أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 30 مايو 2019

خيمة في مواجهة قرار الإبعاد عن الأقصى







أفرجت سلطات الاحتلال عن الشاب إبراهيم خليل، بعد اعتقاله من داخل المسجد الأقصى، بتهمة الوجود فيه، وملاحقة المستوطنين خلال اقتحاماتهم للمسجد، وتتضمن قرار الإفراج شرط إبعاده عن المسجد لمدة 15 يوم، وبكفالة طرف ثالث.
ولكن خليل، وهو من بلدة البعينة في الجليل الأسفل، أراد مقاومة قرار الإبعاد، فنصب خيمته خارج أسوار الأقصى، قبالة كنيسة الصلاحية، في طريق درب الآلام، ووضع شرحًا باللغة الانجليزية أعلى خيمته لنقل قضيته إلى السياح والزوار الأجانب.
تربع خليل أمام خيمته، ليروي معاناته مع إجراءات الاحتلال التي يصفها بالتعسفية: "اعتدت الاعتكاف في المسجد الأقصى خلال الأيام العشر الأواخر، منذ 12 عامًا، وعادة في هذه الأيام، تكثر اقتحامات المستوطنين للمسجد، وخشية من التصدي لهم، اعتقلوني، وأصدروا قرارًا بمنعي من دخول الأقصى، ولكنني اعتبرت هذا القرار، تعسفيا وظالما، فقررت أن لا أبعد عن الأقصى، واعتصم وأنام قريبًا منه".
وعن لحظة اعتقاله قال خليل: "عندما كنت معتكفا في المسجد الأقصى، اقتحم مستوطنون الأقصى، وعندما راني الجنود، اعتقلوني، وأبعدوني عن المسجد، بدعوى أن هناك احتمالاً في أن أسبب إزعاجًا للمستوطنين، عندما يقتحمون الأقصى، وأعتبر أن قرار إبعادي هو ظلم وجور بحقي".
وأضاف: "بعد الإفراج عني، ومنعي من دخول الأقصى، لم أرغب بالعودة إلى قريتي، فنصبت خيمتي في هذا المكان القريب من المسجد، اعتقادًا مني أن وجودي هنا، أفضل، لإيصال رسالتي حول الظلم الذي تعرضت له، بإبعادي عن الأقصى".
وخليل، مجاز في العلاج النفسي، ولديه سيرة مهنية ناجحة، ويشعر بامتنان لما وصفه باحتضان أهالي القدس له، وتقديم الطعام، وخدمات أخرى، كغسل الملابس، وتوفير المجال للاستحمام وغير ذلك.
وقال: "ما فعله أهالي القدس من أجلي، مؤثر جدًا، خصوصًا وانني لا أعتبر أن باعتصامي، اتخذت موقفا بطوليا، مقارنة بما يفعلوه هم من صمود وتصدي وبشكل يومي".
وأضاف بتأثر واضح: "حتى على السحور، أفاجأ، بان كثيرين يأتون لي بالطعام إلى هنا، دعمًا لاعتصامي، ورفضًا للظلم الذي تعرضت له".
ودعا خليل، باقي المبعدين عن الأقصى، للاعتصام، لرفع الصوت عاليًا ضد إجراءات الاحتلال التعسفية بحق الشباب المعتكفين في العشر الأواخر.
وقال بان قوات الاحتلال حاولت إبعاده عن المكان، ولكنه رفض ذلك، مشيرًا إلى انه موجود في أرض وقفية، ولا يحق لسلطات الاحتلال إبعاده عنه.
 ويحظى موقف خليل، باهتمام كثير من المتضامنين معه، ومنهم جورج نسطاس، النحات الذي يعمل في كنيسة القيامة.
وقال نسطاس وهو يجلس بجانب خليل أمام خيمته: "أحيك، وأحي تمسكك بموقفك، وإيصال رسالتك للرأي العام".
وأضاف: "إبراهيم خليل، نموذج لمن يرفع الصوت عاليا ضد الظلم، فهو لم يغادر القدس، بعد قرار إبعاده، ويعود إلى قريته، وإنما فضل الاعتصام، وإيصال رسالته وقضيته".


جنود الاحتلال في المسجد الأقصى

الثلاثاء، 28 مايو 2019

إفطار أم منزل محاصر



لم يعد بإمكان عمر حجاجلة، قطع المسافة من منزله، عبر نفق طويل نسبيًا، إلى قريته الولجة، بعد إغلاق قوات الاحتلال، بوابة النفق، الذي تحوّل خلال السنوات الماضية إلى منفذه الوحيد للتواصل مع أهله وأقاربه في القرية الواقعة جنوب غرب القدس.
يعيش حجاجلة في منزل معزول عن القرية، المعزولة نسبيا، والتي يتعرض أهلها إلى ملاحقات، وهدم منازلهم من قبل ذراع الاحتلال في المكان؛ بلدية القدس الاحتلالية.
احتل القسم الأكبر من قرية الولجة في عام 1948، فلجأ الأهالي إلى ما تبقى من أراضيهم جنوب سكة الحديد القدس- يافا، وبعد حزيران 1967 أصبحت جميع أراضي القرية محتلة، لكن سلطات الاحتلال لم تعترف بالسكان واعتبرت وجودهم على أرضهم مخالفة لقوانين دولة الاحتلال التي ضمت الأرض لحدود بلدية القدس الاحتلالية وأحاطتها بالمستوطنات، وخلال السنوات الماضية، بدأت ببناء جدار حول القرية، وتعثر البناء، بسبب طبيعة الأرض التي شهدت انهيارات، ولكن سلطات الاحتلال أكملت عزل القرية، بواسطة شوارع عسكرية، وأسلاك شائكة.
وعزلت سلطات الاحتلال منزل عمر حجاجلة، عن باقي منازل القرية، وشقت، بناء على قرار من المحاكم الإسرائيلية، نفقا، يمكّن حجاجلة من الوصول إلى قريته، أسفل الشارع الالتفافي الذي شقته سلطات الاحتلال، ليمكِّن المستوطنين في المنطقة من الوصول إلى القدس المحتلة خلال دقائق.
واجه حجاجلة، وهو مناضل وأسير محرر، أمضى سوات في سجون الاحتلال، مخطط عزله بشجاعة، ورفض ترك منزله، وعروض من مستثمرين إٍسرائيليين، وبقي كما يقول البعض، وتدا في وجه مخططات الاحتلال التي لا تنتهي في قرية الولجة، واخرها إغلاق منطقة عين الهوية، وتحويلها إلى ما تسمى حديقة وطنية.
خلال السنوات الماضية، واجه حجاجلة تصاعد سياسة الاحتلال ضده، من إغلاق الطريق المؤدية إلى النفق، في وجه المركبات، ثم وضع بوابة على مدخل النفق، وأخيرا إغلاقها، وعدم السماح له بالمرور منها.
بعد أن صادرت سلطات الاحتلال أراضي عائلة عمر والتي تبلغ 16 دونما، لم يتبقَ لها سوى 250 مترا، من بينها مساحة المنزل.
وخلال الأيام الأخيرة، حدثت تطورات في مسألة عزل عائلة حجاجلة، حيث صادرت سلطات الاحتلال، تصريح عمله، وأغلقت البوابة الالكترونية، ومنعته من الخروج من المنزل، فأصبحت العائلة حبيسة منزلها.
حفز الوضع الجديد الذي أضحت فيه العائلة، اللجنة التنسيقية العليا لمقاومة الجدار والاستيطان إفطار أمام منزل حجاجلة، بمشاركة نشطاء محليين وأجانب.
وحاول النشطاء، إدخال الطعام إلى منزل عائلة حجاجلة، كلفتة تضامنية مع العائلة.
وقال عمر حجاجلة: "فصلوا منزلي عن باقي منازل القرية، وأنا وعائلتي الآن سجناء داخل الجدار الالكتروني، كانوا يتحكمون بواسطة البوابة الالكترونية على مدخل النفق، في دخولنا وخروجنا، والآن نعيش في سجن مراقب على مدار الساعة".
وأشار حجاجلة، بان قوات الاحتلال، فرضت عليه إجراءات عقابية، بحجج واهية، وغير منطقية، وقال منذر عميرة رئيس اللجنة التنسيقية العليا لمقاومة الجدار والاستيطان في الضفة الغربية، بان الإفطار الرمضاني أمام منزل حجاجلة، حمل رسالة بان عمر وعائلته لن يكونوا وحيدين، في مواجهة إجراءات الاحتلال.



الاثنين، 27 مايو 2019

كأس نادرة..!



هذه الكأس النادرة موجودة في متحف إسرائيل في القدس، واحدة من مئات القطع الأثرية الفلسطينية المنهوبة.
عثر على هذه الكأس الفضية، في حفريات احتلالية غير شرعية في موقع عين سامية في سبعينات القرن الماضي، وعليها رسوم تحيل إلى ملحمة الخلق البابلية (إينوما إيليش).
تعود هذه الكأس إلى العصر البرونزي، من بابل إلى فلسطين-(عولمة) الشرق القديم.

السبت، 25 مايو 2019

سميح حمودة..!



رحل سميح حمودة، وكأننا بوغتنا بذلك، ونحن نعرف بأنه كان يقاوم المرض ببسالة..!
كان سميح إسلامي النزعة، ولكنَّ ذلك لم يؤثر أبدًا على أبحاثه ودراساته، وكأنه فقط شأن خاص، ولم تظهر توجهاته الأيدولوجية، كما يفترض بأي باحث جاد، على دراساته، وشكّل، بذلك، فرادة ورسم طريقًا.
كان، هذا الذي ولد في بيت لحم، ابنا للاجئين من لفتا، واسع المعرفة في الموضوع الفلسطيني، وقدّم للمكتبة الفلسطينية، كتبًا ستظل صالحة لسنوات طويلة، أخرها، كما أعتقد عن رام الله العثمانية الذي اعتمد فيه على الوثائق وعرضت له في مساحتي على الفيس بوك، ومن كتبه المهمة المترجمة عن سجلات السلب، وهو انجاز مهم جدًا، إضافة إلى عمله التحريري في مجلات متخصصة.
رحل وفي جعبته الكثير، ومنها مذكرات لشخصيات فلسطينية، والتي بدأها بنشر مذكرات وأوراق داود الحسيني.
حياة واحدة، لم تكن لتسع ما في جعبة رجل نبيل، وباحث جميل.

الجمعة، 24 مايو 2019

ذلك القط/هدى أبو الحلاوة


رواية للكاتب والباحث الفلسطيني أسامة العيسة الذي أساءه (كما يسيء الأحرار) أن يتلاشى قط البلاد بأنياب كلاب البلاد.
يصف الكاتب اللاحياة اليومية للأسرى الفلسطينيين بدقائقها ٠٠٠
 ما ان يبدأ المرء بالقراءة، سيجد نفسه محصورا بين أوراقها حتى النهاية.
ليست رواية غرامية رومانسية، ولا هي خيال، ولا تصف جمال الطبيعة، ولا تقدم التاريخ بطريق قصصية
ولكنها توثق معاناة ومشاعر وأحداث وجرائم وقوة وعزيمة، وخليط من كل ما يحتاجه الإنسان من الإنسانية للمنسيين الأقوياء الأحرار.
عشت اللحظات وشعرت بانقباض الأمعاء والرغبة في الجوع وتلمست الحاجة إلى أن استرجع الإنسان في داخلي.
تساؤلات ومراجعات في كتب أخرى واستفسارات من ذوي تجربة اعتقالية وبحث في روايات مكتوبة عن الحركة الأسيرة وعودة إلى فيليتسيا لانغر (بأم عيني)
كل ذلك مع قط بئر السبع الذي احترمه وحنطه الفراعنة.
هكذا انطبعت هذه الرواية في نفسي.

حكاية الدهيشة التي لا تنتهي


لم يأخذ عيسى أبو عاهور، وقتا للتفكير، في الاسمين اللذين سيطلقهما على طفليه اللذين رزق بهما حديثًا، فهو اتخذ قراره مسبقا.
وبينما كان يتلقى أبو عاهور، التهاني بميلاد توأميه، وسط فرحة الأهل والأصدقاء، قال، بأنه سمّاهما، لحفظ ذكرى شهيدين من مخيم الدهيشة.
وأبو عاهور الذي يسكن في مدينة بيت لحم، قرر بعد استشهاد ساجد عبد الحكيم مزهر، أن يطلق اسمه واسم ابن عمه الذي سبقه إلى الشهادة أركان ثائر مزهر، على طفليه التوأم اللذين كان ينتظرهما.
استشهد الفتى أركان ثائر مزهر، في شهر تموز من العام الماضي، برصاص قنّاص احتلالي، بعد انسحاب قوات الاحتلال من مخيم الدهيشة، اثر اقتحام للمخيم ودهم عدد من منازله. وحسب شهود عيان، فان قتل أركان، كان مقصودًا، ولم يكن يشكل أي خطر على الجنود المنسحبين، وهو يقف في شارع القدس-الخليل أمام المخيم.
وفي شهر آذار الماضي، قتلت قوات الاحتلال، ساجد عبد الحكيم مزهر، ابن عم أركان، المتطوع كمسعف لدى الإغاثة الطبية الفلسطينية.
وشكّل قتل أركان وساجد، فاجعة عائلية، وسبق ذلك إصابة الفتى حسن، وهو ابن عم ثالث لهما، بجروح خطيرة، أقعدته، وحرمته من المدرسة، وجرى ذلك وهو في طريقه إلى مدرسته، فأصيب برصاص قنّاص من الجنود المغادرين، بعد اقتحام المخيم.
ولقي ما فعله أبو عاهور، ترحيبا في مخيم الدهيشة، ولدى عائلة مزهر، التي تحاول لملمة أحزانها، والحفاظ على ذكرى الشهيدين، اللذين وضع لهما نصب باسميهما في شوارع المخيم.
في الشهر الماضي، احتفلت العائلة، بتخريج كيان شقيقة الشهيد أركان، وقال والدهما: "مخيم الدهيشة حكاية لا تنتهي ممزوجة بفرح وحزن وألم وسعادة، في ذات الوقت هذا التناقض المجنون في داخل المخيم يجعل الحياة ممكنة اكثر رغم كل شيء".

طاحونة العصافير في القُدْس..!












على التلة المواجهة لجبل صهيون في القُدْس، ترتفع طاحونة الهواء، لا لكي تطحن القمح، وإنما كصدى ذكرى لأوَّل مشروع يهودي خارج بلدة القُدْس القديمة، ارتبط بالمتمول اليهودي البريطاني موسى منتيفيوري، الذي بنى الطاحونة في عام 1858م، وبعدها بثلاث سنوات تمكّن من الحصول على فرمان من السلطان العثماني ببناء أول حي خارج أسوار القُدْس القديمة، لإيواء فقراء اليهود.

الأربعاء، 22 مايو 2019

طبعة ثانية..!


عن (الرقمية)
الغلاف: رمزي الطويل
رواية عن عوالم القدس التحتية، وتنوعها البشري، مسرحها معتقل المسكوبية، وازقة وكنائس ومساجد بلدة القدس القديمة.
(الجائزة العربية للإبداع الثقافي-2013)

الثلاثاء، 21 مايو 2019

حارة كان..!









بدت كان، في الأيّام الأخيرة، بالنسبة لبعض الدهيشيين، كأنّها حارة من مخيم الدهيشة، بوجود ممثلهم وسام الجعفري، بفيلمه الذي صوره في المخيم. ورفعوا، على منصات التواصل الاجتماعي شعار: "المخيم مرّ من هنا/ مهرجان كان السينمائي".
ليس فقط وسام، وهو واحد من ممثلي الجيل الجديد من مجانين المخيم، يمثّل الدهيشة في كان، أيضًا نصري حجاج، الذي زار دير الدهيشة وتحدث وحكى ومشى فيه، يمثلنا في المهرجان، لترويج فكرة فيلمه عن عملية ميونخ التي يقاربها من زوايا مختلفة، وعانى هناك من مهاجمة إسرائيليين للفيلم: "لمجرد أنه عن ميونيخ كما يراها فلسطيني.لا يريدوننا أن نحكي حكايتنا!"-كما يقول.
لم يكن نصري بحاجة، إلى جنون زائد مِنّا، فابن عين الحلوة، جاءنا مكتمل الجنون.
البطل الثاني في فيلم وسام، الذي يعرض في مسابقة أفلام الطلبة، محمد الخمور، معتقل في سجون الاحتلال منذ شهر آب لماضي، قبل شهرين، رأيته خلف شبك الزيارة، في سجن عوفر، وديعًا، هادئًا، تمور داخله أحاسيس عديدة، لعلها تكون وقودًا لأعمالٍ فنية مقبلة.
بالجنون، صمدنا، وسنروي حكايتنا، ما دمنا نجونا (النجاة النسبية).
سينجو وسام، ويحلق، خصوصًا إذا تخلص، من موتيفات السينما الفلسطينية الحديثة، حتّى لو كانت طرقة معبدة للجوائز.

الاثنين، 20 مايو 2019

شبابيك..!



تتراءى أعمدة الحديد المتقاطعة، في منزل حي الثوري هذا على شارع بيت لحم-القدس، وكأنها صنعت في أبدٍ، لتعيش في أبدٍ.
لم يغير المستوطن الجديد، للمنزل العربيّ، الذي وضع فيه، الشباك وزجاجه، رغم تغير الأذواق وتبدلّها. ويحرص على إبقائه مغلقًا. هل يخاف من عودة الأنفاس التي اعتقد أنه طردها؟
حصل عليه كغنيمة حرب، بزجاجه، وحديده، وحجارته، وأنفاس ساكنيه وأرواحهم، في أمكنة أخرى طاردت الأرواح المستوطنين الجدد فهربوا، كما حدث في منازل عين حوض، حتى سكنها فنانون، لا يخافون من الأرواح، وبإمكانهم، إبداع أعمالهم الفنية، بضمير لا يؤنب.
ما دام الأمر، غنيمة حرب..!

غروب شمس القدس

الخميس، 16 مايو 2019

المجانين والكناري/آدم عبيد الله


ها قد وصلت إلى حل لغز الكابوس الذي رافقني منذ أوَّل مرّة سمعت فيها عن رواية مجانين بيت لحم، للمجنون الدهيشي أسامة العيسة، فعندما طلبت منه نسخة من هذا الكتاب كان جنونه على استعداد بان يرسله لي عبر البريد أمَّا جنوني فقد دفعني إلى الصبر حتى يقوم أحدهم بإحضاره معه بعد انتهائه من قضاء عطلة الصيف. حين اقترب الكتاب مني قررت أن استقبله بفعل جنوني فحلقت ما برأسي من شعر إلَّا السكسوكة والحواجب (لا أدري لماذا... انجنيت) أمَّا بعد أن انتهيت من صلاة الفجر لهذا اليوم وامتشقت كاسة القهوة التي أعدها لي أحد مجانيين بيتنا وشرعت بالقراءة، فإذا بالكاتب يشير إلى ما كل هو مجنون داخلي وكأنَّ التاريخ يعيد نفسه، فكما أن للكاتب أخ اسمه ثلجي فأنا أيضا اسمي ثلجي فقد سماني جَدّي بهذا الاسم المجنون لأني فقط ولدت في مخيم الدهيشة في إحدى زوايا البيت في الثلجة الكبيرة من عام 1992. أعتقد أن اللغز يكمن في اني مجنون أب عن جد تماما كما هو حال الكاتب و من الممكن كما هو حال المجانين من قصر سليمان جاسر إلى دير المجانين و برك سليمان والشاعرة بهيجة وحتى العبد علوي ... أمَّا الأخير فقد ذكرتني قصته مع زقزقة العصافير بأخي الذي عاد من الجزائر حاملاً شهادة الماجستير في المايكروبيولوجيا وقد اصطف لطابور العاطلين عن العمل وبدأ يربي عصافير الكنار ويستمتع بزقزقتها إلى حد شككني بأنه أيضا مجنون كما هو حال العبد علوي.

الأربعاء، 15 مايو 2019

قُدْس المحاكاة..!






كشخصٍ رأى في نفسه ثاني سليمان في العالم، سيأخذ السلطان سليمان القانوني الأمر إلى منتهاه، ويضع النجمة السداسية على سور القُدْس العظيم، بتشكيلات فنية مختلفة، باعتبارها خاتم سليمان الأوّل. وإذا كان سليمان الأوّل حكم الدنيا المعروفة في زمنه، من القُدْس، بقرارٍ ربّاني، جعله يتحكم في الإنس والجن، فإن القانوني، حكم عالمه، بقوة دفع صعود القوة العثمانية، وبتراث يعلي من قيمة سليمان الأوّل، ليس باعتباره ملكا غير معصوم، وإنما نبيّاً، فنقش ألقابه، بفخرٍ على سور القُدْس، كمالك رقاب الأمم.
تظهر النجمة السداسية على منازل خاصة، ومبان عامة في فلسطين العثمانية، ويظهر التشكيل السداسي في الحرم القدسي الشريف، على واجهة المسجد الأقصى (القبلي) الشرقية، وعلى واحدة من البوائك.
هل هو  تنويع على النجمة السداسية، أو محاكاة لخلايا النحل؟
يمكن التمعن في فن الزجاج المعشق، وتنوعه وتشكيلاته. لا أحد في القدس، بمنأى عن المحاكاة، والتقليد، والتثاقف.

السبت، 11 مايو 2019

منزل على خط النار..!





بنى رجب أبو سارة منزله، في حيّ الثّْورِي، على شارع القدس-بيت لحم، أو شارع الخليل، وخط على اللوحة التأسيسية، البسملة، والآية الكريمة (لئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)، المستخدمة لدى أصحاب البنايات المسلمين والمسيحيين، ويبدو أنه لم يكتفِ بالبسملة، لإظهار هويته الدينية، فحرص على وضع تاريخ البناء بالسنة الهجرية (1361) وهي ما توافق لسنة 1942م أو 1943م.
ويبدو أن حرصه على إظهار هويته الدينية،لم يصدر عن عقلٍ متعصب، ففي حديقة المنزل، يظهر تمثال بجناحين، وضع على عمود، نحت من نفس حجارة المنزل، يحاكي المخلوقات في الأساطير الإغريقية.
لم يهنأ أبو سارة كثيرًا في منزله، فالقدس، كانت على موعدٍ مع احتلالٍ جديد، وما أكثر احتلالتها، وتمكنت العصابات الصهيونية، من احتلال قسم من حيّ الثّْورِي، وأسكنت في منازله بعض من موظفي دولتها التي أنشأتها على الأرض الفلسطينية التي احتلها. ولم يبدِ موظفو الاحتلال الذين سكنوا المنازل في الثوري، امتنانا، بل كانوا كثيري الشكوى، لوضعه في منازل على خط وقف إطلاق النار، مما يعني حاجتهم لبدل مخاطر.
أين ذرت الأيًّام أبو سارة؟

جبل الشيخ فوق الغيم

الخميس، 9 مايو 2019

القدس القديمة من جبل الزيتون

الفن والإيمان..!



تمثل هذه اللوحة، في كنيسة دير الدومنيكان في القدس، مريم المجدلية، والتي تظهر كما تصوّرها الفنان، بشعرٍ أحمر محنى، خارجة من الريف الأوروبي، وليست كفتاة سمراء من قرية على بحيرة طبريا، تكالبت عليها الظروف، وأنقذها السيد المسيح وتبعته، وسيحب كتبة الأناجيل اسم مريم كثيرًا، فنجد عدة نساء كتابيات يحملن نفس الاسم. قد لا نجد لوحة لمريم المجدلية تشبهها، في كنيسة أرثوذكسية، أو كاثوليكية في فلسطين، وسنجد التباين أيضًا في تصوير السيدة العذراء بين الأرثوذكسية والكاثوليكية.
الفنانون الأجانب، الذين خلفوا رسومًا ومنحوتات على جدران الكنائس والأديرة والمؤسسات العامة في القدس، انطلقوا من خلفيات دينية، وثقافية متنوعة وثرية، منها ما يصعب تقبله من المؤمنين المحليين، ولا يقتصر ذلك على المسيحيين فقط.
يقابل أنموذج مريم المجدلية، رابعة العدوية في الثقافة الإسلامية، التي لها قبر على جبل الزيتون، تنافس عليه قديسة مسيحية ونبية يهودية. التثاقف مرّة أخرى في فلسطين.
‏في دير الدومنيكان، مركز أبحاث، وثروة أرشيفية تتعلق بفلسطين ودول الجوار.

الثلاثاء، 7 مايو 2019

عن نجمة النَّاس..!





قد يكون مسجد خالد بن الوليد، في منطقة هندازة القريبة من مدينة بيت لحم، هو أحدث مسجد يفتتح في فلسطين، بتربع من مواطن محلي محترم مؤمن، ليس لديه طموحات في الوجاهة.
خالد بن الوليد هو بطل من الجزيرة العربية، ورمز للثقافة الإسلامية التي انتصرت في فلسطين، ولكن المهني، وهو هنا القصِّير، وضع لمسته على واجهة المسجد الغربية؛ نجمة ثمانية، نقلها عن نموذجٍ جاهز.
لا يدري القصِّير، الذي صنع نجمة من الرمل والاسمنت، بان مواطنه الفنان الذي عاش في العصر الكالكوليثي، قبل التاريخ، وضع نجمة ثمانية، بالغة الجمال في واحد من ثلاثة معابد اكتشفت في فلسطين تعود لعصور ما قبل التاريخ، والحديث عن موقع تليلات الغسول، شمال البحر الميت، وهو موقع معروف بالنسبة للمهتمين بالتاريخ والآثار، والنجمة من الإبداعات العالمية.
يمكن تفسير نجمة تليلات الغسول، بأنها تمثل جسما سماويا يمثل الشمس، مع أربعة إشعاعات سوداء ربما ترمز للموت، وأربعة حمراء ترمز للحياة.
المهم في الأمر، أن نجمة الأجداد الموقرة في معبدهم، عاشت وحوّرت، وأصبحت أكثر عملية، وأقل جمالاً، لتوضع على واجهة مسجد للأحفاد. الأديان تتغير في هذه البلاد، والبشر لا يتخلون بسهولة عن رموزهم، حتى لو كانوا لا يعون ذلك.
**
الصورة:
النجمة الثمانية على المسجد، إلى جانب رسم متقن لنجمة تليلات الغسول. 

الاثنين، 6 مايو 2019

نبض الأمازونيات..!



الناموس الأكثر إثارة بالنسبة لي، في المتحف الفلسطيني (روكفلر)، هو ناموس الأمازونيات، في المتحف الفلسطيني (روكفلر)، المناسب للتأمل في الفن، أو المثّالين الذين نحتوا تفاصيل المعارك بين الجنود اليونان، والمحاربات الأمازونيات. اللواتي يظهرن في طبعتهن الفلسطينية، على غير بعض ما جيء عنهن في الأساطير، فلا ينقصهن أي من أعضائهن.
من المؤسف، انه لم يكن بوسع الزوجة المضطجعة على غطاء الناموس، بجانب زوجها، كما اضطجعا داخله بعد موتهما، الدفع للمثالين لإكمال الغطاء.
يمثل هذا الناموس، أبعادًا ثقافية وأسطورية ثرية، والعلاقات الثقافية في الشرق القديم، فعلى واجهة الناموس الشمالية، مثلاً، سنرى نحتين لثورين مجنحين، كنموذجين مصغرين، من تلك التي نحتت في بلاد الرافدين.
تتغير الحكومات والقوى المسيطرة على القدس، وتصمد الأمازونيات الخشنات، بفضل القوة الناعمة؛ الفن.
يا لروعة التفاصيل، يمكن للمرء تحسسها، وسماع نبض شجاعة الأمازونيات.
تسألني المذيعة الشهيرة: هل القدس مدينة الحجارة؟
القدس، مدينة الحجارة، والنساء، والأساطير، والأمازونيات.

الأحد، 5 مايو 2019

الصلاة تحت حراب المستوطنين







عندما وصل مشهور غيث، إلى مسجد الديسي، في بلدة القدس القديمة، لصلاة العصر، وجد أمامه اثنين من المصلين فقط، أحدهما قيّم المسجد.
ولم يكن ذلك غريبًا، بالنسبة للشاب غيث، فبسبب الظروف التي تحيط بمسجد الديسي، الذي يزيد عمره عن 700 عامًا، فان الصلاة فيه تكتنفها صعوبات كبيرة.
يقع المسجد في حارة الشرف، ملاصقا للحي الأرمني، وتعتبر حكومة الاحتلال، هذا الحي، جزءً من الحي اليهودي، الذي وسعته بعد الاحتلال عام 1967م، وهدم حارة المغاربة على رؤوس ساكنيها، وجعلها ساحة امام حائط البراق.
وخلال وجود غيث وزميليه داخل المسجد، حضر مجموعة من أولاد المستوطنين في الموقع، وأخذوا بالطرق على الباب واستفزاز من بداخل المسجد، وهو مشهد اصبح، كما يقول غيث، يوميًا، بل يحدث أكثر من مرة في اليوم.
في الثالث من الشهر الجاري (شباط 2019)، أعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية، بأنها أعادت افتتاح مسجد الديسي، بعد إجراء ترميمات عليه، والتي لم تمر بسهولة، بسبب شكاوي المستوطنين. وتم الافتتاح، بوجود امني مكثف من قبل شرطة الاحتلال التي أعلنت، بأنها أزالت غرفة مستجدة بنيت فوق المسجد، واستجابت لمطالب المستوطنين بعدم رفع الآذان في المسجد.
وتقول بعض المصادر، بأن المسجد لم يكن مغلقا، وان قيم المسجد، كان يقيم فيه الصلاة لوحده، ويؤكد مشهور غيث، على أن المسجد، لم يغلق أبدًا.
يبدو المسجد الآن، محاصرًا بمنازل المستوطنين الملاصقة له، ومنشآتهم، وبالقرب منه تقع مدرسة تلمودية، وأصبحت الساحة أمامه، موقفًا للمركبات، بعد مصادرتها من قبل حكومة الاحتلال.
يقول غيث: "نحن نعاني خصوصًا من تلاميذ المدرسة التلمودية الذين يأتون ألينا لإزعاجنا، فيطرقون الأبواب، ويتسلقون المسجد، ويعيثون خرابا".
ويضيف: "التحريض على المسجد بدأ في الصحف العبرية، التي ذكرت بان الحركة الإسلامية هي التي مولت ترميم المسجد، وهذا كذب، فأموال الترميم جمعناها من بعضنا البعض، لأن وجود المسجد في هذه المنطقة مهما، فهناك عمّال في المنطقة، لا يسعفهم الوقت للنزول إلى المسجد الأقصى، فيصلون هنا".
في موعد كل صلاة يأتي قيّم المسجد، ويفتح الباب، ولكنه يجعله مواربا، ويرفع الآذان داخل المسجد، وتقام الصلاة رغم الإزعاجات التي يسببها أولاد المستوطنين.
وتم تركيب درابزين على جزء من سطح المسجد، تحسبا لتسلل المزعجين من المستوطنين إليه، الذين لن يتوقفوا عن حملتهم ضده، كما يظهر ذلك من حملتهم الإعلامية المستمرة على المسجد، فلم يكتف هؤلاء بمنع رفع الآذان، ولكنهم يوجهون الآن سهامهم إلى الإضاءة الخضراء على مئذنة المسجد.
‏ونقلت صحيفة يديعوت احرنوت، عن شوشانا شاه لبن، رئيسة الإدارة الجماهيرية في الحي اليهودي: "نعيش في هذا الحي بهدوء إلى جانب جيراننا، ولا نريد المشاكل، ولكن الإضاءة الخضراء التي تم نصبها هذا الأسبوع يصل ضوءها إلى المنازل".
ويعتبر غيث مثل هذه الدعاوى، هي مجرد تبريرات لوقف الصلاة في المسجد نهائيا، ولكن هذا لن يحدث، وستستمر الصلاة فيه.
ويحمل المسجد اسم عائلة مقدسية، ولكنه أيضًا يعرف بأسماء عديدة، مثل المسجد العمري، ومسجد النبي داود، والمعصرة، والمصبنة، وخضع لترميمات عديدة منذ إنشائه، فقد رمم في العهد العثماني قبل ترميمه الأخير.

السبت، 4 مايو 2019

عرض لفرقة ابداع

تكريم عائلة الشهيد ساجد مزهر

الأقباط في القدس

الأقباط في القدس

عيد الفصح من كنيسة القيامة في القدس