أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 15 ديسمبر 2019

شفافية بين جانبين..!



في فلسطين أكثر المؤسسات التي تفتقد الشفافية، أكثرها حديثًا عنها، وكثير من المؤسسات المدنية، إن لم تكن جميعها، تبدو لنا كمجموعة من الطلاسم والأسرار لا نعرف عنها شيئًا، وتنتشر كالفطر، دون معرفة الهدف منها.
في دولة الاحتلال يعرفون عن أنفسهم الكثير، ويعرفون عن ما لدينا أكثر مما نعرف، هذا إذا كنا نعرف أصلاً.
منظمات حقوق الإنسان الليبرالية في دولة الاحتلال، تتلقى دعمًا من مؤسسة تسمى صندوق إسرائيل الجديد، وهي منظمة مانحة صهيونية ليبرالية، مقرها الرئيس في الولايات المتحدة الأميركية، ولها مكاتب في كندا وأوروبا واستراليا ودولة الاحتلال.
هذا الصندوق هو أكبر مانح لمنظمات حقوق الإنسان الليبرالية في دولة الاحتلال، جمع أكثر من 200 مليون دولار على مر السنين معظمها تقريبًا من متبرعين يهود يعيشون في الخارج.
هدفه واضح: "تعزيز المساواة في الحقوق الاجتماعية والسياسية لجميع السكان، بغض النظر عن الدين أو العرق أو الجنس أو الهوية الوطنية" ويصف نفسه بأنّه "صاحب الفضل، المعترف به على نطاق واسع، في بناء المجتمع المدني التقدمي في إسرائيل من نقطة الصفر" وأيضًا يعتبر نفسه: "مؤسسة رائدة في مجال دعم الديمقراطية في إسرائيل" ومساءلة قادة دولة الاحتلال أمام القانون.
لا يوجد رئيس مؤبد للصندوق، لا تنتهي ولايته إلَّا بالموت، ومن ترأسه، كعضو الكنيست السابقة نعومي حزان، تمتعوا بسمعة جيدة.
لنلاحظ كيف يمكن ليهود الشتات، أن يتبرعوا لصندوق يدعم منظمات تصدر تقارير توثق وتدين إجراءات دولة الاحتلال في الأراضي المحتلة، كمنظمة بتسيلم، ليس من  أجل عيون الفلسطينيين، ولكن لتعزز الأهداف التي أعلنها الصندوق.
ما هي أهداف الجهات المانحة التي تدعم المؤسسات الفلسطينية؟ هل لتعزيز المجتمع المدني الفلسطيني، أم لتعزيز الفساد؟
هل تمكن المجتمع المدني الفلسطيني من إظهار رموز حقوقية، ومدنية، ذات مصداقية، ويمكن لها أن تطلع بدور تغيري في المجتمع؟
من يعلم كيف حوّلت المنظمات النقابية، والشبابية، والاتحادات المهنية، وغيرها من دورها الكفاحي والمهني، إلى منظمات تعتاش على أموال المانحين؟
هل يوجد حقًا مجتمع فلسطيني مدني؟ أم مجتمع غابات الفصائل المفلسة، والذي يدار من قبل صندوق أسود لا نعلم أين مقره، ومن الجهة المعادية التي تقوده؟
كتاب عن حقّ الإنسان في الهيمنة لكاتبيه نيكولا بيروجيني وليف غوردون، يستحق إلقاء نظرة عليه..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق