أفنى
الصديقان القديمان ادوارد وإيمان، عمريهما في تأسيس وتنمية مشروعهما المسرحي
عشتار، وولدت ونمت في إطاره ابنتهما عشتار، التي (ويا للمفاجأة..!!) أصبحت ممثلة.
قبل
انتهاء عرضها المسرحي في جامعة النجاح، بعشر دقائق طُلب منها إنهائه، فطلبت منحها
الدقائق العشر لإكماله، ولكن الرفض جاء قاطعًا باترًا، وهذه المرة ليس من "القوى
الظلامية"، ولكن من جهة علمانية مثّلها الدكتور الموسيقي غاوي غاوي.
لا
فروق كثيرة بين الظلاميين والتنويريين في بلادنا، إذا لجأنا لمنهج الحفر، سنجد أن
المعضلة بنيوية.
الجنرال
غاوي، ألقى خطبة مقتضبة، بعكس الخطب المطولة للجنرالات، معلنا فيها: "هذه
الجامعة تحترم نفسها وهذه الجامعة لها قوانينها، اللي عاجبه عاجبه واللي مش عاجبه
ما يجيش على الجامعة".
وكأنَّ
الجامعة من ممتلكاته، ورثها في لحظة ضياع..!
لم
أشاهد عرض عشتار، لأعطي رأيا به، ولكن المسألة بالنسبة إليَّ تعيد طرح الأسئلة حول
مفهوم الجامعة؟ ما هي الجامعة؟ وماذا نبتغي منها؟
بالطبع
كثيرون يعلمون، بوضع الجامعات المتردي تحت الاحتلال، على الأقل مقارنة بالجامعات
في دولة الاحتلال.
مفهوم
الجامعة يسمح للشابة عشتار التي أرادت أن تعبر عن جيلها، وليس عن جيل والديها، أن
تقدم ما لديها، ويسمح للمعارضين والمؤيدين والناقدين والشتامين وغيرهم من
مناقشتها.
لا
أعرف كيف يمكن أن تنظر الشابة عشتار لبلدٍ، رفض منحها عشر دقائق، اعتقد بأنه وطن
لا يستحقها. ماذا كان سيحصل لو أكملت عشتار عرضها؟ هل ستهز جامعة النجاح؟ هل ستهز
البناء المجتمعي الفلسطيني؟
عشتار
في سن لا تقبل فيه النصائح، ولولا ذلك لنصحتها بإمساك الفرص التي بين أيديها،
لتحقق نفسها بعيدًا عن الوطن الذي رفض منحها الدقائق العشر. إذا بقيت فيه فسيكتب
عليها محاربة طواحين الهواء.
أمر
آخر مهم، وهو من مشاغلي، يتعلق بممارسة القمع في ظل الاحتلال، كيف يمكن لمحتل أن
يقمع آخر يعاني مثله من قمع الاحتلال، نحن أمام سلسة من ضحايا الضحايا، إذا كنا
كفلسطينيين ضحية الضحية اليهودية، فإننا نمارس أيضًا الدور القمعي. حلقات قمع لا
تنتهي في الأراضي التي ما زالت محتلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق