المفاجاة اصبحت حقيقة، و"انقلبت" فتح على قيادتها القديمة، وجددت القيادة، وهو ما لم يحدث في أي من مؤتمراتها السابقة، كما قال عباس زكي عضو للجنة المركزية السابق والحالي، الا في المؤتمر الخامس، عندما خرج من عضويتها عضو واحد، الا ان عزام الاحمد عضو اللجنة المركزية الفائز قال بانه في كل مؤتمرات فتح كان هناك عملية تجديد.
وفي حين يرى زكي، ان نتائج الانتخابات مؤشر لنجاح جيل جديد في حركة فتح، الا الاحمد يرفض ذلك ويقول بانه لا توجد اجيال في الحركة التي تقود الحركة الوطنية الفلسطينية منذ اكثر من اربعين عاما.
والملاحظ في النتائج غير الرسمية التي تناقلها الاعضاء، ونشرت على الموقع الالكتروني الرسمي للمؤتمر، ان عددا من اعضاء اللجنة المركزية القديمة حافظوا على مواقعهم مثل ابو ماهر غنيم والذي حصل على اعلى الاصوات مما يشير الى شعبيته الطاغية، وسليم الزعنون (ابو الاديب) وهما من الجيل المؤسس، وعباس زكي، ونبيل شعث، بينما لم ينجح اخرون في السباق الانتخابي الطويل وابرزهم احمد قريع (ابو العلاء) والطيب عبد الرحيم، وانتصار الوزير (ام جهاد)، وحكم بلعاوي، وعبد الله الافرنجي، وبعض هؤلاء كان فشله في الانتخابات متوقعا، ولكن اخرين جاء مفاجئا كما في حالة الطيب عبد الرحيم، وابو العلاء، اللذين حالت اصوات قليلة دون نجاحهما.
ومثلما توقع كثيرون فان ما اطلق عليهم مجموعة المجلس الثوري، الذين امضوا سنوات طويلة في هذا المجلس ويوصفون بانهم الجيل الوسط في حركة فتح، حققوا فوزا باهرا، وهي مجموعة متنوعة، وبدا حتى قبل المؤتمر ان هذه المجموعة حضرت نفسها جيدا لسباق الانتخابات ويمثلها محمود العالول، الذي جاء في الترتيب الثاني من حيث الاصوات، ومحمد المدني، وجمال محيسن. ويلاحظ ان هؤلاء تولوا مناصب في السلطة الفلسطينية، وخدموا كمحافظين: المدني في بيت لحم، والعالول والمحيسن في نابلس، ولكنهم لم يقطعوا ابدا سلاطهم التنظيمية بقواعد حركة فتح وحافظوا على مواقعهم فيها، واحتل العمل التنظيمي المرتبة الاولى لديهم، حتى وهم في وظائفهم الرسمية.
وهناك اعداد من مرشحي المجلس الثوري، محسوبين على هذه المجموعة، يتوقع ان تحظى بمقاعد في الهيئة القيادية الثانية لحركة فتح بعد اللجنة المركزية.
ومن ابرز الوجوه الجديدة في اللجنة المركزية مروان البرغوثي، الذي فضل التنافس، رافضا مبدا التعيين، ويعتبر هو وحسين الشيخ، من قيادات ما اصطلح عليها اللجنة الحركية العليا لفتح، والتي قادت العمل التنظيمي في الاراضي المحتلة، ولكن رموز كثيرة محسوبة على هذه المجموعة لم تنجح مثل عوني المشني، وامين مقبول، وربيحة ذياب واخرين واخريات.
وحافظت "مجموعة الامن" على قوتها وسط فتح، وتمثلت بجبريل الرجوب، ومحمد دحلان، وتوفيق الطيراوي، الذين ترؤسوا لفترات حاسمة في تاريخ السلطة الوطنية، عدة اجهزة امنية، مما يؤشر الى مدى نفوذ المؤسسة الامنية في حركة فتح.
وتمكن من الوصول الى اللجنة المركزية تكنوقراطي واحد هو الدكتور محمد اشتيه، ودبلوماسي واحد هو الدكتور ناصر القدوة، الذي برز خلال السنوات الاخيرة كحامل ملف استشهاد الرئيس ياسر عرفات، ويدير المؤسسة التي تحمل اسم الرئيس الراحل، والتي نوه اليها الرئيس ابو مازن واشاد بجهودها، اما اشتية فمثل تيار البناء داخل السلطة الوطنية، بترؤسة لمؤسسة بكدار، ويحمل فوزهما معنى اهتمام المؤتمريين بملفي عرفات والاعمار.
وفاز كل من سلطان ابو العينيين ممثل فتح في لبنان، وعباس زكي ممثل منظمة التحرير في لبنان، وبينهما خلافات عميقة جدا، لا يعرف الى أي مدى ستؤثر على الانسجام بين اعضاء اللجنة المركزية الجدد، واقترح بعض القياديين الجدد ان يبقى احدهما في الاراضي الفلسطينية، والاخر يسافر الى لبنان في محاولة لاحتواء خلافاتهما وعدم تطورها، خصوصا وان نجاحهما معا يشير الى ان لكل منهما ثقلا وشعبية وسط حركة فتح.
ولم تتمكن شخصيات كان لها شعبية في وقت ما من الفوز، مثل غازي الحسيني الذي لم يتمكن من الحضور ورشح نفسه من العاصمة الاردنية عمان، ولوحظ ايضا غيابا، لقيادات فتحاوية برزت خلال الانتفاضتين الاولى والثانية، ونظر كثيرون باسى حتى من الذين حالفهم الحظ بالفوز لعدم نجاح اية امراة في المجلس المركزي، او أي مسيحي، وهو ما يتوقع ان يتم تجاوزه بالتعيين، حيث يحق للرئيس تعيين اربعة اعضاء، في اللجنة المركزية، شرط موافقة ثلثي اعضاء اللجنة المنتخبين، ومصادقة المجلس الثوري، وعلى ان يكون هؤلاء من الذين لم يرشحوا انفسهم للجنة المركزية ولم يحالفهم الحظ.
ولم تتمكن الشخصيات الاكاديمية والمثقفة من اختراق اسوار اللجنة المركزية، ولم يحالف الحظ شخصيات مثل الدكتور سري نسيبة، رئيس جامعة القدس، والروائي يحيى يخلف.
حوارات مع وجوه فتح الجديدة ع هذا الرابط:
http://www.alhayat-j.com/details.php?opt=3&id=93486&cid=1599
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق