القدس، أيضًا، هي
مدينة الأسوار، كم مرة هدمت الأسوار، وكم مرة بنيت؟
السور العثماني
المحيط بالمدينة الآن، بُني، بسبب قصة فلكلورية، عن حلم للسلطان سليمان، أجزعه،
فوضع أُسود الظاهر بيبرس المملوكية، على باب الأسباط، في مكرٍ شعبي، بأن لا أحد
يمكن أن يرى نفسه سيدًا مطلقًا على المدينة التي توالى عليها أمثال السلطان حتّى
لو كان القانوني؛ أمراء وملوك، وأغاوات كثر.
حجارة الأسوار نفسها،
تكشف عن عمليات هدم وإعادة بناء لم تنتهِ، ويمكن إعادة كل حجر إلى عهد محدد، من
عهود المدينة المديدة، التي تصطف كلوحة على الأسوار. تتغير العهود والناس، وتبقى
الحجارة.
تكشف أسوار المدينة
المكتشفة والتي ستكتشف، عن حدود متغيرة؛ تمددت المدينة وتقلصت، وتعالت، وعاشت
فترات بدون أسوار.
في حدود حارة اليهود
الكولونيالية، ثمة سور، كشف عنه عالم الآثار نحمان أفيغاد في حفريات غير شرعية، في
سبعينات القرن الماضي، سيعرف بالجدار العريض، عرضه سبعة أمتار، وكان يرتفع ثمانية
أمتار، كارتفاع جدار الفصل والتوسع الحالي، ورغم عرضه فإنَّ السور الدفاعي يكشف عن
قدس صغيرة في عهد أحد الملوك التوراتيين (جزقيا) كما يقدم الآن.
وهو يصرخ:
"وجدته..وجدته" كان أفيغاد يفكر بالتوراة، ووجد ضالته في أشعيا
(22:10).
بُني الجدار العريض
المثير، لمواجهة حملة سنحاريب على البلاد، الذي دمر القرى المقاومة في الهضاب
الوسطى، وأخذ سكانها أسرى، ووثق ذلك على جدارياته.
من بنى سور القدس
المثير العريض هذا؟ وكيف يمكن النظر بحياد إلى مدينة نصية كالقدس؟
لن تتغير العقول،
المحاطة بالأسوار الدينية، والقومية، والسياسية، في نظرتها إلى القدس، وفي أثناء
ذلك، يمكن التمتع بكل ما في هذا المتحف المفتوح المسمى القدس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق