أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 14 يونيو 2008

من منا داود ومن منا جليات؟


خرج الفتى داود العبراني، الصغير، الجميل، المحق، يلاحق عدو شعبه جليات الفلسطيني، المشهور بجبروته وعدوانيته، وتمكن داود من قتل جليات العملاق، بحجر من مقلاعه.


قد تكون هذه الاسطورة واقعية، او فيها شيء من احداث واقعية، لكنها تحولت عبر اجيال، الى اسطورة حية، بفضل اهم كتاب ادبي على الاطلاق، ما زال يؤثر في القسم الاغلب من البشرية.


تحرك داود في المكان، المشهور باسم عزيقة، والذي تغلب فيه، وفقا للكتاب الادبي البالغ الاثارة، على تحالف الملوك الكنعانيين، وهو نفس المكان الذي خيم فيه الفلسطيّون قبل حربهم ضدّ شاول، والتي جرت خلالها الاحداث الرمزية المرتبطة بالفتى داود والعملاق جليات، والتي حصنها رحبعام، واحتلها نبوخذ نصر، وأقام فيها اليهوذاويّون العائدون من السبي.


اسم هذا المكان الان تل زكريا، الواقع على وادي السنط، وفي ظرف زماني، غير الذي عاشه الفلسطينيون الحاليون، منذ قرن او قرنين اوثلاثة، قد لا يوجد افضل من هذا المكان الدرامي، ليولد به المرء، ولكن، بسبب تحول الكتاب الادبي، الى شيء اخر، اصابت لعنة المكان ساكنيه، ومن بينهم والدي، الذي هجر عن قريته.



زكريا تحولت الى مستوطنات يهودية، والتل اصبح معلما سياحيا، احيانا يشعر المغتصبون برغبة بتمثيل قصة داود العبراني وجاليات الفلسطيني، ويقدمونها بشكلها الاكثر حقيقية وواقعية كما هي في هذه الصورة المرفقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق