لا أعرف إذا كان
هناك غير الفلسطينيين، يُسخّرون الحمار، كوسيلة كفاحية، أم لا؟
في منتصف الستينات، استقبل
فلسطينيو مخيم الدهيشة، الحبيب بورقيبة، استقبال قائد حرّر بلد شقيق، وعندما ألقى
خطابه في مخيم عقبة جبر في أريحا، خرجوا في اليوم الثاني، وقد وضعوا صورته على
مؤخرة حمار، تنديدًا ومعارضة.
سأقرأ بعد عقود، خطاب
بورقيبة، وسأفاجأ بحسه الرؤيوي، وتحليله النفسي للحكّام العرب، وتساءلت إذا كان من
وضعوا صورته على الحمار، قد سمعوا خطابه فعلاً، أم أنه وصل إليهم مفلترا من نشطاء
الأحزاب القومية واليسارية؟ التي إذا تتعبنا سيرهم، فسنجدهم، تورطوا فيما أعابوا
على بورقيبة، عليه، سواء كانوا فهموا فعلاً ما قاله، أم لا.
خلال الانتفاضة
الثانية، سخّر مناضلون، حمارًا لينفذ عملية استشهادية في بلدة الخضر، وأذكر كيف أن
مشاعر الناس، تعاطفت حينها مع الحمار، الذي لم يؤخذ رأيه في تنفيذ عملية ضد
الاحتلال، الذي لا يدري عنه شيئًا.
هل كان يجب إفهام
الحمار أولاً، شيئًا ولو أوليًا عن القضية الفلسطينية، قبل إرساله إلى حتفه، في
مهمة نضالية؟ أتذكر بان العملية لم تنجح، ومات الحمار، واعتقل المناضلون.
اليوم، بمناسبة ورشة
البحرين، أراد ناشطون، إرسال، رسالة، إلى المشاركين فيها، بأكثر الطرق، التي رأوها
بلاغة، وذلك بوضع صور ترامب، وزعماء عرب من بينهم الأخ أبو منشار، على حمار، أجبروه
على المشاركة في المسيرة.
نفسهم أولاد الدهيشة،
الذين لم يشهدوا واقعة حمار بورقيبة.
هل الحمار، وسيلة
ناجعة في النضال الوطني؟
علينا أن نسأل حمار
بورقيبة، ولكنه، على الأرجح مات، وإذا كان ما زال على قيد الحياة، فلا نعرف له
عنوانًا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق