شكّلت
مستوطنة رمات راحيل، رمزًا للمعارك حول القُدْس عام 1948م، وشهدت معارك بين
المقاومين الفلسطينيين والمتطوعين المصريين والعرب بقيادة أحمد عبد العزيز، وشكا
عبد الله التل، كيف كان العرب يحتلونها، ثم يصعد ناهبو الغنائم، فيلتف عليهم
الصهاينة، ويحتلونها من جديد. في النهاية ظلت رما ت راحيل خاصرة احتلالية، في ظهر القُدْس.
قبالة
رمات راحيل، عسكر الجيش الأردني في مار الياس، وفي الخمسينات، ارتكب أحدهم فعلاً
جنونيًا، قرر الانتقام، لمقتل شقيقه وابن عمه في هجوم احتلالي على مخفر حوسان،
ففتح رشاشه، ليقتل أربعة من علماء الآثار في رمات راحيل، سيطلق الإسرائيليون على
التلة، تلة الأربعة.
فتشت
عن الرجل، وعثرت عليه قبل عامين أو ثلاثة، واستمعت منه لما جرى، وفضل عدم نشره.
كان مسنا، ورؤيته وهو يجلس على الأرض على ركبة ونصف، ليصف كيف أطلق النّار، لا
تمحى من الذاكرة، بدا وكأنه يحاول الإمساك بلحظة كبرياء نادرة.
دخلت
إلى رمات راحيل، التي تُقدم في علم الآثار الإسرائيلي كواحدة من أقدم المواقع في القُدْس،
رفقة العم جورج نسطاس، وبمركبته. تغيرت الأمور كثيرًا بالطبع، منذ معارك المتطوعين
والنكبة ثم النكسة، أصبحت مار الياس أيضا في قبضة المحتلين.
تُقدم
رمات رمات راحيل الآن، كمنتجع، فيه برك سباحة وملاعب وأماكن للترفيه والجلوس، وأيضا
موقع أثري مفتوح، مجانا، ومطل، لمراقبة غروب الشمس. ومشاهدة ما تسميه اللوحات الإرشادية
مناظر طبيعية في القُدْس وبيت لحم. الموقع الأُثري، يستقطب أيضًا غير المهتمين
بالآثار؛ عشاق عرب، فتيات وفتيات محجبات، يهربون من مجتمعهم لانتقاص لحظات، يعبرون
عنها بدون خجل.
من
انتصر مار الياس أم رمات راحيل؟ والاثنتان الآن في قبضة الاحتلال.
كم
مرة أشرقت شمس القُدْس وغربت، غير عابئة بناسها ومحتليها؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق