أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الثلاثاء، 17 يوليو 2012

رجل الليمون في رام الله


طريق طويلة وشاقة، ولكنها ممتعة أيضًا، تلك التي قطعها بسام احمد نمر خطاب (35) عاما من قرية بيت سيرا، ليصبح (رجل الليمون)، كما يحب ان يطلق عليه الناس.
يجوب خطاب شوارع رام الله والبيره، بلباسه الليموني الاصفر، يقدم للمواطنين ما يصفاه بمشروبه المميز من عصير الليمون.
يقول خطاب، بانه حصل على شهادات اكاديمية متوسطة، في الرسم المعماري، ولعدم توفر عملا له في السوق المحلية، توجه للعمل داخل اسرائيل، ونجح ماديا وعمليا، كما يقول، ولكن بعد سنوات، ومع التوترات السياسية، التي تضرب فلسطين بشكل دائم، فقد فرصة عمله في الداخل، ووجد نفسه فجأة، مع كرور الايام، مديونا، عاطلا باطلا عن العمل.
يقول خطاب: "في هذه الاثناء كنت اصنع عصير الليمون لأهل المنزل والزوار والجيران، الذين ابدوا اعجابهم بما اصنعه، واخذوا يشجعونني، بان ابدأ بتصنيع هذا العصير بشكل تجاري، وفعلا اشتريت عدة للعمل، لتناسب ما ان مقبل عليه".
وكان خطاب، يحتاج الى شجاعة، لكي يجد نفسه في احد مواقف رام الله، في عام 2010م، يبيع (الليمونادة)، ومع الوقت تغلب على خجله، وزاد الطلب على ما يعده من مشروب منعش، وله قدرة على تبريد الاجواء في الصيف، ويقاوم الظمأ.
وهذا ما جعله يعمل على تطوير عمله، والعمل على تخزين كميات كبيرة من الليمون، وشراء الادوات اللازمة لتلبية طلبات الزبائن.
وعن كيفية اختياره لثمر الليمون، وانواعه يقول خطاب: "هناك ثلاثة انواع لليمون هي: الغوري، والبلدي، وليمون الثلاجات، وانا احاول دائما شراء الافضل والمتوفر".
يقود خطاب عربته، التي صممها لتحمل كميات من عصير الليمون، والثلج اللازم لتبريدها، ويدور على مواقف السيارات في رام الله والبيره، ويقول بانه بعد تسع ساعات عمل يوميا فان الغلة تصل الى 400 شيقل يوميا ربحا حلالا زلالا.
ولكن هذا لا يعكس الصورة كلها، لأنه يتوجب عليه العمل بعد عودته الى المنزل للتحضير ليوم اخر طويل، يجوب فيه الشوارع ومواقف السيارات.
ويقول خطاب، بانه لا يحتفظ باية خلطات سرية لمشروبه الذي يستلذ به المواطنون، ولا يستخدم سوى الليمون، والماء والسكر.
وعن اللباس الذي يرتديه، وهو بلون الليمون، يقول خطاب: "اردت ابتكار ملابس تناسب عملي، وفي الوقت ذاته تكون بمثابة هوية، وتروج لما افعله، وتزيد مبيعاتي، واللباس بلون الليمون، باستثناء ربطة العنق الحمراء، ولقد جمعت هذه الملابس بمعرفتي، واستطيع القول بانها من تصميمي انا رجل الليمون الفرار الذي يحبني الصغار والكبار".
طموحات خطاب، الذي يتصف ايضا بخفة دم واضحة، وقدرة على التواصل مع المواطنين، ليس لها اية حدود، ويقول بانه يتمنى بان يساهم في افتتاح مصنع لإنتاج عصير الليمون، وهذا سيوفر فرص عمل، وايضا يشكل بديلا عن المشروبات الاسرائيلية المماثلة.
في الشتاء لا يفضل الناس الليمون، لذا فان خطاب، ولكي يبقي عجلته الاقتصادية في حالة دوران، يلجأ الى صنع السحلب وبيعه، في انتظار الصيف الذي يحمل معه رائحة الليمون المميزة، فيرتدي خطاب لباسه المميز، ويقود عربته وهو ينادي على ليمونه، ويجد زبائنه في انتظاره.

هناك 3 تعليقات:

  1. Wow! In the end I got a webpage from where I be able to
    really get valuable facts concerning my study and
    knowledge.
    Here is my blog post ... european football transfer news

    ردحذف
  2. It's difficult to find knowledgeable people about this subject, however, you seem like you know what you're talking about!

    Thanks
    Here is my web page - tottenham transfer news sky sports

    ردحذف
  3. Yesterday, while I was at work, my cousin stole my iPad and tested to see if it can
    survive a 30 foot drop, just so she can be a youtube sensation.
    My iPad is now broken and she has 83 views.

    I know this is totally off topic but I had to share it with someone!
    Here is my web page pizza games that are free

    ردحذف