أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 7 يونيو 2019

عندما صمت الروك لانشر..!



صباح الاثنين 5 حزيران 1967 قبالة بيسان المحتلة
"صمدت معنوياتنا المرتفعة حتَّى السَّاعَة العاشرة أو العاشرة والنِّصْف صباحًا، عندما توقفت قذائفنا عن السقوط على بَيْسان التي ستغني لها فيروز وتناجيها بكل حزن العالم، وصمت الروك لانشر، وسقطت أوَّل قذائفهم خلف فصّ جملنا، أمَّا الثَّانِية فسقطت بالقرب من حَمَّامات مُعسكرنا، وكذلك الثالثة والرابعة والخامسة، أمَّا السادسة فسقطت على جبلنا بالقرب من الروك لانشر، على بعد سبعة أمتار من خندقنا، أصابت علي المدفعجيّ، فسقط عن فصّ الجَمَل، يتدحرج حتَّى خندقنا، أمَّا الروك لانشر فقفز إلى مكانٍ آخر، لم أستطع تحديده. تمكَّن العَدُوّ من ضبط هدفه، لقد حددوا موقعنا بدقةٍ، فتسارعت القذائف تسقط على فصّ الجَمَل والخنادق. تمكَّنت من رؤية المكان الَّذي أصبح فيه الروك لانشر، على بعد 15 مترًا أعلى خندقنا، رأيت بقاياه ميتة صامتة، وهالني حياديته وكأنَّه لَا دخل له في مَعْرَكة التَّحرير، وفي حق النّاس بأرضهم، وفي مسائل الأخلاق والعدل والخير.
ليس هكذا تصمت المدافع، وتتحول إلى حديدٍ بِلا قلب وبِلا مشاعر، لماذا مُتّ بسرعة يا روك لانشر؟ شكلت لنا أملاً فكيف أصبحت ألمًا؟"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق