أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 30 مارس 2022

خيبة كبيرة/واجد النوباني


أواصل قراءة الإنجيل المنحول بخيبة كبيرة. أسامة العيسة واحد من أروع الأسماء التي أتحمس لقراءة كل ما ينتج، وذلك لأسلوبه الأدبي المميز في إعادة قراءة وكتابة جزء من التاريخ.. قرأت وأعدت قراءة كل كتبه باندفاع وشغف كبير. ولقد تشوقت جدا لشراء هذه الرواية لأعيش واحدة من أساطير شرقنا الخصب بالأنبياء والآلهات والكتب السماوية والأساطير، لكن الرواية عكس ما قرأت مما كتبه كثيرون حولها وعكس ما توقعت، من ٢٤٨ صفحة وصلت حتى الصفحة ١٥٢ ولم أجد سوى التكرار.

مع المحبة لكاتبنا العزيز.

#الإنجيل_المنحول_لزانية_المعبد

#المؤسسة_العربية_لللدراسات_والنشر

#واجد_النوباني

 

لو قدر لـ "ميسة" القدس أن تتكلم..!





 تراقب شجرة الميس المعمرة، قرب دير مار إلياس، على طريق بيت لحم- القدس، ما يجري قبالتها، من تجريف واسع، لإقامة مدينة استيطانية جديدة على تلة طبالية الأثرية، ولكنها لا تستطيع الكلام، مثلما حدث معها، في منعطفات تاريخية كانت شاهدة عليها، عصفت بالأرض المقدسة.

ربما كانت شجرة الميس، التي يطلق عليها المواطنون "الميسة" كما يقول جورج نسطاس، الذي شب قريبا منها، بتجديد نفسها، مع خلعها ثوبها الشتوي، والعناية بابنتها التي نبتت بجانبها، وشبت وكبرت، لتبدد وحشة والدتها، إزاء التغيرات الجذرية والسريعة التي شهدتها خلال العقود القاسية الماضية.

يقول المربي المتقاعد عمر عثمان (1938-): "شجرة الميس على الطريق العام بين القدس وبيت لحم، كبيرة وهرمة، متشابكة الجذوع والفروع، لا يعلم أحد من زرعها، ولا يعلم أحد ما عمرها، وربما انبثقت من الأرض، لقد تمت المحافظة عليها طوال السنين، ولغاية الآن، حيث بني حولها عدة مداميك".

شجرة الميس فرضت وجودها على المشهد العام، رغم ثرائه، بمواقع أثرية ودينية، وأضحى لها، الآن، طرقة صغيرة مؤدية لها، وتحت ظلها ما زال كثيرون، يجلسون، ينظرون ويتأملون، وبعضهم يتناول طعامه.

يتذكر عثمان، وهو من بلدة بيت صفافا القريبة للشجرة: "تعود بي الذكريات، إلى ما كنت وزملائي نفعله أيام الخميس ظهرا، بعد الدوام المدرسي، حيث كان لدينا الوقت الكافي للذهاب إلى شجرة الميس، لنتسلقها ولنعلو بين شبكة الأغصان والأوراق الكثيفة، لنقطف ثمارها الصغيرة التي تبدأ باللون الأخضر ثم تتحول للأصفر ثم يصبح لونها أسود عند نضوجها، كنا نملأ جيوبنا بثمارها السوداء الصغيرة حلوة المذاق ونأكلها، كما كنا أحيانا نكسر بذرتها بأسناننا ونبتلعها".

يضيف عثمان: "بعد مرور ساعة، كنا نعود إلى القرية فرحين، وقد أخذ التعب منا كل مأخذ ولكن كنا جذلين بما فعلناه".

تجاور شجرة الميس، بئر قادسمو، التي كانت محطة مهمة على طريق القوافل بين الشام ومصر، وكنيسة الاستراحة المثمنة، التي تظهر بقاياها واضحة، وتعتبر من أهم الكنائس المثمنة المكتشفة في فلسطين، ودير مار إلياس التاريخي.

في عام 1948م، شهدت شجرة الميس، على المعارك الطاحنة بين المقاومين الفلسطينيين، والمتطوعين المصريين والعرب، والعصابات الصهيونية، عندما اتخذ الجانب العربي من تلة مار إلياس، معسكرا له، في مواجهة مستوطنة "رمات راحيل"، وذكرت هذه المواجهات بتوسع لدى مؤرخين ومشاركين في تلك المعارك، مثل الجنرال الأردني عبد الله التل، والصحفي المصري محمد حسنين هيكل الذي غطى الأحداث.

وبعد النكبة، أصبحت شجرة الميس، وما يجاورها، ضمن المنطقة الحرام. يتذكر جورج نسطاس، إغلاق دير مار إلياس، وفتحه فقط، في مناسبات محددة، وضمن تنسيق بين القوى المسيطرة على جانبي الحدود المرتجلة.

عسكر الجيش الأردني على تلة مار إلياس، مكان الجيش المصري، وخلال المعارك التي شارك فيها الجنود، حدث نصر صغير، عندما أطلق جندي مجهول النار باتجاه طائرة إسرائيلية فأسقطها.

يتذكر المربي عثمان: "في صباح اليوم الثاني للحرب، رأينا الجنود الأردنيين يطلقون قنابل مدافعهم على مدينة القدس الغربية، كما رأينا بأم أعيننا جنديا أردنيا يطلق النار على طائرة استكشاف إسرائيلية ونجح في إسقاطها في منطقة طبالية".

سيتحول إسقاط الطائرة، إلى حكاية، ولدت حكايات، لدى الناس، حول ما حدث، ومصير الجندي المجهول، الذي أثلج قلوبهم، خصوصا في تلك الأيام المعتمة التي أعقبت هزيمة حزيران. على بعد بضعة أمتار من شجرة الميس، أقام المحتلون نصبا تذكاريا للطيار الذي قتل مع سقوط طائرته، وسموا الموقع، تلة الطيار، التي تجري فيها الآن عمليات واسعة لإقامة مدينة استيطانية.

التجريف لا يشمل فقط هذه المنطقة الواسعة، ولكن أيضا الشوارع حول الشجرة، لبناء جسور، وأنفاق، وخط للقطار الخفيف.

يقف جورج نسطاس، أمام منزل العائلة، الذي تقترب منها أعمال التجريف، صامدا، ومثل شجرة الميس، شاهدا على العصف في المكان، يجيل ببصره على الأودية والتلال المحيطة، ليخزنها في ذاكرته، قبل تبددها بأسنان الجرافات.

أما شجرة الميس، وابنتها، فتبدوان مهتمتين أكثر بقدوم الربيع، كي تورقا من جديد، وتظلا شاهدتين، على ما يحدث حولهما.

https://www.alhaya.ps/ar/Article/132049/%D9%84%D9%88-%D9%82%D8%AF%D8%B1-%D9%84%D9%80-%D9%85%D9%8A%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3-%D8%A3%D9%86-%D8%AA%D8%AA%D9%83%D9%84%D9%85


الثلاثاء، 29 مارس 2022

ولَه عربيِّ..!




ليس للأمر، علاقة بالسلام، أو الاستسلام، أو الاقتصاد، أو التطبيع، أو السياسة، أو المصالح..!

فالسلام؛ لم يُر ولا يُر، والاستسلام؛ لم يفرمل القتل، والاقتصاد؛ من أزمة توِّلد أزمات، والتطبيع؛ غلبه تطبع العدوان، والسياسة استمرت تياسة، وتحقيق لمصلحة طرف واحد..!

إنَّه الوَلَه، الذي تفصح عنه الصور، وتفضحه عيون ناعسة، ذائبة.

ولَه؛ يمكن اختباره في عيادات أطباء النفس، وأبحاث علمائه..!

فائدة من معاجم اللغة: "ولَهَ فلانٌ: تحيَّر من شدَّة الوَجْد".

إضافة من مختار الصحاح: " الوَلَهُ ذهاب العقل والتحير من شدة الوجد".

ولا راد للشدَّة، والشدائد، والتحير..!

ولا سبيل مع ذهاب العقل..!

عَيني على المملوك الَّذي لم يَطَل، ونفق، ولم ينل من حب "العزيز بيغن"..!

لا عيون (بالإذن من مها صبري*)، على الوالهين المماليك، الَّذين سيبددون، ملكهم، على حبيبٍ، لا يحب..!

*أغنية مها صبري: عيني ع اللي حب ولا طالش..!

(منشورات هذه الصفحة، مقيدة الوصول لمتابعيها-حسب إدارة الفيس بوك)

#الوله_العربي

#السادات_بيغن

 

الثلاثاء، 22 مارس 2022

هل تسمعني يا أسامة؟/جبرا حنونة


ذو العقلِ يشقى في النعيمِ بعقلِهِ      وأخو الجهالةِ في الشقاوةِ ينعمُ

في كثيرٍ من الأحيانِ، أتمنى أنْ أدخلَ في عقلِ أحدِ المجانينِ، لأقراَ ما يدورُ بذهنِهِ،  وأعلمُ كيفَ يفكرُ .

 من المؤكدِ أنَّهُ يفكرُ، ولمْ يفقدْ عقلَهُ تماماً. ولكنْ.... كيفَ يفكر، وهلْ يعيشُ في سعادةٍ دائمةٍ؟ بعيداً عنْ همومِ الحياةِ، ومتاعبها المضنية؟ بعيداً عن النفاقِ والكذبِ والفسادِ والنميمة؟ بعيداً عن الحقدِ والكراهيةِ والخيانةِ والعنف؟ أراهم يبتسونَ دائماً فهلْ يشعرونَ بالسعادةِ، وهدوءِ البال؟ هلْ ينامُ المجنونُ قريرَ العينِ هادىْ البال ، نقيَ الضمير؟ إذا كانَ الأمرُ كذلكَ، أعتقدُ أنَّ معظمَ الناسِ يتمنونَ أنْ يصيبَهم الجنونُ التام.

هل تسمعني يا أسامة؟ أنتَ عشتَ بينَ المجانينِ مدةً من الزمنِ، لتجمعَ مادةً دسمةً وحقيقيةً لكتابكَ الشهير: مجانين بيتَ لحم. فهل استطعتَ أنْ تسبرَ أغوارهم، وتقرأَ أفكارَهم، وتكشفَ دواخلهم، وتطلعَ على أسرارهم الدفينة، وتعرفَ كيفَ يفكرون، ولماذا يقومونَ أحياناً بتصرفاتٍ غير طبيعية؟

أعتقدُ أنَّ الأمرَ في غايةِ الصعوبةِ والإبهام.

#مجانين_بيت_لحم

#جبرا_حنونة

 

الجمعة، 18 مارس 2022

شظايا بلاد وعباد..!


 


في يوم 26 نيسان 2019م، أغمضت ألينا بيستريتسكايا، عينيها إلى الأبد في موسكو، كان ما زال كثيرون حول العالم يذكرون موتها الملحمي في فيلم الدون الهادئ المأخوذ عن رواية ميخائيل شولخوف التي تحمل نفس الاسم، وذرف الملايين دموعهم على نهايتها المروعة في بلاد مزقتها حروب لا تنتهي.

ولدت ألينا في الرابع من ابريل 1928، في كييف في أوكرانيا، وستصبح دارسة الطب، واحدة من أبرز الممثلات في صناعة السينما السوفيتية والروسية.

يمكن الآن تخيّل أية حياة عاشتها في بلاد تشبه بلادنا، يمكن للواحد منا ومنهم أن ينام وهو يحمل هوية معينة، ويصحو ليجد نفسه يحمل هوية أخرى.

هكذا جسدت آمال وآلام القوزاق في رواية شولخوف، الذي كان رسميًا عضوًا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي، ولكنه في الدون الهادئ، كان متمردًا على القوالب السوفيتية في الأدب. الأدب الحقيقي-إن صحت التسمية- لا يمكن أن يخضع للقوالب الحكومية، والحزبية، وفي حالتنا الفلسطينية الفصائلية.

انتزع شولخوف، بسبب إخلاصه الأدبي، جائزة نوبل عام 1965، في ذروة الحرب الباردة، ولعل انتمائه الشيوعي الرسمي، حماه من مصير مواطنه باسترناك الذي حصل على نفس الجائزة، وأجبر على رفضها، وتحولت روايته الدكتور زيفاجو، ملفًا في الحرب الباردة.

بين ميلاد ألينا أوكرانية، وموتها روسية، انهارت دول، وماتت أفكار، ودُفنت نظريات، وبقي الأدب والسينما، بقي شولوخوف ودونه الهادئ، وشخصية المرأة القوزاقية التي حددت الحروب، والثورات، ورجال الحرب والعصابات مصيرها.

ما زال شولخوف قادرًا على إثارة دهشة ملايين القراء في أنحاء المعمورة. مثل أي كاتب، يعلي من قيمة ما يكتبه على أية قيمة أخرى، هكذا أتخيله الآن، كان شولوخوف مثقفا نقديًا، اختلف مع ستالين المخيف، ولم يقبل أن يكون مطبلًا في جوقة خلفه نيكيتا خروتشوف. عاش عامين في موسكو، وعاد إلى نهر الدون الذي لا يتوقف عن الجريان هادئا،، ليمضي حياته، مثل نهره، يخط ملحمته وناسه القوزاق.

كما في بلادنا، أيضًا في بلادهم، تتحدد مصائر النَّاس، دون أخذ رأيهم، ولكن الغريب، أنَّ منا في بلادنا المتشظية، من يحتقر الأدب والسينما، ويصفق للحرب والمحاربين.

#ميخائيل_شولخوف

#أوكرانيا

#القوزاق

#الدون_الهادئ

#ألينا_بيستريتسكايا


الاثنين، 7 مارس 2022

اسكندر الخوري بين ثقافتين




 


عاصر اسكندر الخوري البيتجالي (1890-1973) عدة عهود توالت على فلسطين، كان فيها قاضيًا، ومحاميًا، وأديبًا. تردى وضعه المادي، خصوصًا بعد الاحتلال الإسرائيليِّ، إلى درجة العوز، كما روى المحامي الراحل جودة شهوان في كتابه (ذكريات وشطحات) الصادر عام 2014، وأدى ذلك إلى سفره إلى البيرو، ولكنَّه: "لم يوفق في مسعاه للعيش بكرامة فامتهن عملًا أشبه بالتسول، وهو أنَّه أخذ يقف في زوايا الشوارع في العاصمة ليما، حاملًا المسابح التي كان قد اخذ كمية منها من بيت لحم، ليبيعها في تلك البلاد"

نموذج متكرر، لمصير أديب عربيِّ. قال خضر سلامة (يسار الصورة) "جمعيًا، معشر الكتَّاب، سنشحذ في النهاية".

بعد وفاة البيتجالي، اتصل أحد أبناء الأديب الراحل بشهوان، وطلب منه تشكيل لجنة لتسلم مخطوطات والده وكتبه والعمل على نشرها، وقررت اللجنة المشكلة الاحتفاظ بالموجودات لدى بلدية بيت جالا، إلَّا أنه تبيَّن فيما بعد: "أن الجزء الأكبر من المخطوطات قد فقد نتيجة لوضعها في مكان مهمل، في دار بلدية بيت جالا، تسرح وتمرح فيه الفئران، فأتلفت ما تيسر لها من الأوراق".

تمنى شهوان، قبل رحيله، طبع مؤلفات الفقيد: "وتوزيعها في جميع أنحاء فلسطين والمهجر". ها هي الأمنية تتحقق، بعد جهد للجنة خاصة، عملت خلال عامين على جمع ما تمكنت من جمعه من تراث الراحل.

ما عكر حفل إطلاق أعمال البيتجالي، طغيان ثقافة ضيوف الشرف والرسميِّين ورجال الدين، الذين فصل بينهم، وبين باقي الجمهور شريط أحمر، يُمنع تجاوزه.

 التقسيم الوظيفي للجمهور، لا يصنع ثقافة، وإنما يكرِّس المنصبية، لدى شعب تحت احتلال، يساوي فيه بين المحتلين.

الرسميُّون، والشرفيُّون، ورجال الدين، ليسوا من منتجي الثقافة ولا مستهلكيها، وإن أخذوا الكتب هدية، فيمكن أن تدرس بعد فترة، تطول أو تقصر، مثل ما حدث مع درس ما "تيسر" من مخطوطات البيتجالي في البلدية.

(التايتنك الثقافية)، رمز لتقهقر الواقع الثقافيِّ في الأرخبيل الفلسطينيِّ، كما هو الوضع السياسيِّ.

عدسة: صفية عمر.

#اسكندر_الخوري_البيتجالي

#بيت_جالا

#صفية_عمر

الخميس، 3 مارس 2022

دوَّار بوتين ودَواره المجنون..!


 


مشيتُ، ويوسف علاّن، مِنْ المخيّم، باتجاه دوّار بوتين، في نفس الطريق، التي سلكها يومًا، إبراهيم باشا، والإمبراطور الألماني، وسكنها داهش بك. لم يتوقف يوسف عن إطلاق النكات، ونفث الدخان، ورائحة جسده تملأ الأجواء. كان يضحك وهو يحثّني على أن أصبح واحدًا منهم.

قلت لنفسي، وأنا أروز عرض يوسف علاّن، ما الذي بقي يربطني بعالم العقلاء المجنون هذا؟

وقلت هل يحتاج المجنون إِلى مسوّغات ليقنع نفسه بأنَّه أصبح مجنونًا؟ وهل يدرك ذلك أصلاً؟

المجنون مجنون، ومكانه مع رفاقه المجانين، وأجد الآن رغبة غير قابلة للتأجيل تجيش في داخلي، تحثّني على تتبع نداء يوسف علاّن. 

أليس هو صديقي الوحيد، الذي لم يكذب عليّ ولا مرّة، ولم يبعني ولا مرّّة، ولم يفكّر، ولم يخطر عَلَى باله ذلك ولا مرَّة؟.

عندما اقتربنا مِن دوّار بوتين، فوجئنا بلافتات ورقية مزروعة بالقرب مِنْ شجرة الزيتون داخل الدوار مكتوب عليها: (دوّار المجانين).

التفتُ إِلَى يوسف، ففهم سؤالي دون أن أنطقه، فقال ضاحكًا:

-إِنَّهُمْ الشباب، شباب المجانين، يؤكدون حقهم في وطنهم، وطن المجانين..!

(رواية مجانين بيت لحم، الطبعة الأولى 2014)

#مجانين_بيت_لحم

#بوتين

 

الثلاثاء، 1 مارس 2022

سجون المستعمر... سجون الوطن/عادل الأسطة


 


في العام (٢٠٠٧) قرأت رواية عزيز نيسين «سرنامة: وقائع احتفال رسمي» (١٩٧٣) فأذهلني ما كتبه فيها عن عالم السجن المرعب متناولاً قسم مرتكبي الجنح الأخلاقية وقسم السجناء السياسيين وموضحاً الاختلاف بينهما، ولا أظن أنني قرأت رواية عربية وصفت قسوة السجن وبؤس الحياة فيه كما قرأتها فيها.

لقد تذكرتها وأنا أقرأ رواية الحبيب السايح «نزلاء الحراش» (٢٠٢١) التي فيها كتابة عن سجناء مجرمين وسجناء سياسيين أيضاً وما يحدث بينهم من قتل واغتصاب وفتوات واعتداءات وما يجري على ألسنتهم من بذاءات.

وليست رواية نيسين الوحيدة التي تذكرتها، فقد تذكرت رواية أسامة العيسة «المسكوبية» (٢٠١٠)، وقصة أكرم هنية «كان ذلك قبيل موتنا» من مجموعة «دروب جميلة» (٢٠٠٧)، وما ذكرني بهما هو كتابة السايح عن تاريخ سجن الحراش منذ أسس في زمن الاستعمار وبقائه سجناً في زمن الاستقلال إلى أيامنا».

التأريخ للسجن منذ نشأته نقرأ عنه في رواية العيسة وتغير السجان من سجان غازٍ إلى سجان وطني نقرأ عنه في قصة هنية، وإن قدم الأمر على أنه ليس كما يتخيله السجين وإنما هو من باب الحرص عليه، وفي القصة يستشهدان معاً.

صحيفة الأيَّام الفلسطينية (27-2-2022)

https://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=152452fey354702078Y152452fe

#رواية_المسكوبية

#عادل_الأسطة

#الحبيب_السايح

#عزيز_نيسين

#أكرم_هنية