يمكن
للرُّجُوم؛ أكوام الحجارة المنتشرة في أنحاء فلسطين، أن تساعدنا في كتابة التاريخ
الشعبيّ لأبناء البلاد، الذي تجافيه الكتب الرسمية.
يذكر
الرحالة الايطالي كارولو كلاوديو جوارماني:
"أوّل
رُجم ذي شأن لدى مغادرة بيت المقدس، وعلى بعد حوالي 150 مترًا إلى الشمال من قبر
راحيل، الذي هو صرح أقيم محلّ الأحد عشر حجرًا اللاتي كانت الأثر الوحيد الذي أقامه
يعقوب لذكرى زوجته. والرُّجم المذكر يدلّ على مكان قتل التعامرة في عام 1858م،
لشاكر آغا حاكم بيت لحم، وكان قبرًا مؤقتا له. وخلاصة الحكاية أنّه كان تم توقيف
أشخاص من التعامرة في بيت لحم، حيث وجه ثريّا باشا الذي كان حاكما لفلسطين، أمرًا
إلى شاكر آغا باقتيادهم إلى القُدْس، حيث يتوجب زجّهم في السّجن. فامتثل شاكر آغا
للأمر، وقام بخفر المساجين ومعه عشرون خيّالاً من العسكر غير النظامي، وإذا به
يتعرّض لهجوم من أكثر من مئة من التعامرة الكامنين على الطريق بقيادة صافي الزّير
أحد شيوخهم. فما كان من خيّالة الحاكم إلّا أنهم لاذوا بالفرار، وتم تحرير
المساجين، أمّا شاكر آغا الذي كان الرّاغب الوحيد بالقتال فقد لقي حتفه ضحية
بسالته والتزامه بواجبه. وحيث سقط تمت مواراته في الثّرى. وبعد بضعة أيّام، تم نبش
جثمانه ونقله بتابوت أسرته إلى القدس. فكل من حضر إخراج الجثمان من القبر قام بوضع
عدد من الحجارة على القبر الذي ظل فارغا. ومنذ ذلك الحين، يقوم كل رحّالة برمي
حجره أثناء عبوره بالمكان، فمع مضيّ الأيّام راج الرجم يكبر، وبهذا يبقى اسم شاكر
آغا ماثلاً في التاريخ".
*من
كتاب، نجد الشمالي: رحلة من القدس الى عنيزة في القسيم عام 1864م-1280ه، ترجمة
وتعليق أحمد أبيش، هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، 2009م.
*لن
يستدل كارولو، لو عاد من الموت، على الرجم، سياسة الاحتلال عصفت بالمكان، وفي
الصورة رجم في الموقع الذي حدده كارلو.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق