أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 28 فبراير 2024

القدس بعيني طفل/ علاء الدين شهاب


 


على الرغم من أنني لا أميل كثيراً إلى التوثيق الجمعي في الكتابة الروائية، إلّا أنّي لا أملك إلّا أن أشيد ببراعة العيسة في هذا النوع من الكتابات، فروايته الأخيرة الصادرة عن دار المتوسط، كانت توثيقاً مكانياً وزمانياً للقدس العاصمة والعاصفة بالأحداث والتغييرات على مدى أجيال كثيرة متعاقبة، وقد برع العيسة في الجمع بين عنصر التوثيق وجمال السرد في الوقت ذاته، وإن كان الجانب التوثيقي برأيي طاغياً على الجانب الآخر، حتى كأنك أمام أكوام هائلة من الوثائق الدقيقة المتعلقة بالمدينة الخالدة، وأرشيفات مهمة لجميع مايتعلق بها من مساجد وكنائس ومتاحف وقصور وحارات ومقاهي وغيرها.. ثُمّ إنّ تكنيك المركبة التي يتنقّل بها الطفل كافل برفقة أبيه ماهي إلّا عدسة لاقطة وكاميرا متنقلة تجوس المكان الفسيح والزمان العميق الغائر، كما أنّ أسلوب أسئلة الأطفال الملحّة التي تثير الأعجاب مرة وتبعث بالملل مرات أخرى، وأجوبة الآباء المفصّلة تارة لإشباع نهم أطفالهم والمبتورة تارة أخرى بحسب مايقتضيه حال الطفل ووعيه وإدراكه يقلل بشكل كبير ومريح من عبء المعلومة وملل الأخبار وثقل الوثائق المجردة، ويعطي للحكاية صفة التشويق والمقبولية، وهذا برأيي يُحسَب للكاتب وتضاف لموهبته، فكأنّ القرّاء كلهم قد صاروا الطفل كافل الذي يبحث عن أجوبة مُقْنِعة لما يدور من ظلم وعدوان وتزييف للحقائق، وكأنّ الأب يجيب هنا نيابة عن المكان والزمان الغائرين في التاريخ والضاربين في العمق والقدم.

لا شكّ أنّ المرحلة التي نمرّ بها اليوم من تحريف للحقائق وتزييف إعلامي مهول لكلّ ماهو تاريخي وإنساني تتطلب التوثيق وتستدعيه، لذا فالعمل مهم جداً إذا نظرنا إلى المسألة من هذه الزاوية تحديداً، وإن كان قد طغى - ربما - على التقنيات السردية التي عهدناها في الأعمال الكبيرة.

ما زلت في النصف الثاني من الحكاية، لذا فإنّ الحكم النهائي يبقى عالقاً، لكن ماهو واضح وجليّ هو انعكاس صفة السرد الأخباري الصحفي على فصول العمل والابتعاد عن الجانب التخييلي المحلِّق، ممّا جعله يرفرف في فضاء سردي محدود ويراوح في منزلة بين منزلتين..

وما زلت أتساءل هل سينجح في النصف الثاني من الرواية بنقلنا من سماء السرد الأولى إلى سمائه السابعة؟

#علاء_الدين_شهاب

#سماء_القدس_السابعة

#بغداد

#منشورات_المتوسط

#أسامة_العيسة

الثلاثاء، 27 فبراير 2024

باسم بنا وبدوننا!


 


ارتبطتُ بصداقة مع عائلة الخندقجي المناضلة والتقدميَّة، الحاضر باسم فيها، وفينا، دائمًا، والنشاطات الأدبيَّة واللقاءت الشخصيَّة في نابلس، ورام الله، وبيت لحم، ومخيم الدهيشة.

لن تفارقني أبدًا صورة العم أبو صالح في المكتبة الشعبيَّة في نابلس، وهو يواصل مهمته التنويرية وتقاليد نشر الثقافة باعتبارها مقاومة، والتي لها جذور في العمل السريِّ في الأراضي المحتلة.

اهتم العم أبو صالح المبتسم دائمًا، حتى رحيله دون رؤية باسم خارج القضبان، بنشر مقالات باسم المهربة، ولاحقًا، مع العم خالد أبو يسار، والأشقاء، بنشر الروايات.

اضطر أبو يسار، إلى تقليل حضوره الكفاحيِّ الشعبيِّ على الدوَّار، ليهتم أكثر بالمكتبة، ورفع أسهمها الوطنيَّة والثقافيَّة.

شرفتني العائلة، بقراءة الرواية الأولى أو الثانية لباسم قبل نشرها. كانت بالنسبة لي تجربة في معرفة المستحيلات التي يقهرها باسم، ليخط كلماته، وحرمانه، من مراجعة وتدقيق كلماته، أمَّا كيفية تهريبها فهذه ملحمة أخرى.

حظيت أيضًا بمكالمة هاتفية مبتسرة من باسم. كان أبو يسار، والأشقاء وهم يتولون نشر ابداعات باسم في العالم العربي، رغم امتلاكهم لدار نشر، على ثقة بوصول باسم إلى البوكر. وعندما حدث ذلك، فُتحت النيران على باسم.

دولة الاحتلال تراه "إرهابيَّا" تمكنت أجهزتها الأمنية من القبض عليه، والحكم عليه بالسجن المؤبد. فبدأت حملة تحريض ضد "الإرهابي" الذي وصل لقصيرة البوكر العربية، استتبعت اصدار بيانات من مؤسسات فلسطينية، من وظائفها التنديد والاستنكار.

هذه المؤسسات نفسها صمتت على تحريض رخيص على باسم من أصوات فلسطينيَّة، بدأ مع وصول روايته إلى قائمة البوكر الطويلة.

توقعت أصوات قُراد كلاب الشوارع، فوز باسم بالبوكر "لأسبابٍ سياسيَّة". كيف عرفوا؟ مش مهم. الأهم هو الطعن، تبطينًا أنهم أكثر "وطنيَّة" من باسم

هذا نوع من الاغتيال المعنوي الرخيص، ليس فقط لنصٍّ أدبي، وإنما لشخص صاحبه قابع في زنزانة احتلالية، وغير قادر على الرد، إذا انتبه لمثل هذه الأصوات الحقيرة، التي لم ترفع صوتًا ضد الاعتقال السياسيِّ، أو الفساد الثقافي، أو منع الكتب.

الاغتيال المعنويِّ، يشمل ذمم أعضاء لجنة التحكيم، غير ما يشي الموقف من وصاية على عقل القارىء بشأن رواية قد لا يكونوا سمعوا بها قبل البوكر.

باسم قوي بنا، وبدوننا. للكلمات، عندما تكون كلمات، تمتلك الأجنحة، أمَّا البصاق، فينتج رذاذًا يبلل وجوه أصحابه الكالحة.

#باسم_خندقجي

#قناع_بلون_السماء

#القائمة_القصيرة_للبوكر_العربية

الاثنين، 26 فبراير 2024

سقيًا لبندورة غزة!


 


وسم المحتلون، بندورة غَزَّة، وسمًا غير مرئي عقابًا، لكنَّه كان بالنسبة لنا، في الضفة الغربيَّة المحتلة، تمييزًا لبندورة غَزَّة. يا لبركات السيمياء.

حرب الاحتلال على بندورة غَزَّة، طويلة ومؤلمة، وآخرها، قبل المأبدة الحالية، اشتراط إزالة القَمَعَة الخضراء عن كل حبِّة بندورة، لتصديرها من غَزِّة إلى الضفة الغربيَّة.

القَمَعَة هي جزء حبل السُّرَّة الذي يتمسَّك ببقائه مرتبطًا بالحبِّة. احترنا في تفسير الأمر العسكريِّ الاحتلالي القراقوشي. قيل إن إزالة القَمَعَة تقلِّل الحياة المتوقعة لحبِّة البندورة. مما يجعلها غير قادرة على منافسة البندورة الاحتلالية. حرب بندورة بين بندورتين ستتطور لإبادة حقول البندورة الغزية، وناسها.

في زمن معيَّن استعانت عصابات لبنانيَّة فاشيَّة، من العهد القديم، حيلة لتمييز الأعداء، من خلال الطلب من المارين على الحواجز لفظ كلمة بندورة، إذا قالها باللهجة الفلسطينيَّة، فالإعدام سيكون من نصيبه. خطَّة مجربة من زمن بني إسرائيل القدماء ببركة الإله يهوا. واقعة مشابهة وقعت في هاييتي، ربَّما تعلموها من فاشيي شرقنا.

في زمن الوهم العقلاني، كنَّا نحاجج الراديكاليِّين المشككين في قدرة دولة فلسطينيَّة على حدود حزيران 1967م، أنها ستصمد بمقومات بندورة أريحا وغزة.

يا أُمْ البندورة، يا غزة، في الضفة الغربيَّة، خنا بندورتك. نتناول البندورة دون وخزات ضميرية.

يا أمْ البندورة، الآن أصبحت لفظة بندورة رمزًا لزمن عربي رديء. وما أكثر أزمنة العرب الرديئة.

عدسة: فادي سند

#غزة

#فادي_سند

الأحد، 25 فبراير 2024

قصص غيبها التاريخ/ وضحة


 

 


الشهداء ليسوا مجرد أرقام.

يخصص العيسة كتابه للحديث عن أطفال فلسطين الذين استبيحت دمائهم في الانتفاضتين

يروي قصصهم التي غيبها التاريخ وقصص عوائلهم.

كتاب شيق.

https://www.goodreads.com/review/show/5571592601

السبت، 24 فبراير 2024

مع سماء القدس السابعة/ علاء الدين شهاب


 


في المقهى .. مع سماء القدس السابعة

عودة لرواية (سماء القدس السابعة) للكاتب أسامة العيسة بعد انقطاع دام يومين وذلك بسبب تفرغي لكتابة مراجعة مفصّلة لرواية (بنات غائب طعمة فرمان) للكاتب العراقي المبدع خضير فليح الزيدي وقد استعنت لغرض كتاباتها بمصادر مهمة، وقد تنشر خلال فترة قريبة إن شاء الله.

#علاء_الدين_شهاب

#سماء_القدس_السابعة

#بغداد

#منشورات_المتوسط

#أسامة_العيسة

الجمعة، 23 فبراير 2024

"المسكوبية".. مبنى الحجاج الروس الذي تحول إلى مسلخ للفلسطينيين/ د.سليمان صالح


 


روي لنا الكاتب الفلسطيني أسامة العيسة في روايته "المسكوبية" قصة محطة مخيفة في رحلة الأسير الفلسطيني، تعد مركزًا للتعذيب النفسي والجسدي الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد كل فلسطيني يبحث عن حريته فيفكر في المقاومة.

والمسكوبية، بناء أقامته السلطات الروسية في القدس عام 1857 ليكون مجمعًا للمصالح الروسية زمن الخلافة العثمانية، يتم فيه تقديم الخدمات للحجاج الروس، لكن الاحتلال البريطاني حوله إلى سجن، ورثته العصابات الصهيونية، لتحوله إلى مكان للتحقيق مع الأسرى الفلسطينيين قبل أن يتم الحكم عليهم، وتحويلهم إلى سجون أخرى، وما أكثرها في فلسطين المحتلة، التي حولها جيش الاحتلال إلى سجن كبير.

لكن المسكوبية لا يشبه مكانًا آخر، حيث أصبح رمزًا للموت الذي يتمنّاه الأسير للتخلص من العذاب.

معركة الدماغ

والدماغ هو بطل قصة الأسر، وهو محورها، وفي هذه الرواية نرى كيف يستخدمه الأسير؛ ليحفظ إيمانه وأمله وصموده، ويحافظ على حياة بدنه المثخن بالجراح والآلام، وفي المقابل يستهدف الجلاد الإسرائيلي هذا الدماغ؛ ليوقعه فريسة الخوف والوهن والاستسلام، ليحقق عبر الأساليب العقلية والنفسية ما لم يحققه التعذيب.

يقول أسير في الرواية: "الدماغ لا يكف عن التفكير في الزنازين. إنه يجعلك تتذكر أمورًا كنت نسيتها؛ فتفاجأ بأنك تذكرها، وأنها حدثت معك فعلًا. الدماغ يبقيك على قيد الحياة في السجن؛ فدون هذا العضو العجيب في الجسم لا توجد حياة. كل أعضاء الجسم تتألم من آثار الجروح والرضوض، وهو وحده يسليك ويؤنس وحدتك؛ يخيفك ويشجعك؛ يحضر لك وجوه عائلتك، والفتاة التي تحبها. يذكرك بوجوه الأصدقاء الذين ينتظرونك، ويفخرون بصمودك، وستكون لهم مثالًا، يقنعك بأنك قوي.. أقوى مما كنت تتصور عن نفسك؛ وأنك مازلت تعيش رغم كل ما حدث معك. من يستطيع أن يبقى لو مرّ بتجربتك؟!".

ولكن، هل يمكن أن تتخيل أنك تسمع صراخ فتاة عربية تتعرض للتعذيب على أيدي الجنود الإسرائيليين، وأنت مكبل اليدين والقدمين، ولا تملك لها ولا لنفسك شيئًا؟ ماذا يمكن أن يكون شعورك؟! هذا الأسير تعرض لتلك التجربة القاسية، ولعل السجان الإسرائيلي السادي اكتشف أن سماع صوت الفتاة يقهر الأسير ويدمر نفسيته، فبالغ في تعذيب الفتاة.

يقول الأسير: "لم يكف صوت صراخها عن الوصول إليّ في ساعات الفجر، وأنا في الزنزانة. كنت أضرب رأسي في الحائط الخشن. أي هوان هذا؟! لم أكن أتوقع أن أكون ضعيفًا إلى هذا الحد أمام صوتها. كنت أُومن بضريبة المقاومة، وبأنَّ العار هو الاحتلال، وليس نُواح فتاة مقدسيّة في ظلمة فجر بارد قاسٍ، في حقبة احتلال ليس هو الأول للمدينة، وسيصير في يوم ما مجرد سطر في صفحات تاريخها. لكن الواقع لم يكن كذلك؛ فظل نُواح الفتاة الذي يشبه الاستغاثة يتردد في أذني في فترات عمرية لاحقة معتبرًا أن حزنها المعتق أمانة في أعناقنا".

لم يتوقف الأمر عند ذلك؛ حيث رأى الأسير كيف يتم استخدام الأطفال الفلسطينيين الأسرى في تنظيف ممرات السجون. والاحتلال الإسرائيلي يعرف جيدًا تأثير ذلك على نفسية المقاوم، والشعور بإهانة الكرامة.

المثقف الفلسطيني في المسلخ

شهد سجن المسكوبية الذي يطلق عليه الأسرى الفلسطينيون: "المسلخ" تعذيب كثير من المثقفين الفلسطينيين، وعلماء الدين المسلمين، ورموز الحركة الوطنية الفلسطينية. وفي أقبيته تم احتجاز أفواج من المثقفات الفلسطينيات اللواتي تعرضن لتعذيب شديد وانتهاكات جسدية.

وفي هذا السجن، لفظَ الشهيد قاسم أبو عكر (أبو خالد) الذي ارتبط اسمه بالمسكوبية آخر أنفاسه، بعد أن تعرض للكثير من أنواع التعذيب، وتم اعتقال زوجته للضغط عليه للإدلاء باعترافات ضد الفدائيين. وعندما أطلقوا سراحها علمت باستشهاد زوجها.

تستخدم السلطات الإسرائيلية في هذا السجن "الشبح" لساعات طويلة، والشبح تقنية تعذيب تعتمد على إجبار الأسير على اتخاذ وضعيات جسدية شاقة ومؤلمة لفترات طويلة من الزمن، كالوقوف دون حركة لساعات، أو الجلوس أو الانحناء في وضعيات مؤلمة يصعب تحملها لدقائق معدودة، وفي هذا السجن، يزيدون على ذلك تغطية وجه الأسير بكيس تفوح منه رائحة البول، وإذا نزل الثلج في الشتاء، استخدمه الجلاد فرصة لمزيد من التعذيب.

يقول الأسير: إن "الثلج في المسكوبية يتحول إلى جحيم؛ فلا شيء مثل البرد يمكن أن يؤثر في جسد الإنسان. إنه ينخره حتى يشتكي الألم من الألم؛ فيحبس السجين آهاته في أعماق أعماقه؛ ثم يبدأ مفعول البرد من جديد في دائرة تصل ذروتها خلال ثوانٍ يشعر فيها الأسير أنه وصل قعر العالم، واستقال من هذه الدنيا".

ويضيف: "اقتنعت بأن ثلج المسكوبية الذي أراه: أسود؛ فلا يمكن أن يكون أبيضَ أبدًا، فالناس في بلادي يحبون البياض ويغنون له؛ فلا بد أن ثلج المسكوبية يختلف عن ثلجنا. ثلج المسكوبية أسود وثلجنا أبيض".

وحتى الموسيقى تستخدم هناك للتعذيب.. هل تتخيل ذلك؟! هناك سيمفونية لبتهوفن عنوانها: "ضربات القدر" يتم تشغيلها بصوت مرتفع جدًا عبر سماعات على أذنَي المعتقل، ويرتبط ذلك بهزه بعنف، ليشعر الأسير أن قدره قد انتهى فعلًا. هذا الأسلوب وحده أدّى إلى استشهاد عدد من الأسرى في سجن المسكوبية.

ومن أساليب القهر والتعذيب النفسي، الحوارات الطويلة التي يتحدث فيها المحققون خلال التحقيق عن قوة إسرائيل وتقدمها، في مواجهة عالم عربي ضعيف ومنهزم، ويتم المقارنة بين قادة إسرائيل الأقوياء، والقادة العرب الضعفاء.

وطن الشهداء والمعتقلين

يقول الأسير: "من زنزانتي كنت أستمع إلى استغاثة أسير اسمه غسان، كان يعاني مرضًا، ولا يتحمل الشبح لساعات طويلة في ليل المسكوبية البارد، فاستشهد تحت التعذيب. لم أرَ وجه غسان إلا في الصور بعد استشهاده بسنوات مع صور أخرى لشهداء قضوا في سجن المسكوبية، بعضهم عانقت روحه سماء القدس فجرًا وهو "مشبوح"، أو وهو يتحدى سادية محقق هاجر إلى القدس من بلاد بعيدة ليعذب شبابها".

يضيف الأسير: كنت دائمًا أتساءل أين ستذهب دماء هؤلاء؟! من سيذكرهم؟! وماذا سيكتب التاريخ عن شبان صغار من نسل أولئك العرب وجدوا أنفسهم وحيدين عاجزين في طرقات المدينة المقدسة، يدافعون عن أسوارها وحجارتها، وظهورهم إلى الحائط. ما هو التاريخ إن لم يكن قصص هؤلاء وأشجانهم وعلاقاتهم وضعفهم وقوتهم وخطاياهم وعظمتهم وحبهم وكرههم؟!

توقفت طويلًا أمام ذلك التساؤل الذي يتحدى صمتنا وعجزنا عن نصرة رجال قضوا وهم يدافعون عن المسجد الأقصى، ورفضوا الخضوع والخنوع والاستسلام للواقع.

تأتي مفارقة أخرى عندما يقول الأسير: خرجت من سجن المسكوبية، ولم أكن أعرف أنني بعد بضعة أيام فقط سأكون على موعد جديد مع الاعتقال في سجن رام الله هذه المرة، وكأنني حبيس دائرة مغلقة لا فرار منها كواحد من جيل قدر له أن يعرف بلاده من خلال المعتقلات.

ويقول أسامة العيسة؛ إنه استفاد من الأساليب البحثية والصحفية في تطوير هذه الرواية؛ حيث اقترب السرد أحيانًا من التحقيق الصحفي. وبالرغم من أنه يقول؛ إن النص أرسله له أسير مجهول، وأن دوره اقتصر على تحريره.. إلا أن لأسامة العيسة تجربة في سجن المسكوبية، استمرت مدة شهرين عندما اعتقل عام 1982؛ كما أهدى الرواية لابنه باسل المعتقل في سجن المسكوبية وعمره 15 عامًا، وشرب عذاب المسكوبية حتى أصبح قادرًا على كتابة رواية عن ذلك العذاب الوحشي.

في هذا العمل يقول أسامة العيسة لكل أسير: لا يوجد خلاص من زنزانتك إلا أن تكون نفسك صاحب قضية تريد أن تنتصر على محقق يجب أن تراه مجرد خادم يدافع عن قضية خاسرة. أنت تمثل الإنسان الحر؛ بينما هو مِسمار في آلة تدوس من أمامها.

لكن هل نصيحة أسامة العيسة موجهة للأسرى الفلسطينيين فقط، أم لكل الأحرار الذين يواجهون الطغيان ويحلمون بتحرير أوطانهم؟!

**

الدكتور سليمان صالح/ أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة وعضو مجلس الشعب في برلمان الثورة

تفاصيل:

https://www.aljazeera.net/opinions/2024/2/22/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%83%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%A8%D9%86%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%A7%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A

الخميس، 22 فبراير 2024

كنوز أدبية عربية/سلام سعد


 


مثل كل سنة، انتظر إعلان الكتب المرشحة لللائحة القصيرة بجائزة بوكر العربية و الشروع في قرائتها قبيل إعلان الكتاب الفائز بالجائزة نهاية شهر أبريل/ نيسان ٢٠٢٤م.

صراحة لا يهم من يفوز في النهاية، مجرد الوصول لهذه المرحلة من جائزة البوكر هو فوز بحد ذاته، بالنسبة لي المغامرة تكمن في اكتشاف الكنوز الأدبية في عالمنا العربي

ومحاولة تخمين الفائز!

الروايات المرشحة للجائزة بوكر لعام ٢٠٢٤:

مقامرة على شرف الليدي ميتسي - أحمد المرسي

قناع بلون السماء - باسم خندقجي

باهبل - رجاء عالم

سماء القدس السابعة - اسامة العيسة

خاتم سليمي - ريما بالي

الفسيفسائي - عيسى ناصري

الأربعاء، 21 فبراير 2024

لا كتب ولا دخان لغزة!



أخبرني خالد، أن لا دخان في رفح، الدخان من الممنوعات. يحظر دخوله إلى قطاع غزة بما فيها رفح التي تحوَّلت إلى غزة مكثفة.

آوى خالد في منزله وأرضه المقام عليها المنزل في قرية النصر/ رفح، ثلاث عائلات نازحة من وطنها إلى وطنها. يعيش النَّاس معًا ويموتون معًا. يبجثون عن النت والدخان، والشاي والقهوة، والممنوعات كلها معًا.

السيجارة في رفح تساوي ذهبًا. في سجون الاحتلال منع أيضا الدخان، والشاي والقهوة والسكر، منذ السابع من أكتوبر. إذا وجدت سيجارة في رفح سعرها، فمحظوظها يأخذها بدولارين. وإذا تسللت سيجارة للأسرى، فإنهَّا تمرّ على 15 أسيرًا، كحال معتقل النقب (كما وثقت شهادة أسير أفرج عنه من النقب).

يفتقد النازحون في رفح في لياليهم الطويلة، ليس فقط الدخان، الذي يمكن أن يساعد على سد الجوع، واسكات المعدة ومراوغتها، وهذه وصفة مجربة بالنسبة للأسرى في ليالي الزنازين الطويل، ولكنَّهم يفتقدون الكتب، وهو ما لم يلفت انتباه حتَّى الذين يرسلون المساعدات، التي لا تصل كلها، بسبب موقف الاحتلال ونظام الثورة المضادة الكامب ديفدي.

يخبرني من يتدرب على إدارة إمبراطورية كتب (بالمقاييس الفلسطينيَّة) من مدينة الخليل، عن وصول نحو 30 طلب حصول على الكتب من رفح. لكن كيف يمكن ارسالها؟ يعتذر ويعتذر ولكن شغف القراءة لدى شباب وصبايا رفح مستمرًا. طلبوا منه فتح فرع لمكتبته في رفح!

قال إنَّ الحرب لم تغيِّر في أمزجة القرّاء، ما زالت طلباتهم تشبه ما كانوا يطلبونه قبل الحرب، حتَّى أنهم ظلوا متطلبين.

-كيف يا ورَّاق؟!

*يطلبون كتبًا معينة مشترطين تواقيع مترجمين معينين على الكتب.

-المترجمون نجوم وقتنا!

-صحيح أيها الكاتب. لا تزعل لم يصلنا أي طلبية لكتبك!

تحتاج غزة كتبًا، وحليبًا ودواءً، ودخانًا!

تحتاج لنكون نحن هي!

الصورة: بسطة فتاة لاجئة في رفح/ عنن صفحة خالد خمَّاش

#خالد_خمَّاش

#رفح

#غزة

#الخلبل

#سجن_النقب 

الاثنين، 19 فبراير 2024

ولادة ثانية!



الولادات الجميلة؛ طبعة ثانية من: سماء القدس السابعة، خلال شهور!

ممتن لكم/لكن!

عدسة الفنان: فادي سند.

تصميم الغلاف: الناصري

#سماء_القدس_السابعة

#منشورات_المتوسط

#فادي_سند

#خالد_الناصري

 

السبت، 17 فبراير 2024

ما لذة العيش إلَّا للمجانين/ عبد الحكيم أبو جاموس


 


عشقت مجانين أسامة العقلاء. عشت معهم كأنني أعرفهم. ما لذة العيش إلا للمجانين. مع إبداع أسامة العيسة يدخل العام في الخاص والحقيقة في الخيال، والواقع في المتصور والمتخيل، بأسلوب سلس، وسهل ممتنع يتنقل من المقال إلى القصة إلى التقرير إلى السيرة الذاتية والغيرية. أسامة روائي ينطلق بسرعة الصاروخ بعد أن بنى أرضية صلبة، وواقعًا متينا.

#عبد_الحكيم_أبو_جاموس

#مجانين_بيت_لحم

#أسامة_العيسة

الجمعة، 16 فبراير 2024

مع نوارس دجلة/ردينة ياسين


 


سماء القدس السابعة ستحلق مع نوارس دجلة والفرات، وتسير في طرقات بغداد.

ويحللها أستاذ  كبير: علاء الدين شهاب.

رواية سماء القدس السابعة، متوفرة في جناح منشورات المتوسط في معرض العراق الدولي للكتاب 2024م (ما بين 14 فبراير حتى 24 فبراير)

قاعة نابلس/ جناح رقم Q1

#علاء_الدين_شهاب

#ردينة_ياسين

#سماء_القدس_السابعة

#معرض_العراق_الدولي_للكتاب_2024

#منشورات_المتوسط

#أسامة_العيسة

الخميس، 15 فبراير 2024

فلسطين الأبرز حضورًا في قصيرة البوكر/ بديعة زيدان


 


فلسطين الأبرز حضورًا في قصيرة البوكر بروايتي الأسير الروائي باسم خندقجي "قناع بلون السماء"، والروائي أسامة العيسة عن روايته "سماء القدس السابعة".

تفاصيل:

https://www.almanassa.ps/page-4489.html?fbclid=IwAR2lwNMizlSTJAK9iTEH-mu3DBeIIIQXSRz9mPVrT4Q9McF0obS5RkmaKj4

#بديعة_زيدان

#باسم_خندقجي

#سماء_القدس_السابعة

#منشورات_المتوسط

#جريدة_الأيام

#منصة_الاستقلال_الثقافية

#البوكر_العربية

#أسامة_العيسة

لُمْظَة في عتمة الزنزانة!


وصول رواية باسم خندقجي إلى القائمة القصيرة للبوكر العربية. هي لُمْظَة في عتم زنزانته، ولُمْظَة بيضاء في قلبي، الذي لا أعرف حقيقة أين هو الآن في لُجَّة مصيريَّة!

أقدر جهد ناشري خالد الناصري. اُعظِّم اجتهاده ومهنيته!

من تقرير الصحافية الاء عثمان:

قال الكاتب الفلسطيني أسامة العيسة لـ المنصة إن تقدير روايته من جانب جائزة ذات مصداقية كجائزة البوكر أمر يبعث على الفخر، غير أنه اعتبرها "محطة على درب الأدب الطويل والمتعب".

وعبر العيسة عن سعادته لترشيح رواية الفلسطيني باسم خندقجي للقائمة القصيرة "سعدت أكثر بوصول رواية باسم خندقجي القابع في معتقلات الاحتلال".

تفاصيل

https://manassa.news/news/16211?fbclid=IwAR1Y3YJSDsjEawk1pmTcay8hyqH7vXNLOwSVlOkt5ukeavHfF6vO03b44sw

#باسم_خندقجي

#خالد_الناصري

#سماء_القدس_السابعة

#منشورات_المتوسط

#أسامة_العيسة

 

الثلاثاء، 13 فبراير 2024

.. شاعرًا وإنسانًا!

في مثل هذا اليوم، ولكن في عام 2019م، كتبت: "كبحت نفسي، خلال الأسبوعين الماضيين، عن الكتابة عن خليل. لم أرد أن يتحوَّل منشور فيسبوكي، إلى تأبين مبكر. وأكبحها أيضا الآن، يموت الكلام يا خليل، وتنتحر الحروف، لا شيء يقال، أحسبه غيابًا مؤقتًا، كيف لمثلك أن يموت؟ ستعيش دائما فينا".

خليل توما (1945-2019م) شاعر، ونقابي، وعصامي، وأسير. من الصعب للمثقف في بلادنا، أن يكون محترمًا، وأخلاقيًا، وغير شللي. ولكن المعجزات الصغيرة تحدث في البلاد المقدَّسة، كما في حالة خليل توما.

لروحه المحلقة أهديته رواية سماء القدس السابعة: "إلى روح خليل توما، شاعرًا وإنسانًا".

#خليل_توما

#سماء_القدس_السابعة

#منشورات_المتوسط

#أسامة_العيسة

 

الاثنين، 12 فبراير 2024

في رحلة سماء القدس/ محمد طويل


 


رحلة في مدينة القدس ... في نهاية الرحلة أتاكد أنَّ الدين هو لعنة مدينة القدس وفلسطين!

*رأي قارىء على موقع جود ريدز في رواية سماء القدس السابعة. هل من يتفق أو يختلف معه؟

#محمد_طويل

#سماء_القدس_السابعة

#منشورات_المتوسط

#أسامة_العيسة

الأحد، 11 فبراير 2024

"دفى" المجانين "عفى"!


 


قراءات شتوية!

المجانين صحبة الصديق أبو أشرف؛ عبد الحكيم أبو جاموس: شاعر، وصحفي، وتربوي!

#عبد_الحكيم_أبو_جاموس

#مجانين_بيت_لحم

السبت، 10 فبراير 2024

عرف الأسماء المستعارة/ جمال الدين العسولي


 أ

روايه توثيقيه جميله، اخذتنا لنعيش القدس وكانها جديدة علينا ولم نعشها مسبقا بناسها وحجارتها ومعالمها، رغم أنَّ الكاتب توهنا بأسماء مستعارة، ولكنَّها معلومة لمن عاش المرحلة،ويترك لنا البحث والاستقصاء عن أحداثها وتفاصيلها.

#جمال_العسولي

#سماء_القدس_السابعة

#منشورات_المتوسط

#أسامة_العيسة

الجمعة، 9 فبراير 2024

رائعة/ يوسف أبو طاعة


 


سماء القدس السابعة؛ رواية رأئهة يا أسامة!

-محاولة حكي حكايتنا يا يوسف بالأقلام! كما تفعل أنت بالأقدام، والإقدام!

يا لها من حكاية!

#يوسف_أبو_طاعة

#سماء_القدس_السابعة

#منشورات_المتوسط

#أسامة_العيسة

الأربعاء، 7 فبراير 2024

أنظمة قهر..وعمالة وسفالة وحثالة!


"ولكنهم اعتقدوا، أو أرادوا التصديق، أن أنظمة القهر يمكن أن تُحقَّق النصر. والنصر لا يُحقِّقه إلَّا الأحرار، وهو آتٍ لا ريب فيه".

اقتباس Daniel Bilal Mazari من رواية سماء القدس السابعة.

#سماء_القدس_السابعة

 #أسامة_العيسة

#الأدب_الفلسطيني

#منشورات_المتوسط

بلطف عن صفحة Daniel Bilal Mazari

https://www.facebook.com/mazari.bilal

 

الثلاثاء، 6 فبراير 2024

من الجزائر..الأمور واضحة!


 


"الأمور بالنسبة إلينا واضحة، هذه أرضنا، وأنتم احتللتُمُوها، مثلما احتَلَلَتُم قريتي عينْ كارم، وسكنتُم منزلي، وتقول لي نختلف على التفاسير، هل نحن إزاء كُتُب مقدَّسة؟".

اقتباس Daniel Bilal Mazari من رواية سماء القدس السابعة.

#سماء_القدس_السابعة

 #أسامة_العيسة

#الأدب_الفلسطيني

#منشورات_المتوسط

الخميس، 1 فبراير 2024