم لها روائيون كثر، وطلب مني ان ابدي رأيي فيها، فقرأتها في شهرين، وكان من ضمن الروايات رواية حسن حميد وروايات اخرى عن القدس، فالافضلية لروايات تأتي على المدينة هنا.

قرأت روايات لروائيين من ابناء الضفة والقدس، وأخرى لروائيين لم يزوروا المدينة ولم يعرفوها عن قرب، ولاحظت الفارق بين كتابة وأخرى، لاحظت الفارق بين كاتب يعرف شوارع المدينة ومحلاتها وزقاقها وبشرها ورائحة قمامتها أيضاً، وآخر قرأ عن المدينة فقط، وفكرت في ان اقترح على طالب دراسات عليا ان يكتب في الموضوع، وهذا ما كان، اذ زودته بالروايات، وهو الآن يقرأها عله يكتب عن رواية القدس في القرن الحادي والعشرين.

وأنا أقرأ رواية حسن حميد "مدينة الله" وما كتبه محمود شقير في كتابه "عمل آخر للمدينة" لاحظت الفارق بوضوح، وسألحظه ايضاً بوضوح وأنا أقرأ رواية أسامة العيسة "المسكوبية" كتب شقير عن المكان والتحولات التي طرأت عليه خلال غيابه عن المدينة، وكتب أسامة عن السجن وبشره وأناسه، وما كتبه حسن حميد كان مختلفاً كلياً، لقد شعرت أنني أضعت عسرين ساعة من عمري بلا طائل، وأعود وأتساءل: حقاً ما الذي يدفع كاتباً روائياً لأن يكتب عن مكان لم يقم فيه اطلاقاً؟

ما زلت أذكر كتابات خليل السواحري عن المدينة، بخاصة مجموعته "مقهى الباشورة" وما زلت اذكر كتابات كتاب آخرين، إنني حين اقرأها أشتم فيها رائحة المدينة وأصغي الى لغتهم وأمثالهم و... و...

حسن حميد غاضب، ومثله كتاب آخرون، ويطلب مني ألا اقارب نصوصاً اذا لم اتعمق فيها. هل هذا من حقه؟ اعرف الاجابة، ولكني سأقول لست ادري.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق