يظهر
في الصورة معسكر الجيش الأردني على التلة المجاورة لدير مار الياس، والذي ما زالت
بقايا تفاصيله حاضرة حتّى الآن. قبل يوم من حرب الأيام الستة أو الساعات الست، وصل
إلى المعسكر أحمد الشقيري، والشريف ناصر بن جميل، وتناولا الفطور مع الجنود، وسط
حماسة طاغية، وانتقلا إلى القدس، على أمل أن يلتقي الجميع في اليوم التالي، في تل أبيب،
حيث سيكون الجيش المصري قد حطم قوة الدولة المارقة، واحتل عاصمتها.
في
اليوم التالي، وبعد ساعات من اندلاع الحرب، هرب الشقيري، وأصبح محل إقامته في فندق
الامبسادور، مقر قيادة الجيش المحتل، ووصل غرفة العمليات في عمّان. في مذكراته لا
يذكر كيف هرب مستنفذا تصريحاته الغوغائية.
شُرد
شعبنا للمرة الثانية، ولن تكون الأخيرة، وما زال الإعلام الغوغائي، كل فترة وأخرى:
"اضرب اضرب تل أبيب"، وفي كل فترة وأخرى، الذي يضرب ويدمر هو شعبنا، ولا
يجب علينا استغراب السهولة التي يتغير فيها الشعار، عندما يتحول إلى: "اضرب
اضرب غزة" أو "اضرب اضرب رام الله".
إذا
لم يكن بالإمكان تغيير الواقع، فهل يمكن تغيير الخطاب..؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق