أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 7 مارس 2014

ديوانية جمزو تستضيف الكاتب العيسة




 

رام الله-استضافت ديوانية جمزو في رام الله، الكاتب أسامة العيسة، مساء امس الاربعاء، لمناقشة روايته (المسكوبية) التي فازت مؤخرا بالجائزة العربية للإبداع الثقافي. وعقد اللقاء في منزل الأديبة لطفية الحواري، مؤسسة الديوانية، وهي عبارة عن صالون أدبي، يعقد بانتظام.

وقدمت الحواري، العيسة، وتحدثت عن روايته: " ترك الكاتب، شخوصه تحكي، وكذلك المكان والزمان، في ظل غياب الأنا، وهذا مهم، خصوصا واننا لاحظنا بروز للأنا بشكل ممجوج في عدة كتب كُتبت عن تجربة الأسر. لقد نجح الكاتب في تقديم أبعاد وألوان ودرجات التعذيب التي يتفنن الاحتلال في ابتكارها، هذا كتاب مهم لان يترجم ليس فقط ليرى العالم ما يتعرض له الأسرى، ولكن ليعرف المدى غير الأخلاقي الذي وصله الاحتلال وخطورته على الانسانية، وعلى العالم".

وقالت: "يقدم لنا الكاتب، حكاية مبنى المسكوبية التاريخي في القدس، ومن المؤسف، انه بدلا من ان يتحول إلى متحف ومصدر اشعاع ثقافي، تحول إلى سجن، لقد خاطب الكاتب جوانب فنية وعقلية، فيها بعد فلسفي، لقد حقق نجاحا، في الأسلوب والمضمون".

وقالت الدكتور نهى عفونة العايدي: "الرواية سارت في ثلاثة مسارب متوازية، ولكن المكان سيطر، وفيها تداخل للأزمنة، ولكن ليس كل قاريء باستطاعته امساك الخيوط، لذا فان القاريء قد يشعر في بعض الأحيان، وفي بعض الفصول بالضياع، رغم انه لا توجد تقنية روائية تؤكد على التسلسل، لقد تقمص المؤلف عدة شخصيات، أحيانا يظهر في شخصية الراوي، وأحيانا أخرى يكون عينا على النص، أو مراقب من بعيد، الشخوص المتعددة من ناحية فنية اغنتها، لكن من ناحية واقعية قد تخربط القاريء".

وأضافت: "حضور القدس في مبنى المسكوبية مهم، ولكنني شعرت لوهلة بتمجيد المكان، وكأننا نتلذذ العذاب، وان العذاب في هذا المكان جميل، لقد شعرت بان الكاتب، يجل المكان ويقدره، وغير حاقد عليه".

وقال يوسف الشرقاوي: "ليس سهلا على الاطلاق ان يكون الكاتب من خلال نصه شاهدا، صادما، واقعيا إلى أبعد الحدود، لقد قدم الكاتب، الأسير بصورة واقعية، بدون مزايدة، وأكد على انسانية الأسير، توخى الواقعية، هذه رواية مكان بامتياز، عن القدس المركز، يدخلك النص أو يستدرجك لترى نفسك في صلبه ومتفاعلا معه، رواية مهمة ونحن نرى القدس تتلاشى من الوعي في ظل خيبة وانهزام المشروع الوطني".

وأضاف: "أكدت الرواية على ان المواطنة قبل الدين، وهذا مهم جدا، لأننا في الوطن العربي دخلنا مرحلة حرجة فيها سمات طائفية، ومن المهم الكتابة عن القدس، القدس وحدة الهوية، ووحدة النسيج الوطني، ولا بديل عنها".

وقالت سندس حمّاد: "أي رواية تتحدث عن القدس هي شيء رائع، خصوصا إذا كانت تعكس تجربة الكاتب بعلاقته بهذه المدينة، الاحتلال نجح بان نشعر بان القدس، وحتى بيت لحم أو أي مدينة خارج التي نعيش فيها هي مدينة جد بعيدة".

وقال الباحث نادر وهبة: "من المهم إعادة بناء الرؤى عن القدس من خلال القصة، والسيرة الذاتية، وأنواع ابداعية أخرى تشكل منظورات مهمة، وألوان طيف مختلفة، تشكل منهاج تعليمي".

وشكر العيسة، الحضور، وقال: "اعتقد ان الكاتب يأخذ فرصة واحدة ليقول ما يريده من خلال ما كتبه، وأي كلام منه خارج ما خطه قلمه، هو كلام زائد، ومع ذلك اقول بانني حاولت الكتابة عن قدس مختلفة عن تلك التي يتحدث عنها السياسيون، فقدمت شخصيات هامشية، والأسير بصورته الانسانية، كشخص يوضع في موقف صعب، يصمد، ويتعذب، يحب وبكره، قد ينتصر وقد ينهزم".

وأضاف: "حاولت ان أخوض مع القاريء تجرية الاكتشاف، ليس فقط فيما يتعلق بالمكان، ولكن أيضا بالناس، فقدمت فئة السجناء المدنيين، الذين بعكس السياسيين، ليس لديهم القدرة للتعبير عن أنفسهم، وقدمت شخصية المسيحي الفلسطيني، بصورة مختلفة، والقدس، أيضا كمدينة متعددة، بأقباطها، وأحباشها، ومختلف فئاتها، وحاولت ان اقدم ايضا النوّر في القدس، كفئة غائبة عن السرد الفلسطيني، بالنسبة لي الرواية هي مجموعة محاولات".

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق