بالتأكيد
تضطهد الصين، مسلمي الإيغور، ليس بسبب ديانتهم، ففي الصين ملايين المسلمين، تعترف
الصين بخصائصهم الثقافية، كما في مقاطعة نينغشيا لقومية هوى المسلمة، التي زرتها،
وبدا أنهم يتمتعون بحقوقهم الدينية، والحفاظ على شذراتهم الثقافية، من النقوش
العربية على قبورهم، إلى الحمامات بدون المقاعد الإفرنجية التي تمكنهم من الوضوء،
واحتفاظ كل منهم باسمه الديني العربي.
جزء
من المسلمين في الصين، كانوا من نحو 100
مليون صيني تمكنت القيادة من نقلهم من تحت خط الفقر، وأسكنتهم مدنًا حديثة، وهو
أمر هائل،، أشادت به واحدة من الخصوم؛ هيلاري كلينتون في مذكراتها.
تُخضع
الصين، مسلمي الإيغور، للحكم العسكريّ أو ما يشبهه، وتعمد إلى ممارسات فاشية
واستالينية، كإعادة التأهيل، وفصل الأطفال عن عائلاتهم، ووضعهم في بوتقة صهر
ثقافية، ليصبحوا صينيين شيوعيين جيدين، يؤمنون بالحزب القائد، والزعيم الخالد.
لم
تنكر الصين تقارير التليغراف والبي بي سي، ولها تاريخ مع هذا النوع من الفاشية على
الطريقة الماوية، كالثورة الثقافية مثلاً، وحكم عصابة الأربعة.
كأحرار،
علينا رفع الصوت عاليًا، بل هذا ما يجعلنا أحرارًا غير مزدوجي المعايير، ضد
ممارسات حكم الحزب الواحد، والزعيم المؤبد، بحق أقلية صينية، ربما تكون ضحية
التجاذبات السياسية بين تركيا والصين، وإن كان ذلك أحد أوجه الأزمة.
على
الأحرار المهتمين بالقضية الفلسطينية، أن يقلقوا من العلاقات التي تتطور باستمرار
بين دولة الاحتلال والصين، والاستثمارات الصينية التي تزداد في دولة الاحتلال.
الحديث ليس فقط عن ميناء حيفا، ولكن عن ما يتوقع، من تمويل صيني لمشروعات إستراتيجية
في دولة الاحتلال.
من
المؤسف أن الدول ليست جمعيات خيرية، وليس ذنب الصينيين، أننا لم نستفد من صداقتهم
الطويلة لنا، ولكن من الحمق، تصور أن الصداقات غير المشروطة يمكن أن تستمر للأبد. فللصين التي تحظى بثاني أكبر
اقتصاد رأسمالي في العالم، مصالحها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق