عندما فاز
الاديب الصيني مو يان بجائزة نوبل، بحث المهتمون العرب عن انتاج له، فلم يجدوا.
المترجم المصري حسانين فهمي حسين، اعلن بانه انهى ترجمة رواية النوبلي الجديد
الاتي من اسيا هذه المرة «الذرة الرفيعة الحمراء»، والتي صدرت فعلا في القاهرة (2013). ثم تبعتها
رواية (الحلم والاوباش) (ترجمة محسن فرجاني، العين، القاهرة 2013). قرات
الروايتين، وكان واضحا ان هناك خللا ما، قد يكون مرجعه شكل الترجمة. هل الترجمة
الحرفية هي المثلى في نقل ابداعات مو يان الى العربية؟
هذا الخلل تم
تداركه في رواية (الثور) التي ترجمها محسن فرجاني، وقدم لمحة عن اسلوب الترجمة
الذي اتبعه، تعالج الرواية فترة الثورة الثقافية في الصين، وتوجه انتقادات لتلك
التجربة، بقلم مؤلف لا يطرح نفسه في صف المنشقين عن النظام.
ما لفت
انتباهي في روايات مو يان التي قراتها بالعربية، هي التشابه بين المناخات التي
يتحدث عنها والاوضاع في بلادنا، ولكن مو يان اكثر جرأة في مناقشة مواضيعه.
ذكرني ثور مو
يان، بتجرية لي مع صائدي الخنازير الفلسطينية، حيث امضيت يومين غير متتاليين مع
صائدي الخنازير شرق البيره. ورصدت مشاعر الانتقام، والكره، والبغض، والحب،
والشجاعة، والندم، والحلال والحرام، والعلاقة مع الجهات الرسمية المختصة (بلدية
البيره).
ذهبت الى
صائدي الخنازير بعد ان مللت من الاخبار غير الدقيقة عنها التي تنشرها الصحف
الفلسطينية بإصرار غريب، مثل ان المستوطنين يرمونها في المناطق الفلسطينية، دون ان
تنشر وسائل الاعلام على مدار سنوات اية صورة تثبت المزاعم التي رسخت الحقد على
الخنازير الفلسطينية. واصبحت فرية المستوطنين (جرائم المستوطنين الحقيقية كارثية
على شعبنا وارضنا) الذين يرمون حيوانات علينا مبررا لقتل ليس فقط الخنازير ولكن
حيوانات اخرى مثل الضباع.
الثور الصيني،
استخدمه مو يان للكشف عن ما راه من مثالب في بلاده، والخنازير الفلسطينية تكشف
مثالب كثيرة لدينا، ليس اقلها ما يتعلق بالتغطية الصحافية لكل قضايانا.
ثور مو يان
ذكرني ب (وداعا يا غولساري) لجنكير آيتمانوف، مو يان لم يحلم بنوبل واتته لحد بيته
دون ان يلعن النظام، وآيتمانوف زار اسرائيل بحثا عنها، ولكنها تخطته. وتلك صروف
الدنيا..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق