أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الثلاثاء، 17 ديسمبر 2019

مرقص في موته..!



‏‏مثل معمار سنان، أبدى المهندس مرقص نصَّار، أيضًا، تواضعًا، ولكن بدون انحناء
بنى معمار سنان قبره الصغير، ليس بعيدًا عن تحفته السليمانية في اسطنبول، وفي مقبرة اللاتين في بيت لحم، ينتصب ضريح مرقص، ليس بعيدًا عن قصره، الذي لم يكن، برأي أفضل أعماله، وإن كان يحوي عناصر الحداثة في زمنه.
لا شك بأنَّ مرقص، عمل على تصميم الضريح، قبل رحيله، فجاء معبرًا، بشموخه وانسيابيته، عن مسيرته، ويضم بعض التفاصيل، التي لا شك فخر بها، مثل حصوله على وسام القديس سلفسترس من رتبة قائد، الذي منحه له البابا يبوس العاشر.
تنتشر فوضى الأذواق في المقبرة، التي تعبر لدى البعض عن ثراء معين، ولدى آخرين، تكشف عن الفن العفوي لحجّاري المدينة، اللذين كان كثير منهم لا يقرأون، أمّا مرقص فمن الواضح أنّه تعامل مع فنان أو فنانين محترفين.
بجانب النقش الخاص ببروتريه مرقص الحجري، يمكن ملاحظة نقش جميل صغير جدًا، يدل، على الأرجح إلى اسم النحّات: F.HARV.EY.
أي نحات هذا؟ وكيف تعاون مع مرقص، لِجَدل لحظة الرحيل الأخيرة؟
مرقص، أحد أبرز المهندسين الفلسطينيين، في الثلث الأوّل من القرن العشرين.
أراد، حتّى في موته، أن يكون أنيقًا، مشعًا، بدون بريق، وزغللة عيون..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق