أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 30 أكتوبر 2019

على سبيل الإحراج..!



احتاج الرفيق ترومان لإحدى عشرة دقيقة، ليعترف بإسرائيل الوليدة ويمهر قراره، على سبيل الإحراج من ضحايا "جنون هتلر"-كما كتب.
الرفيق ستالين، كان أكثر فطنة من خصمه الأميركي، فلم يحتاج لأية دقيقة، بل أنّه، على سبيل الإحراج من الرفاق الصهاينة الاشتراكيين، ومستقبل الثورة الاشتراكية العالمية، أمر بشحن الأسلحة التشيكية للعصابات الصهيونية قبل الإعلان عن ولادة الوليدة، ولم يكتف بذلك، فأمر بشحن جنود معها ليحاربوا مع  العصابات، شاركوا في المعارك حول القدس، وتخوم بيت لحم، وتمكّن المقاومون من أسر عدد منهم في جبل المكبر، يبدو أنهم لم يعرفوا أين يهربوا في معارك الكرّ والفرّ.
جريدة فلسطين بوست، تعلن ولادة دولة إسرائيل، ويبدو أنها تنبهت، إلى ضرورة تغيير اسمها، فأصبح جيروسالم بوست، على سبيل الإحراج من قارئ فطن، سيفطن للمفارقة، بين فلسطين الجريدة، وهي تبشر بإسرائيل الوليدة الجديدة.
الشيوعيون العرب، على سبيل الإحراج والطاعة، أيدوا ستالين وخلفاءه، واعتبروا قرار الرفيق، آية في سِفر إنجيل جديد، يفوق أفيون الأناجيل كافة.
وعلى سبيل الإحراج، من المجتمع الدولي، ستلحق المنظمة بدولٍ عربية سبقتها وأخرى لحقتها.
وعلى سبيل الإحراج، أيضًا وأيضًا، وتعويضا عن الاعتراف السرّي، ستقدم دول عربية، تعويضها، باستقبالات إمبراطورية، لأباطرة الدولة الجديدة.
في محطة قدس شريف، حيث كان المسافرون يطالعون الجرائد، في انتظار القطارات، والآن يمررون أصابعهم على شاشات صغيرة، بينما أصبحت المحطة، مركزًا للتسوق، أنشأه الطرف المنتصر، ثمة ملصق يؤرخ لتلك اللحظة الفارقة في تاريخ الأرض المقدسة، وما أكثر لحظاتها الفارقة، فلسطين بوست وهي تعلن ولادة دولة اسمها إسرائيل، قبل أن تغيّر اسمها، في بلاد تغير أسماءها، وحكامها، بالسرعة التي يمكن لفتى أن يغيّر جرابه.
وحده ابن الأرض، الذي لم يتفلسف، ويتأدلج، ويقاوم، وينظر للدول التي تتوالى عليه، كقدر سماوي، لم يقرّ ولم يفرّ. لا يعرف أرضًا غيرها، حتّى لو استيقظ باكرًا ليكتشف أنهم، غيّروا اسمها.

الاثنين، 28 أكتوبر 2019

من هنا البداية والنهاية..!







في الصورة، رمز البداية والنهاية، في نقشٍ، من أكثر نقوشه اكتمالاً، على جدران القُدْس. تمثيلاً لما جاء في سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، على لسان الجالس على العرش:
"أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ. أَنَا أُعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّانًا".
سفر الرؤيا، مؤسس لما ستؤسطر به القُدْس، على يد آخرين من دين مختلف، خصوصًا في أدب الفضائل الإسلامي.
في سفر الرؤيا، ليس فقط واحدة من أجمل الشعر في القُدْس، ولكن يخيّل لي أحيانًا، أنه لم يُتجاوز حتّى يوم النّاس هذا.
القُدْس، أيضًا وأيضًا مدينة الرموز، وليُسأل عنها دائمًا، العم جورج نسطاس.

الجمعة، 25 أكتوبر 2019

مارك قواس "طفرة موسيقية" من فلسطين








عازف البيانو مارك قوّاس (13) عامًا، حفله الموسيقي في مسرح مؤسسة الرئيس بوتين الفلسطينية للثقافة والاقتصاد في بيت لحم، بمقطوعة من تأليفه، وأطلق هذا الموسيقى الفتى عليها اسمًا بدا غير متناسب أبدًا مع سنه (سر الحياة) ولكن ذلك لم يحل دون إثارة اهتمام الجمهور المحب، الذي وقف وصفق طويلاً، بينما انحنى قوّاس أكثر من مرة تحية للحضور.
مارك قوّاس من مدينة بيت لحم، اهتم في سن مبكرة بعالم الموسيقى، ووصفه حسام سعد، مدير مدرسة تشايكوفسكي للموسيقى، بأنه طفرة، وموهبة نادرة.
قدم قوّاس، عروضًا موسيقية في بريطانيا بالإضافة إلى عدة عروض في مدن مختلفة في فلسطين، وفاز في مسابقة الكونشيرتو في معهد ادوارد سعيد الوطني للموسيقى، وعزف أيضًا مع اوركسترا المعهد.
في الحفل الذي استضافه مسرح مؤسسة الرئيس بوتين، ظهر قوّاس، ببدلة كاملة، متشجعًا، مع خفر حاول إخفائه، وجلس صامتًا، ليبدأ العزف.
عزف عشر مقطوعات كلاسيكية ومعاصرة لعدة مؤلفين من فترات مختلفة مثل بيتهوفن وموتزارت وباخ وشوبان ومؤلفين معاصرين، وفي كل مرة وبعد إنهائه عزف مقطوعة يقف وينحني أمام تصفيق الجمهور الحار.
وفي لفتة ذات دلالة، عزف قوّاس، مقطوعة للمؤلف الفلسطيني الراحل سلفادور عرنيطة، ابن مدينة القدس، الذي بزغت موهبته مبكرًا، فعندما تجاوز عمره العاشرة، أصبح مساعدًا لعازف آلة الأورغ في كنيسة القيامة في القدس، وفي السادسة عشرة من عمره التحق بكاتدرائية القديسة كاترين في الإسكندرية عازفًا على آلة الأورغ، ومدربًا لجوقة الكنيسة.
ختم قوّاس حفله، بأكثر المقطوعات شغفًا لديه؛ مقطوعة (سرّ الحياة) التي ألفها، وأراد تقديم نفسه للجمهور من خلالها، وتلقى فورًا جائزته، بردة فعل الجمهور المتحمس، وتصفيقه الحار وقوفا.
سألت قوّاس، كيف عرف "سرّ الحياة" وهو في هذه السن الصغيرة؟ فأجاب: "هي محاولة، لفهم سرّ الحياة، محاولة متواضعة علها تكون فاتحة لفهم أكبر".
وجد قوّاس نفسه، وسط جلبة غير معتاد عليها، بينما تومض عدسات الكاميرات، لتلقط صورًا له مع معجبيه الكثر، الذي استحوذ عليهم بعزفه وفنه.
أراد الحضور، تسجيل لحظات، اعتقدوها تاريخية، مع موهبة نادرة، أولدت نجمًا سيسطع كثيرًا في السنوات المقبلة.
بالإضافة إلى موهبة العزف، والتأليف الموسيقى، فإنَّ قوّاس، كتب ولحن أغاني، مثل أغنية (فلسطين) وهي من كلماته وألحانه، وغنتها الطفلة ميار قوّاس
سيسافر قوّاس في شهر أيلول العام المقبل، لينضم إلى مدرسة موسيقية مهمة في بريطانيا، ليواصل تعليمه وإبداعه.
من على خشبة المسرح، أعلن حسام سعد، بأنَّ قوّاس، يقاوم الاحتلال بالموسيقى، وسيكون سفيرًا لقضيتنا في أي مكان سيكون فيه، في إشارة إلى سفره المرتقب إلى بريطانيا.
وقال: مارك هو شوبان فلسطين، طفرة موسيقية، وموهبة نادرة نراهن عليها كثيرًا، وسندعمها دائمًا".
الفنانة المسرحية رهام اسحق، خالة مارك، قالت، بأن ابن شقيقتها، أظهر ميولاً جدية، منذ صغره، وبدلاً من الاهتمام، باهتمامات الصغار وألعابهم، فإنه كان يتصرف كالكبار، وأصبحت الموسيقى عالمه.
قال قوّاس، لمراسلنا: "سأدرس وأعود، أجد مكاني دائمًا هنا".


الخميس، 24 أكتوبر 2019

رائد ونادر..!



قال إدوارد سعيد أن الكتب الرائد نادرة.
وهذا صحيح
وعن كتاب آثار استعمارية لجوزيف مسعد، قال، بأنه واحد من هذه الكتب الرائدة.
وهذا أيضًا صحيح.
ما الذي يجعلنا نقرأ غير الكتب الرائدة والنادرة؟ لماذا نستهلك أنفسنا في قراءات غير مجدية، غالبا مجاملة لأصحابها؟
ملاحظاتي على الكتاب الرائد، والمهم، ليس فقط ضمن الكتب التي تناولت تاريخ الأردن، وهو موضوع الكتاب، بل في الكتب التي تناولت تكوين الهويات، ما بعد الاستعمار:
*لم يتطرق للعلاقات الأردنية-الإسرائيلية قبل توقيع اتفاقيات السلام.
*لم يتطرق للأحزاب السياسية ودورها، خصوصًا في عقدي الخمسينات والستينات من القرن الماضي.

الأربعاء، 23 أكتوبر 2019

مآلات السيّد حسن..!



أتأمل، كروائي، في (تحولات) السيّد حسن نصر الله، منذ النصرّ المؤزر بطرد المحتلين من الجنوب، ورفع صوره في الشوارع والميادين العربية، وارتفاع رصيده إلى مستوى غير مسبوق، وتحقيقه لمصداقية خطابه، وتمكنه من حشد قوى متباينة أيدلوجيًا، خلف مشروع المقاومة، الذي لم ينتهِ بطرد الإسرائيليين من لبنان، أو هكذا أريد للنّاس أن تفهم.
ولكن السيّد حسن، لم يتسع له، كما يبدو، فضاء المقاومة، وإن لم يحدد مفهومها، فظهر كعصا ضبط في لبنان الداخلي، ليضع مشروع المقاومة على محك النقاش.
وبدأ يخسر من رصيده، الذي أصبح على الاختبار، بتجاوز دوره اللبناني، إلى دعم نظام الأسد في سوريا، كعصا وظيفية إقليمية، وهو ما أحدث شرخًا في الجمهور الذي ناصر نصر الله.
ولكن تدحرج السيّد، ليس له حدود، كما تبيّن من خطابه الأخير، بشأن الأحداث في لبنان، مهددًا بإنزال جمهوره إلى الشارع، وهو ما يُصطلح عليه بالبلطجة.
ظاهرة السيّد، إن جاز التعبير، ليست جديدة، على تاريخ مصر والشام، خلال القرون الثلاثة الفائتة، حيث ظهر كثر، كأبطال شعبيين، وبعضهم استلم السلطة، ثم ترنحوا سقوطا.
هل (تحولات) السيّد حسن، هي تحولات فعلاً، أم نسق نموذجي لزعيم محلي في هذا الشرق؟
الحفريات المعرفية، حول طبيعة السيّد الفئوية، والطائفية، ومرجعياته الدينية والثقافية، وانتماءاته، وإنحيازاته،لم تكن تؤدي ب"سيد المقاومة"، إلّا لبلطجي محتمل في لبنان، ثم قاتل بمهام إقليمية في سوريا، وأخيرًا (وليس آخرًا) إلى بلطجي مكتمل الجهوزية في لبنان.
ربما انتهى مشروع المقاومة بقيادة السيّد، بالعملية الهزيلة الأخيرة، التي جاءت لرد ماء الوجه، وأظن أن هذا المشروع استنفذ نفسه، ولم يعد مقنعا، للثوّار في الساحات اللبنانية، كما أتوقع.



الثلاثاء، 22 أكتوبر 2019

‏‏عالم النساء الخفي..!



كيف يمكن لعبارة عابرة، تكشف لعابر، في شارع في مدينة الخليل، عن عالم النساء الخفي في المدينة وفي الأرض المحتلة؟
يظهر صاحب محل، فرح بحسومات نهاية الموسم، قائمة بأسماء البضائع التي شملتها الحسومات، ومنها ما وصفه: "المشلح الطويل"، ويقصد نوع من الفساتين المكشوفة، التي ترتديها النساء في المدينة الفلسطينية الأكثر محافظة كما توصف (وأنا لا أوافق على الأوصاف المعيارية والنمطية خصوصًا فيما يتعلق بمدينة أحبها كثيرًا كالخليل)، في فضاءات خاصة بهن، كالأعراس.
تسمح السلطة الذكورية، بتلك الفضاءات، بشرط أن تبقى حكرًا على النساء، ولا يسمح للذكور رؤية تلك الملابس إلَّا عبر فاترينات العرض. وإذا تسرب أي شيء من تلك الفضاءات، فالعواقب وخيمة، كما حدث مع فيلم تضمن عدة مشاهد من جناح (الحريم) في إحدى الأعراس في القُدْس، وتسبب عرضه بمشاكل اجتماعية، أدت، كما صرحت نساء ظهرت صورهن في الفيلم إلى حالات طلاق متعددة.
تسهِّل الذكورة المسيطرة، سوق الأنواع المختلفة من الفساتين، ما دامت تدرّ ربحًا، وفي النهاية، فإن ارتدائها يخضع لشروطٍ، أي خرق لها، لن تكون عواقبه إلَّا وخيمة.
تسيطر الذكورة المتفشية، على رأس المال، وتحدد القيم التي تعيد إنتاجه، بكفاءة عالية، حتّى في ظلّ مجتمع يواجه يوميًا تحديات الاحتلال الكولونيالي، ومثلها الأبرز في الخليل.
نحن إزاء سيطرة مزدوجة على المال، وعلى القيم التي يمكن أن تتكيف لتخدم تدفق المال، والوسيط أجساد النساء المتوارية، خلف الجدران العالية.



الأحد، 20 أكتوبر 2019

المجانين يتحدثون الأوكرانية..!









أطلقت جائزة الشيخ زايد للكتاب ترجمة رواية (مجانين بيت لحم) إلى اللغة الأوكرانية، وذلك ضمن ندوة حوارية للناشرين في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب 2019، بحضور مجموعة من المؤلفين وأصحاب دور النشر الأجنبية، بالتعاون مع دار أنيتا أنتونينكو للنشر من أوكرانيا.
وجاء إطلاق الترجمة لرواية مجانين بيت لحم، الفائزة بجائزة الشيخ زايد-فرع الآداب لعام 2015م، ضمن مبادرة الترجمة التي أطلقتها الجائزة.
وقال الدكتور علي بن تميم، رئيس مجلس إدارة هيئة أبو ظبي للغة العربية والأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب: "تم إطلاق مبادرة الترجمة العام الماضي بهدف التعريف بأهم الإصدارات العربية والفائزة بجائزة الشيخ زايد للكتاب للثقافات الأخرى، وذلك لتحقيق أهداف الجائزة في نشر الثقافة العربية وإيصال صوت الكاتب العربي إلى العالم".
وقالت أنيتا أنتونينكو من دار أنيتا أنتونينكو للنشر: "اخترنا كتاب "مجانين بيت لحم" للكاتب أسامة العيسة لإصداره باللغة الأوكرانية بسبب التشابه الكبير الذي نراه بين القضية الفلسطينية وما مرّت به أوكرانيا من صعوبات وتحديات سياسية في ماضيها. ونتوقع بأن يحظى بإقبال كبير من القرّاء في أوكرانيا لما يحمله من أفكار ومشاعر متماثلة بين الشعبين".
وقال الروائي العيسة: "الكلمات، سفير بين الشعوب؛ ليس لدى الكاتب، ما يفرحه أكثر من انتقال كلماته، بين الثقافات، ويسعدني جدًا، أن يتمكن القراء في دولة أوكرانيا الصديقة، من الاطلاع، على حيوات شخوص روائية دبوا على أرض بلادنا، وكثير منهم عرفوها وزاروها، فالعلاقات الثقافية بيننا وبينهم، قديمة، وثرية، ومن الجيد استمرار التواصل عبر الأدب الحديث".




السبت، 19 أكتوبر 2019

شهداء الأقباط في بيت لحم..!












عندما قابلت الراهبة القبطية، قبل فترة طويلة نسبيًا، في دير الأقباط في حارة العناترة في بيت لحم، ما كان يغضبها، أن أولاد الحارة: "يشتمون قيادتنا السياسية" فقلت إنّ عليها ألّا تزعل، لأنَّ هؤلاء الأولاد قليلي التربية يشتمون قيادتنا السياسية أيضًا، وأظنهم، لطبع تهوري نشأ معهم، على استعداد لشتم أيّة قيادة سياسية في العالم.
وكل من له قيادة سياسية، عليه أن لا يزعل إذا شتمها أحد، فهي التي يمكن أن تجلب لنفسها الشتائم أو الهتافات. التفتوا مثلاً للرئيس التونسي المنتخب، الذي لم يهتم بتقديم مشروعه النهضوي لتونس، بقدر اهتمامه بذكر فلسطين، فأثار الحماسة، والتهليل.
الراهبة الطموحة، تمكنت من شراء منزل قريب من الدير الذي هو كان أصلاً منزلاً محليًا في الحارة التي تعتبر من أجمل حارات بيت لحم القديمة، لحفاظها على معمارها التقليدي.
قُوّيت أساسات المنزل المكون من طابق واحد، لترتفع فوقه كنيسة في طور البناء، باسم كنيسة شهداء القرن إل 21 والبابا كيرلس السادس معًا. فلأنه لا تبنى الكنائس دائمًا، فمن الأفضل عدم الاحتفاظ بأسماء مقترحة لكنائس قادمة.
لا أعرف من هو مهندس الكنيسة، ولكنه لا شك واجه صعوبات في التصميم في الموقع الضيق، المحاط بطرقات صغيرة من جهاته الأربع. لم يراع المعماري تقاليد البناء في الحارة، وإن استخدم الحجر الفلسطيني المحلي الأحمر، وحجارة بيضاء حول الفراغات، وزيّن الكنيسة بأشكال للصليب نافرة من الحجارة، ووزعها في أمكنة مختلفة على الواجهات، لتعطي هوية للكنيسة الأرثوذكسية. وإن بدا ذلك كقميص مشجر بولغ في رسوماته.
كنيسة الأقباط هذه، أجدد كنيسة تبنى في فلسطين، وتشير إلى الجهد القبطي، للاستحواذ على مكان قريب من كنيسة المهد، ويربط الحاضر، من خلال اسم شهداء هذا القرن، بالماضي باسم البابا كيرلس. وفي الوقت ذاته ترتفع الكنيسة بمعمارها الجديد، لتواجه معمار الحارة القديم، ما يثير التناقضات البصرية.

الجمعة، 18 أكتوبر 2019

تناقضات قدسية..!



تظهر هذه الصورة، في طريق باب السلسلة، تناقضات القدس في القرن الواحد والعشرين. في نفس الشارع، يمكن التقاط صور لأزياء متطرفة (من العري إلى نقيضه) ليهوديات وعربيات وأجنبيات.
الأزياء في القدس، تظهر محاولات الذكورة الفلسطينية والإسرائيلية، فرض تصوراتها، ومحاولات رفض، مباشرة، ومتوارية من قبل فئات نسوية.
ولكن التحايل، يمكن كما هو واضح في الصورة؛ فيمكن لفتاة الاستجابة لمتطلبات الذكورة، ولكنّها، تعلن رفضها الصامت، باستخدام الرمز، مثل أي سجين، أو مضطهد، ولن تهتم متطلبات الذكورة كثيرًا، حتى لو كان الرمز مباشرًا وفجّاً ومباشرًا..!
ناس القدس، مثلها تمامًا، يحيون بالتحايل، علّ الزمن يتغير، وهو أمل لا شفاء منه، ولكن الأزمان، في النهاية تتشابه في بطشها، ورؤاها للمرأة والمختلف.

الخميس، 17 أكتوبر 2019

أحمد اليمني..!



‏كيف يمكن أن تكون زيارة الفريق السعودي إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة تطبيعًا، فيما لا يكون ذلك بالنسبة للفريق الأردني مثلاً؟
أتحدث عن ازدواجية المعايير. لم يخالف الفريق السعودي، اشتراطات البي دي سي، ولم تكن التصريحات التي صدرت عن حماس، والجهاد، والجبهة الشعبية، إلا بضاعة فاسدة في مزاد كلامي.
عن معارضة مضرة، وتافهة أتحدث..!
أفهم أن تعارض الزيارة، لأسبابٍ تتعلق بسجل حقوق الإنسان في السعودية، أو لمواقف المملكة السياسية، أو لفظائعها في اليمن. أمّا أن تصبح مناهضة التطبيع مطية لمزايدات سياسية، فهو أمر مضر جدًا لمسألة مقاطعة التطبيع.
من حق المواطن الفلسطيني أحمد اليمني، أن يرفع العلم اليمني في مباراة السعودية-فلسطين، ومن حق أي مواطن التعبير عن موقف سياسي خلال مباراة رياضية، ما دام يفعل ذلك بشكل سلمي.
الفلسطينيون، ليسوا كتلة متجانسة الأفكار، كما غيرهم من الشعوب، ومن حق أي فرد منهم التعبير عن رأيه، دون أن يبطش به، أو يعتقل. ومحاولة مراكز قوى إظهارنا كذلك، هي محاولة لتعميم ثقافة القطيع.
من يسمح لنفسه باعتقال أحمد، بخبرنا بصريح العبارة عن نوعية الدولة التي تنتظرنا بعد جلاء الاحتلال، الذي أظنه لن ينجلي، ما دمنا محاصرين بين البينين.

الثلاثاء، 15 أكتوبر 2019

نعم..تأثرت بالأدب الروسي..!



مشاركة في استطلاع العين الإخبارية:
تأثرت كثيرًا بالأدب الروسي، في سنوات التكوين الأدبي، التي ارتبطت بالوعي السياسي، ونشاطي في صفوف اليسار الفلسطيني ضد الاحتلال.
والتأثر أخذ أكثر من منحى، وشمل أدب الواقعية الاشتراكية السوفيتي، وجزء منه أدب دعائي، لم يكن بإمكاني في حينه تمييزه، خصوصًا المتعلق بالحرب العالمية الثانية، ولكن إبداع الأدباء السوفييت الكبار هو الذي فرض نفسه، ومن بين هؤلاء الأدباء القرغيزي جنكيز ايتماتوف، الذي سحرني بإبداعاته مثل: وداعًا يا غولساري، وجميلة، وغيرها من روايات، والشاعر رسول حمزاتوف، والنوبلي صاحب الدون الهاديء ميخائيل شولخوف.
ارتباط واقعنا في الأرض المحتلة، والتماس اليومي مع الاحتلال، جعلني أرتبط أكثر بأدب المقاومة السوفييتي، وهناك بعض الروايات كانت مؤثرة بشكل خاص مثل: والفولاذ سقيناه للكاتب نيقولاي أوستروفسكي.
هناك نوع آخر من الأدب الروسي، تأثرت به أيضًا، ككتابات مكسيم غوركي، وتولستوي، ودوستوفسكي، وغوغول، وتشيخوف ومؤلفات هؤلاء وفرتها بالعربية دور النشر السوفيتية، بترجمات لأدباء عرب كبار، كغائب طعمة فرمان، وأبو بكر يوسف وغيرهما.
وكما هو متوقع، فإنَّ أدب الواقعية الاشتراكية غاب، بسقوط الاتحاد السوفيتي، وبقي الأدب الأكثر أصالة الذي صمد رغم تبدل الأحوال في روسيا. من الأدباء الأكثر تأثيرا علي، والذين أعود إليهم حتى الآن، الثلاثي: تولستوي، ودوستوفسكي، وتشيخوف، والأخير هو الأكثر قربا إلى عقلي وقلبي.



الاثنين، 14 أكتوبر 2019

فلسطين الماجري المتخيلة..!



فلسطين شوقي الماجري، المخرج التونسي الذي رحل مؤخرًا، أبية، متعالية، ميتفازيقية، فوق طبيعية، متخيلة، صحيح أن لكل منا فلسطينه المتخيلة، لكن فلسطين الماجري، بدت لي غير واقعية، ولا أقصد، بالطبع، تلك الواقعية المبتذلة.
في مسلسل الحصار الذي لقي شعبية جارفة، غامر الماجري، في أن يقدم عملاً، أحداثه ما زالت طازجة، و كثيرون يعرفون أبطاله الحقيقيين.
تظهر البطلة كـ «امرأة خارقة»، تهدد بتنفيذ عملية تفجيرية في إسرائيل، إذا تم تصويرها في شريط مخل. ونحن نعلم كم هو موضوع التفجيرات هذا حسّاس بالنسبة لمخابرات، حتى أنه جرت محاكمة لفلسطيني حلم بتنفيذ عملية. وتكثر البطلة من البصاق في وجه المحقق والمحققة من دون أن يكون لديهما أي ردة فعل، وهو عكس واقع التجربة الاعتقالية التي جربها نحو ثلث الشعب الفلسطيني منذ بداية الاحتلال. ولا يمكن أن توجد مثل هذه الحالة التي يمكن أن يطلق عليها «ديمقراطية المحققين»، على الأقل في ما يخص الاحتلال الإسرائيلي. فمن هو المحقق في أي جهاز أمني في العالم الذي يبصق عليه، مراراً من يحقق معهم، ولا يتخذ أي إجراء ضدهم؟
تنسحب الصورة المشوهة لليهودي، التي تبناها المسلسل، على شخصية شاؤول موفاز، رئيس أركان الاحتلال إبان اجتياح 2002م، الذي بدا من خلال تصريحاته وتحركاته على الأرض كما يذكر المشاهد العربي، رابط الجأش حتى وهو في قمة غضبه خلال سنوات الانتفاضة، كذلك عندما أشرف على ارتكاب مجزرة مخيم جنين. لكن في المسلسل، يظهر الممثل حسين نخلة، كشخصية عصبية، كاريكاتورية، أشبه بالجنرالات الذين يصلون إلى مناصبهم من دون موهبة أو دراسة.
ولم يختلف الأمر كثيرًا، بالنسبة لصورة رجل الدين المسيحي وهو يرحب بالمقاومين الذين لجأوا إلى كنيسة المهد، مع الساعات الأولى للاجتياح. هذه شخصية معادلة للراهب إبراهيم فلتس، ومن يعرف فلتس يرى بان الممثل قدم صورة كاريكاتورية أيضًا عنه، وظهر رجل الدين المسيحي، في صورته النمطية، طيباً وساذجاً، فيما المشاهد التي تتحدث عن حصار الكنيسة، ليس لها كثير علاقة بواقع الأحداث كما جرت، حيث كانت هناك تعقيدات كثيرة، اكبر من أن تخفيها طيبة مفتعلة على شاشة عربية.
ولا شك بأن المخرج لم يطلع على آراء فلتس في الكتاب الذي حرره صحافيان إيطاليان عن حصار كنيسة المهد.
في مملكة النمل، ومنذ المشاهد الأولى تظهر البطلة الخارقة، مرّة أخرى، وهي صبا مبارك نفسها، والجدة المفعمة بالقوة المفتعلة، والتي لا تشبه جداتنا.
تظهر مبارك، منذ بداية الفيلم، وهي تبصق على الجنود، بينما يبدي الضابط المتعجرف، رباطة جأش، يظهر ديمقراطيًا فلا يعاقبها على ذلك..!
النوايا الطيبة، والمشاعر الوطنية، ليست شرطًا، للفن..!
رحم الله الماجري.
**
نشرت موضوعًا عن مسلسل الحصار في جريدة الشرق الأوسط: 28 نوفمبر 2007 العدد 10592
الرابط:


الأحد، 13 أكتوبر 2019

مجنوني الصغير..!




تستمر سلطات الاحتلال باعتقال الأسير جمال أسامة العيسة (22) عامًا منذ فجر يوم  الأحد ٢٢ أيلول الماضي، بعد يومين من الإفراج عن شقيقه الأكبر باسل.
ويقبع العيسة وهو طالب حقوق في جامعة فلسطين الأهلية، في زنازين سجن الجلمة، منذ اعتقاله من منزل العائلة في مخيم الدهيشة قرب بيت لحم، دون تمكن مخابرات الاحتلال من توجيه تهمة لهم، وفرض حظر على زيارة محاميه له، وعمدت سلطات الاحتلال إلى تمديد اعتقاله وأخر تمديد حدث اليوم الأحد، لمدة ثمانية أيام، وبدون حضور المحامي، حسب ما أفادت مؤسسة الضمير، التي يتابع محاموها ملف اعتقال العيسة.
وحسب المؤسسة فإن مخابرات الاحتلال، لم تقدم لائحة اتهام ضد العيسة، ولم يوقع على أية إفادة، مما يعني أن استمرار اعتقاله هو إجراء تعسفي، يؤدي استمرار حرمانه من العودة إلى جامعته، حيث اعتقل في اليوم الأوّل للدوام الجامعي للفصل الحالي.
وعبرت عائلة الأسير عن مخاوف جدية لتعرض ابنها جمال لتعذيب وتحقيق قاسيين في زنازين معتقل الجلمة، وقال والده، بأن استمرار اعتقال جمال ومنع محاميه من زيارته، ودون وضوح التهم الموجهة له يؤكد لنا بان اعتقال ابننا ليس إلَّا عملاً انتقاميًا استمرارًا لما تعرض له ابننا من توقيقه قبل عامين ومنعه من العودة إلى تونس لاستكمال دراسته القانون هناك.
وأضاف والد الأسير، بأن جمال حصل على منحة لدراسة القانون في تونس، وبعد أن عاد في إجازته الصيفية أوقفته قوات الاحتلال على الجسر، وحققت معه المخابرات، وصادرت بطاقة هويته، وطلبت منه مراجعتها، وهو ما حدث في مقر المخابرات على الحاجز العسكري 300، وفرضت حظرًا على سفره، وردت محكمة العدل العليا، لاحقاً، طلبًا تقدم به جمال للسماح له بالسفر، دون ذكر أسباب المنع.
ويذكر أن منزل العائلة في مخيم الدهيشة، تعرض، خلال السنوات الماضية، إلى الاقتحام من قبل قوات الاحتلال، ومخابراته أكثر من خمس مرات، تعرض فيها أفراد العائلة إلى التنكيل، وتفتيش بهدف التخريب، أصافة إلى خلع الأبواب المتكرر.



السبت، 12 أكتوبر 2019

القُدْس والجهل..!



لا ينكر الدكتور علي عبد الرءوف المجاز في الدكتوراه في موضع دراسة الإبداع المعماري والعمراني في كتابه (من مكة إلى لاس فيجاس)، دور الحكم السعودي، في تسهيل الحج، وتوفير الأمن للحجاج، ولكن ذلك لم يمنعه من توجيه النقد الشديد والمحق، لما يجري في مكة المكرمة، من هدم مبان تاريخية، بعضها لها علاقة مفترضة بالرسالة المحمدية، وبالمسلمين الأوائل، وبناء أبراج ضخمة، تطل على الكعبة، مخصصة لأغنياء المسلمين الذين يمكنهم، وفقا لمجموعة من الفتاوى من شيوخ الوهابية، الصلاة في غرفهم المكيفة، وكأنّهم يصلّون في الكعبة، ولكنّهم لا يبذلون من جهد وتعب، كالذين يلبون نداء الإيمان أسفلهم.
عنوان الكتاب يبشر بوجبة نقدية تحليلية عمرانية دسمة، ولكن الحال ليس كذلك، وللأسف، فالكاتب الذي يقدم نفسه كناقد عمراني وحاصل على رسالة الماجستير في النقد المعماري، يجتر ما كتب قبله ويقتبس تصريحات وفقرات من مقالات تندد بعمليات الأعمار في مدينة مكة الفاضلة التي تشبه تلك التي في لاس فيجاس مدينة الخطيئة.
يقارن الكاتب بين الكارثة في مكة، وما يحدث من صيانة للمعالم الأثرية في الفاتيكان والقُدْس، والموضوع مغر، لعمل مقارنات علمية ونقدية، ولكن، وللأسف أيضًا وأيضًا، يكتفي الكاتب بأسطر وفقرات فقيرة ليؤكد كيف حافظ الكاثوليك على عاصمتهم الروحية، وكيف حافظ الإسرائيليون على القُدْس، ويقصد القُدْس القديمة، ويذهب الكاتب أبعد من ذلك فيما يتعلق بالقُدْس ليبدي إعجابه بما فعله الإسرائيليون: "لا يمكننا إنكار مطامع إسرائيل في السيطرة على مدينة القدس ومكوناتها، ولا يمكن أن ننكر الجهد الحثيث الذي يبذل من جهة قوى الاحتلال لتهويد القدس، ولكن المثير للدهشة بل والإعجاب أحيانًا، أن كل هذه الجهود تتم بدون الإجهاز على قيمة المكان وتدمير مقوماته التراثية والتاريخية، وإفقاده مكوناته الروحانية والمقدسة" ص 154.
أهلا بالنقد المعماري..! أعتقد أن الإسرائيليين أنفسهم سيضحكون من هذه الترهات ولن يصدقوا أنها عنهم..!
لا اعتقد أن من المفيد مناقشة الجهل، ولكنني أريد أن أشير فقط إلى بعض ما يمكن أن يثير الإعجاب من الإسرائيليين؛ تدمير حارة المغاربة وعمرها نحو إلف عام على رؤوس سكانها بعد أيام من احتلال القدس، لتصبح ساحة المبكى، والى الحفريات التي لم تنته حتى الآن جنوب أسوار القدس، والى الجيوب الاستيطانية على بعد أمتار جنوب المسجد الأقصى في سلوان التي دمرت الآثار، والى ما جرى في (الحي اليهودي) نفسه، وأورد التسمية بين هلالين، لعدم موافقتي على التقسيم الديني والإثني في القدس، وتهويد الكاردو الروماني، وغيرها وغيرها وغيرها...!
كيف يمكن لدكتور الإبداع العمراني وماستر النقد المعماري، أن لا يعرف، بأن مخططات تغيير معالم القدس، بدأت في الواقع منذ الاحتلال البريطاني، ولتدمير الهوية الفلسطينية للمدينة.
المزعج في الكتاب أو الكراس، بالنسبة لي هو أن الذي كتب المقدمة البروفيسور ناصر الرَّباط، وهو معماري مهم، أكن له الاحترام، ولا أعرف كيف يمكنه الإشادة بمثل هذا الكراس التجميعي.

السبت، 5 أكتوبر 2019

القدس في مساء خريفي حار











ما أقلق الكاتب عزيز العصا، وهو يستقبل الجمهور في فندق الدار في القدس، تأخر المحاضر الدكتور ناجح بكيرات، بعد أن تجاوز الوقت الساعة المحددة لبدء الندوة الثقافية التي دعت إليها الهيئة الإسلامية العليا في القدس مساء يوم أمس الأوّل الخميس بعنوان: المشهد الثقافي المقدسي –التراث أنموذجا، وكانت مهمة العصا إدارة الندوة.
ولم يدر بخلد العصا، أية أفكار أخرى مقلقة، ولم يكن يعلم، مثل الحضور، بان قرارا ما اتخذ، في إحدى المكاتب الاحتلالية حول الندوة، التي وجه الدعوات إليها الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا.
ما أقلق الجمهور، بالإضافة إلى تأخر بكيرات، الأجواء الحارة، في يوم خريفي، واختفاء السماء الهوائية الرطبة التي تعبق في جو القدس، عادة، في مثل هذا الوقت من العام.
وصل الدكتور بكيرات متأخرا بعد أكثر من ربع ساعة عن الموعد المحدد لبدء الندوة، وبدأ يتحدث عن رؤيته لتاريخ وتراث القدس الممتد إلى آلاف السنوات، مركزا على التراث الإسلامي في المدينة، والحقب المختلفة فيه كالمملوكية، والفاطمية، والعثمانية.
وتولى التلفزيون الفلسطيني تصوير الندوة، لتبث لاحقا، بعد يومين، مسجلة على قناة فلسطين مباشر. وما أقلق مصور التلفزيون، هو تأخر بكيرات، لان التلفزيون مرتبط ببث مباشر من القدس، على السادسة مساء.
وأكد بكيرات، ردًا على سؤال مراسلنا: "نحن لا نلغي الآخر، بالعكس نرى بأن المشهد المقدسي لا يكتمل إلا بفسيفسائه الموجودة، ولكن على أن يؤدي هذا الفسيفساء إلى الهوية التي نبحث عنها، وعندما نقول الآن أن المشهد اليهودي يزاحمنا، لأنه مشهد احتلالي، فليس لدنيا مشكلة مع اليهود، كيهود، أمّا المشهد المسيحي فنحن على يقين بأننا في تناغم، واضح".
ودعا بكيرات إلى الاهتمام بتراث مدينة القدس، وإقحامه في المناهج التعليمية، مشيرا إلى أن سلطات الاحتلال، نجحت في جلب نحو نصف مليون تلميذ إسرائيلي إلى القدس، ضمن جولات تعريفية في المدينة.
لم يمض بكيرات كثيرًا في كلامه، حتى اقتحمت قوة من شرطة الاحتلال، قاعة الندوة، واعتقلته والكاتب عزيز العصا، وأعلنت شرطة الاحتلال، أن الندوة منعت بأمر من قائد شرطة الاحتلال في القدس دورون ياديد، لأنها تنظم من ناشطي منظمات إرهابية.
وقادت شرطة الاحتلال العصا وبكيرات، إلى مركز التحقيق في المسكوبية، وفصلتهما عن بعضهما واحتجزت كل واحد منهما في غرفة.
وأخضعت شرطة الاحتلال، الاثنين إلى تحقيق حول الندوة، وبعد ساعات أطلقت سراح بكيرات، ولاحقا أطلقت سراح العصا.
وتركز التحقيق، حول موضوع الندوة، وأظهر المحققون حساسية، حول أي نشاط ثقافي يتعلق بالقدس، بتاريخها وتراثها.
ولم تكتف شرطة الاحتلال، باعتقال بكيرات والعصا، بل حققت أيضا مع الدكتورة صفاء ناصر الدين، وزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السابقة، ومصور تلفزيون فلسطين أمير عبد ربه. وسلمت آخرين من الحضور بلاغات للتحقيق معهم، في مراكز التحقيق الاحتلالية.
وصل بكيرات والعصا منزليهما، بعد ساعات من التحقيق، ليطمئنا الأهل والأصدقاء، وسط أسئلة حول المخططات الاحتلالية المقبلة في مواجهة المشهد الثقافي في القدس.
عدسة: أحمد جلاجل، وأسامة العيسة