أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 13 يونيو 2019

المسلم فاتح الكنيسة..!





يجلس وجيه يعقوب نسيبة، على دكة داخل كنيسة القيامة، قريبا من الباب، الذي يفتحه يوميا، يراقب الداخلين إلى الكنيسة الأهم لدى المسيحيين، مستعدا للرد على استفسارات وأسئلة الزوّار.
ينهض من جلسته، ليضع غرضا أو يخرج شيئا من خزانة صغيرة خشبية معتقة، في تجويف جدار الكنيسة خلفه، أو لمرافقة من يطلب ليقدم شرحا عن الكنيسة التي أمضى فيها نحو خمسين عاما.
يقول نسيبة، بان عائلته مسؤولة عن فتح وإغلاق كنيسة القيامة منذ الفتح العمري للمدينة، ولكن ليس لديه دليل على ذلك، سوى ما يصفها بالأدلة التاريخية، والمرويات العائلية الموثوقة المتوارثة.
ويضيف، بان وظيفة العائلة في فتح وإغلاق الكنيسة، تعطلت بفعل الاحتلال الصليبي، لمدة 88 عاما، حتى تحرير صلاح الدين الأيوبي للقدس، الذي أعاد الوظيفة للعائلة.
يفتح نسيبة باب الكنيسة، يوميا، الساعة الرابعة صباحا، بعد استلام المفتاح من عائلة جودة التي تحتفظ به، ويغلق الكنيسة في الساعة الثامنة صيفا، والسابعة شتاء، وخلال شهرين في العام، تغلق الكنيسة على الساعة السابعة والنصف.
لا توجد خلافات بين أفراد عائلات نسيبة، كما يقول وجيه، حول أحقية إي منهم في القيام بوظيفة الفتح والإغلاق، مشيرا انه يتم توارثها أبا عن جد، فهو ورثها عن والده، الذي ورثها عن جدها، تماما: "مثل الوراثة الملكية"-كما يعلق.
يشارك نسيبة، كما يقول، الطوائف المسيحية المسؤولة عن الكنيسة، أفراحها وأحزانها، ولا توجد أي خلافات بينه وبينها.
وردا على سؤال، يقول نسيبة، إن هناك من ينام داخل الكنيسة، لأسباب مختلفة، وإذا حدث طارئ ما بعد إغلاق الكنيسة، يمكن استخدام باب جانبي مخصص لحالات الطوارئ في الخروج من الكنيسة".
طوال الفترة التي شغل فيها نسيبة الوظيفة، لم تفتح كنيسة القيامة مرتين، الأولى، عندما حاول أحدهم إنزال نجمة، فهجم عليه الزوار بالشموع، فأغلقت الكنيسة، والمرة الثانية في شهر شباط 2018م، عندما اتفقت الطوائف الثلاث: اللاتين، والأرمن، والأرثوذكس، على إغلاق الكنيسة، احتجاجا على فرض الضرائب من قبل بلدية القدس الاحتلالية، وعقد مؤتمر صحافي أمام الكنيسة شارك فيه نسيبة لشرح أسباب الإغلاق.
وينفي نسيبة، أن يكون مفتاح الكنيسة الأقدس لدى المسيحيين، في أيدي مسلمين، هو نوع من الاستحواذ، والاستقواء، معتبرا اضطلاعه بهذا الدور، تشريف له ولعائلته، ويعبر عن دورها التاريخي في القدس.
في ثلاث مناسبات يقدم نسيبة مفتاح الكنيسة، للطوائف المسيحية الثلاث، ففي يوم سبت النور يقدم المفتاح للأرمن، ويوم الجمعة الحزينة يقدم المفتاح للروم للأرثوذكس، ويوم خميس الرسل، يقدمه للفرنسيسكان.
وينفي نسيبة، أي تدخل من قبله في الخلافات بين الطوائف، سوى ما يتعلق منها، بموضوع باب الكنيسة، أما فيما يتعلق بخلافات أخرى، فلا يتدخل.
ويقول، بأنه في عهد والده، عندما كان يفتح ويغلق باب الكنيسة، حدث خلاف بين الطوائف في عيد خميس الرسل، بين الفرنسيسكان والأرمن، وتدخل والده بشكل حاسم وحل الخلاف، وفي عهده تدخل لخلاف آخر صغير.
في العهد العثماني، كان الأعيان في القدس، يتلقون من الكنائس والأديرة، هدايا في الأعياد المختلفة، تسمى (العادة المعتادة) حتى أبطلها إبراهيم باشا المصري، لدى دخوله فلسطين في ثلاثينات القرن التاسع عشر.
وردا على سؤال حول ما يتلقاه من الطوائف مقابل وظيفته، قال نسيبة، بأنه يمنح مبالغ قليلة جدا في الأعياد، وانه مستمر في وظيفته المتفرغ لها، لأسباب تتعلق بالواجب. 
ويعتبر نسيبة بان تأثير الاحتلال، سلبي، ليس فقط على الكنيسة، ولكن فيما يتعلق بكل الأراضي المحتلة، أما فيما يخص الكنيسة، فلديه مقارنة بين ما قبل الاحتلال، وما بعده: "بعد الاحتلال أصبحنا نرى الدخول إلى الكنيسة بلباس غير محتشم، في حين أن الأمر قبل ذلك، كان مختلفا، لقد رأيت الناس يدخلون زحفا إلى الكنيسة، احتراما، وتقديسا للمكان، ويقدمون الزيت والشموع".


هناك تعليق واحد:

  1. حبيبي ياطيب انا انسان احبك واحترامك من بيت لحم ممكن لو سمحت ابعتلي رقم تلفونك يا سيد وجيه يعقوب

    ردحذف