أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 14 مايو 2008

بلدانية فلسطين العربية



يعتبر كتاب (بلدانية فلسطين العربية)، الذي وضعه الأب مرمرجي الدومنكي، من الكتب الهامة في مجاله، والذي يعتبر دليلا للباحثين والقراء المعنيين بالدراسات الفلسطينية.
ولد الدومنكي في بغداد يوم 31 تموز (يوليو) 1881، لأبوين من الطائفة السريانية، ولكنه كان طوال حياته اللاحقة يعرف نفسه باعتباره عربيا.يعتبر الدومنكي من العلماء الموسوعيين، درس الآداب العربية واللغات السريانية، واللاتينية، والفرنسية، والإنجليزية، والتركية، والألمانية، واليونانية، واللغات السامية القديمة.
وصل إلى القدس، ليعمل أستاذا في المعهد الكتابي والاثاري الفرنسي الدومنكي، وهو المعهد الرائد في مجاله، علم فيه العربية واللغات السامية.
قدم عدة كتب مهمة في مجال علم اللسانيات، ومن بينها كتابه (المعجمية العربية على ضوء الثنائية والألسنية السامية)، وفيه تحدث عن نظريته بان اللغة العربية هي لغة ثنائية، أي أن الكلمة تتالف في اصلها من حرفين، وليس ثلاثة، كما هو متفق عليه الان.
وكتابه هذا (بلدانية فلسطين العربية) وضعه بالعربية، ثم ترجمه إلى الفرنسية، ولم يقدر لصاحبه أن يراه مطبوعا باللغة العربية، لانه انتقل إلى الرفيق الأعلى عام 1963، بينما صدرت الطبعة العربية الأولى من الكتاب عام 1987م.
وقدم العلامة مرمرجي الدومنكي لكتابه قائلا "لقد وضع، لوصف البلاد الفلسطينية، شتى التأليف، في مختلف اللغات، ولا سيما في السن الأقوام الذين قطنوها، أو حكموها، أو زاروها، بناء على ذلك، كان من الطبيعي البديهي، أن يتجرد لمثل هذه المهمة وصافون من أبناء العربية".
وعن الهدف من كتابه ذكر الدومنكي "لكي تكون نصوص بلدانية فلسطين العربية قريبة المتناول لجمهرة المثقفين في العالم العربي عموما وفي فلسطين خصوصا، ثم للأجانب المشتغلين بنوع خاص في درس جغرافية الأراضي المقدسة، وتأريخها، واثارها، عقدنا النية وثابرنا عدة اشهر على مطالعة ما تيسر لنا الوقوف عليه، أي اكثر واهم مؤلفات البلدانيين العرب، فاقتضبنا منها كل ما يعود إلى فلسطين فجمعناه، ثم ابجدنا، أي رتبنا ترتيبا أبجديا، سائر النصوص الحاوية وصف الكور، والمدن، والقرى، والأنهر، والبحيرات، والجبال، وغير ذلك من المواقع، والآثار، والأحوال، ذاكرين بين يدي كل نص المصدر المستمد منه، ساردين كل مادة بموجب النظام التوقيتي".
هذا هو المنهج الذي اتبعه الدومنكي في كتابه، باستثناء ما يتعلق بالحرم القدسي الشريف، الذي افرد له فصلا خاصا، بعد نهاية عمله المعجمي.
وخلال عمله في هذا الكتاب تردد الدومنكي على الحرم القدسي الشريف والهدف كما يقول "قصد تحقيق كل رجا من أرجاء هذا الأثر التأريخي والفني الشهير، طبقا للأوصاف الضافية والمفضلة التي وصفه بها الاخباريون والبلدانيون من أبناء العربية، وقد سهل علينا إجراء هذا العمل ألطاف المجلس الإسلامي الأعلى، في القدس الشريف، فله منا مزيد الشكران باسم العلم والوطنية العربية".
وبالإضافة إلى المواقع الفلسطينية، يضم الكتاب ما كتب عن مواقع أخرى تقع الان في حدود دول قطرية عربية، ولكن كان ينظر إليها سابقا، دون العدسات القطرية الضيقة التي لم تكن موجودة.
ومن المؤلفين الذي اعتمد عليهم الدومنكي: ابن خرداذ به، والبلاذري، واليعقوبي، وابن الفقيه، وابن عبد ربه، وابن البطريق، والمسعودي، والاصطخرلي، وابن حوقل، والمقدسي، وناصر خسرو، والانطاكي، والبكري، والادريسي، والهروي، وابن جبير، وياقوت الحموي، وابن الأثير، وصاحب كتاب المراصد، والدمشقي، والقزويني، وأبو الفداء، والعمري، وابن بطوطة، والقلقشندي، والظاهري، ومجير الدين الحنبلي، والنابلسي.
ولم يشا الدومنكي، مناقشة ما كتبه هؤلاء، لانه يخرج عن نطاق كتابه، وأيضا فانه لم يضم ما كتبه الرحالة الأجانب، فباستثناء ناصر خسرو، الذي كتب بالفارسية، فانه اعتمد على مؤلفات باللغة العربية.
وهذا يعني أن ما وضعه الدومنكي، لبنة أولى، في الأعمال المعجمية الجغرافية حول المواقع الفلسطينية، وهو جانب يعتريه نقص كبير.


http://www.elaph.com/ElaphWeb/Culture/2008/5/330300.htm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق