زكريا على مرمى حجر..!

في خربة الدير المرتفعة والمطلة، في قرية صوريف، جلسنا في منزل مختارها، انا وابراهيم مزهر، وخلدون البلبول، كانت قريتي زكريا، على مرمى حجر، من بعيد تلوح الخرب الاثرية والجبال، والسهول، والوديان، التي شهدت الاحداث الدرامية الكبرى عام 1948، ففتحت صفحة جديدة في تاريخ الهضاب الفلسطينية المنخفضة، من هنا خرج اهلك الى اللامكان، ماذا يعني ان يقول لك اهلك انك من زكريا؟ وماذا يعني ان تجلس تستمع الى شاهد وراوي حكايات عن المنطقة، مثل المختار، ولكن لا تستطيع ان تمد حتى نظرك الى مداه، وكأن البلاد ليست بلادك، لوّ تغيرت الاقدار، لنموت في هذه السهول، وكنت جزءا من ملحمتها التي خطتها على مدى قرون.. قرون لا تنتهي.