أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 26 نوفمبر 2008

رحيل شيوعي محترم

210

عرفت يونس تيم (ابو الويد)، نقابيا، عندما كانت النقابات الفلسطينية، احد اذرعة المقاومة الفلسطينية في داخل الارض المحتلة، وقبل ان تتحول الى دكاكين حزبية وانجوازية امبريالية.


وعرفت ابوالوليد، مناضلا، ومقاوما، له الصورة المثالية الكلاسيكية للمقاوم، المتقدم دائما، الذي يجوع، لياكل غيره، ويضحي، بدون حدود، وبدون الم، او شكوى.


التقيت ابو الوليد، قبل نحو عام ونصف، على هامش فعالية، بمناسبة النكبة، لم اكن رايته منذ سنوات طويلة، ولكن بدونا وكاننا نستانف حديثا قطعناه بالامس فقط.


مسيرة يونس تيم، تمثل سيرة شيوعي فلسطيني نموذجي (وربما عربي)، رفع شعارات العدالة الاجتماعية والتحرر من الاحتلال ودفع ثمنا باهظا، ثم نراه يظل حزبيا مخلصا، رغم تغير السياسات والاهداف والافكار وامور كثيرة عديدة، وهو ما اراه امرا غريبا.


في اللقاء الاخير اخبرته بانني زرت الظاهرية، وسالت عنه، واعطاني عنوانه في الخليل، لنلتقي ونتابع نقاشا لم ينقطع، ولكنني لم اف بوعدي، وكنت اريد ان احتفظ دائما في ذهني بصورة المناضل المخلص المكافح، الاكبر والاقوى من الاحتلال، كما كنت رايتها في سن مبكرة في شخصية ابو الوليد.


في كل الفصائل الفلسطينية، مر مناضلون، لم يهزمهم الاحتلال، ورغم شجاعتهم التي اسميها اسطورية وقدرتهم على المحتلين، الا انهم لم يتمكنوا من ان يشكلوا اكثرية في فصائلهم، التي ستظل تقودها العناصر الجبانة والانتهازية.



لدى موعد مهم مؤجل في الظاهرية، سازورها هذه المرة، وسالقي التحية على روح مناضل عنيد.

هناك 5 تعليقات:

  1. محمد العطاونه4 ديسمبر 2008 في 9:39 م

    بشراك "ابو العيس" كما ودعناه في الثرى ، ستظل روح ابو الوليد النبيله والخالدة فينا فكرا وممارسه تهدي لنا الطريق !! فلا زال في الوادي حجاره .. ولا زلنا اقدر الناس على العشق .. عشق كل ما يستحق التضحيه من اجل تخلص الانسان من ظلم اخيه الانسان .. وسيظلون ابناء مدرسة يونس تيم .. عصيين على التطويع "وليبرالية " الفساد والافساد في النظام السياسي الفلسطيني وفي دكاكين المتانجزين .. ولن تخيب امالكم حتما .وانا على العهد لباقون .،،،
    النقابي محمد العطاونه
    الكتله العماليه التقدميه
    مدرسة الرفيق يونس تيم .

    ردحذف
  2. رفاق ومحبي الناضل الراحل ابو الوليد4 ديسمبر 2008 في 9:53 م

    في رثاء المناضل الوطني والنقابي يونس تيم جبارين "أبو الوليد":
    لاشيء يبعث على العزاء غير صدى خطاك التي سنتخذها دليلا على الطريق !!

    ونحن نودع المناضل يونس تيم " أبو الوليد " نسجل ، نحن رفاقه وأصدقاؤه وكل الذين عايشوه وحملوا بعضا من أحلامه النبيلة خسارة كبيره يصعب تعويضها ، سيما وأن الرجل ، صاحب الضمير النقي والشجاع كان يشكل قوة مثال نادرة وجديرة بالاقتداء .

    لا شيء يمكن أن يعوض فقدان "أبو الوليد "، الظهراوي الفلسطيني المناضل طيب القلب ، وعفيف اللسان .. والشفاف مثل قطر الندى سوى تلك الصفات الرائعة التي أورثها كحزمة ضوء ، في زمن صعب أرخت عليه الظلاميات وأشكال الفساد طبقات من العتمة .

    لا شيء يمكن أن يخفف من وجع القلب الذي يبعثه فقدان رجل شجاع وطاهر اليد والضمير، غير تلك الخصال الحميدة التي قلما اجتمعت في سيرة رجل واحد كما كانت لدى الرفيق والصديق والأخ الأكبر يونس تيم جبارين.. الذي علمنا بالممارسة ، كيف يمكن للفلسطيني أن يصنع مأثرة تلو المأثرة دونما ضجيج ،أو انتظارا لإطراء، بما في ذالك قبل أن ينهش جسده المرض، وفي مرحلة صارت تنغل بالأبطال المزيفين .

    لا شيء يا رفيقنا النقي كمياه الينابيع .. والبهي كصباحات الربيع ، والقوي في تشبثك بأحلام الفلسطينيين البسطاء حتى الرمق الأخير ..
    لا شيء يبعث على العزاء غير صدى خطاك ، التي "سنتخذها دليلا على الطريق "!! ووصاياك " نحولها عناوينا لدروسنا القادمة "!! .. وطبعك الوفي " كي لا نضل كآخرين "عن الفرق بين المناضل والمقاول" !!.
    كثيرون يا رفيقنا الراحل، سيبكون هذا المساء.. وعندما تغص حلوقهم بملح الدموع سينهضون من أحزانهم على نصيبهم من ما تعلموه منك.. ذالك أنهم في غمرة الحزن ..سيتذكرون أنهم في نهارا تشرينيا .. زرعوك وردة في الثرى .
    رفاق ومحبي أبو الوليد
    حزب الشعب الفلسطيني

    ردحذف
  3. سيرة مناضل وطني ونقابي فلسطيني4 ديسمبر 2008 في 10:02 م

    رحيل المناضل الوطني الفلسطيني والقائد العمالي والنقابي البارز
    يونس تيم جبارين " أبو الوليد"
    سيرة مناضل وطني ونقابي صلب:
    • ولد في بلدة الظاهرية "جنوب الخليل " عام 1949.
    • بدا حياته النضالية منذ وقوع الضفة الغربية تحت الاحتلال الإسرائيلي وهو من معتقلي الجبهة الوطنية الفلسطينية عام 1974 واحد نشطائها .
    • قائد عمالي نشيط ونقابي صلب في الدفاع عن حقوق العمال منذ عام 1975.
    • ساهم في تأسيس الكتلة العمالية التقدمية وشغل عضويتها وقيادة هيئاتها منذ عام 1980.
    • شغل عضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد العام لنقابات العمال في الضفة لمدة عشر سنوات . ورئاسة نقابة عمال البناء والأعمال العمرانية.
    • اعتقل مرات عديدة ووضع تحت الإقامة الجبرية من قبل الاحتلال حتى عام 1993.
    • تعرض لمحاولة تصفيه من إدارة " معتقل الظاهرية الاحتلالي " عام 1988 بسبب جرأته في الكشف عن جرائم التعذيب التي مورست ضد المعتقلين للجنة تعنى بحقوق الإنسان .
    • ساهم في بناء وتأسيس عدد من المؤسسات والأطر وهيئات العمل والتنسيق الوطني على صعيد الوطن والمحافظة و شغل عضوية هيئاتها العامه والاداريه .
    • شغل مسؤولية قيادة المنظمة القيادية لحزب الشعب الفلسطيني في محافظة الخليل
    • انتخب و شغل عضوية اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني .
    • توفي اثر مرض الم به في تشرين الثاني من عام 2008م.

    ردحذف
  4. ااطلفله ميس العطاونه4 ديسمبر 2008 في 10:15 م

    قصه قصيرة " بالعامية "الفلسطينية
    بقلم : الطالبة ميس محمد عبد الحميد سلامه العطاونه
    الصف السابع (ج)
    مدرسة بنات بيت كاحل الاساسيه ( أ )


    نهاية عمي يونس.. نهاية رجل مناضل!!

    قال والدي منذ ولد عام 1948 عاش العم يونس " أبو الوليد" كباقي شعبنا الفلسطيني قسوة الاحتلال والحرمان وقسوة العيش.. في بيت طيني من بيوت حارة " قنان الصوان" في بلدة الظاهرية- كما روى لي والدي .. الذي كان له محبا وصديقا.
    ومنذ صرت اسمع وافهم ما يحكيه والدي.. في ليالي الصيف وعلى " كوانين" الشتاء تردد اسم عمي يونس على مسامعي أكثر من مره ، مرة في قصص عمي يونس الطيب والكريم والنبيل ، ومرة أخرى في قصص عمي يونس الصلب والمناضل ، ومرات أخرى في قصص عمي يونس المعتقل والمدافع عن حقوق الفقراء مثلنا .. حتى صرت أحفظ قصص عمي يونس عن غيب واتلوها عندما العب أنا وبنات جيلي في حارتنا أو في ملعب المدرسة خلال الاستراحة.
    .. أول مره شاهدت فيها العم يونس عندما زارنا في البيت وتسللت إلى غرفة الضيوف وطردني والدي لكن العم يونس طلب منه أن يسمح لي بالجلوس معهم ومس على شعري وأعطاني حلوى كان يحتفظ بها في جيبه حينها سمعته يطلب من والدي العمل من اجل العمال والفقراء ويقول لوالدي أن قضاء حاجة الناس ومساعدة المحتاجين أثوب عند الله من عبادة بلا تقوى ، وان ما سنعمله ألآن سنتركه بالخير ليس إلى أبناءنا فقط بل إلى كل أبناء شعبنا الفلسطيني .
    بعد أن غادرنا العم يونس في نهاية الزيارة سالت والدي كطفله.. شو بقربنا هذا يا با .. ضحك والدي وقال لي أن العم أبو الوليد بقرب لكل الناس لأنو بحبهم وبحبو يابا .. لأنو بخدم الناس وانسجن من إسرائيل اكتر من مره وحاولوا مره في سجن الظاهرية يغتالوا اليهود يا با لأنو كشف تعذيبهم للسجناء الفلسطينيين لناس أجانب من الصليب الأحمر.. وعشان هيك فرضو عليه السجن في البيت حتى بعد ما كان يطلع من السجن أكثر من مره ، قلت لأبوي وليش مقدروش اليهود عليه ؟ قلي أبوي انو مش قلتلك يا بنتي انو بطل صامد وانو من حارة الصوان .. بعدها نعست ورحت أنام.
    بعدين صرت كل ما أشوف عمي يونس وييجي على أبوي في البيت .. أتحجج واخذ من أمي الشاي والقهوة عشان أشوف عمي يونس.. وصرت اسمع حكاوي كتيره منه عن السجن ومسيرات التضامن مع المعتقلين والعمل التطوعي ومساعدة الناس في شق الطرق .. ومرات عن الناس اللي تقاتلوا وأصلح بينهم .. وأخر مره شفتو وهو بحكي لأبوي وعمامي عن غزه والضفة.. وذاكر انو قال لازم تنتهي المشاكل في غزه والضفة ونتوحد عشان يخافوا منا اليهود.
    قبل شهرين سالت أبوي ليش عمي يونس بطل ييجي علينا .. كشر أبوي وحزن وبعد شوي قلي : يا با عمك يونس مريض في المستشفى وما بقدر ييجي ، سألته بيش مريض يابا؟ قلي يا با ما تسالي كتير عمك يونس مريض بمرض خطير ويا خوفي يابا يموت فيه.
    قبل خمسة أيام .. يوم الأربعا اللي فات.. قمت الصبح عشان أروح على المدرسة.. شفت أبوي ببكي كتير .. خفت .. قلتله مالك يابا .. ما قدر يرد علي وهو ببكي .. صرت ابكي أنا عشان ببكي أبوي .. بعد ما سكت أبوي وبطل يبكي سكتني وباساني وقلي يا با ما تبكي غسلي وجهك .. وبعد ما غسلت وجهي من الدموع باسني كمان مره.. وقلي عمك يونس الطيب والمناضل واللي بتحبيه وبحبوا الناس مات!! وقفت في محلي شوي وقلت لأبوي وأمي .. ليش يا با ليش


    يما ، الله بموت الناس الجيدين ؟. تنهد أبوي وقال .. هاي سنة الحياة يابا وكلنا بدنا نموت بس المهم كيف الواحد يعيش عشان يوم يموت الناس تزعل ويبكو عليه .
    يوم الاربعا لما عاد أبوي من دفن صاحبه عمي يونس في بلده الظاهرية ما جاب للبيت ولا حاجه .. جاب بس صورة عمي يونس مكتوب عليها:
    النقابي والمناضل المرحوم يونس تيم جبارين – أبو الوليد –" وتحت الصورة "روحك النبيلة أهدت إلى خطانا الطريق" وجنبها العلم الفلسطيني!!


    ‏23‏ تشرين الثاني‏، 2008

    ردحذف
  5. تحية لك ايها الاخ العزيز محمد،
    وتحية كبيرة لطفلتك ميس، ارجو ان تصبح اديبة كبيرة، انها قاصة رائعة..
    تحية لكل الاصدقاء في جبل الخليل خاصة في هذه الظروف، التي يواجهه فيها اهلنا عصابات المستوطنين،لوحدهم باللحم الحي، وكانهم ابطال ملحمة اغريقية..
    تحية دائمة لك..والى لقاء قريب

    ردحذف