استيقظ سكان
بيت لحم في أحد أيّام عام 1847م، على حدثٍ،لم يقدروا، كم ستكون تبعاته، فالخلافات
بين الطوائف المسيحية، ليس أمرًا جديدًا، وحتى تطورها إلى اشتباكات بالأيدي بين
رهبان كنيسة المهد، لم يكن نادرًا،
في ذلك اليوم اختفت
النجمة الفضية من مغارة الميلاد في كنيسة المهد، التي وضعها اللاتين عام 1711م، فتم
تبادل الاتهامات بسرقتها، وتدخلت الدول الكبرى التي تزعم حماية هذه الطائفة أو
تلك. طالبت فرنسا التي تحمي اللاتين، بإنصافهم، محذرة من تزايد نفوذ الأرثوذكس، الأمر
الذي أثار حفيظة روسيا حامية الأرثوذكس، وتطورت الأمور إلى نشوب حرب عالمية هي حرب
القرم.
وعندما انتهت
الحرب، لم تكن أزمة النجمة قد انتهت، وكان على الحكومة العثمانية صاحبة السيادة، أن
تقدم ما عليها لرعاياها، فدفعت من خزينة القدس مبلغ 45 قرشا كثمن فضة: "لزوم
عمل خمسة عشر مسمارًا لتثبيت النجمة"- كما جاء في سحل محكمة القدس الشرعية
الصادر بتاريخ 1 ذو الحجة 1297ه-19 أيار 1863م.
إن تدفع أقل
من خمسين قرشًا بعد 16 عامًا، وحرب عالمية استنزفت مالاً ورجالاً، أفضل من أن لا
تأتي أبدًا بمسامير الطوائف، التي ما زالت رؤوسها مدببة..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق