يقولُ
أسامة العيسة، على لسانِ بطلِة قصتِهِ: قبلة بيتَ لحمَ الأخيرة، التي تخاطبُ بها
بطلَ القصةِ، الأسيرَ الذي قضى عشرينَ عاماً في سجونِ الاحتلالِ، والذي ظلَّ
محافظاً على المباديْء والقيمِ التي سجنَ وتعذبَ من أجلها، والذي كانتْ تحبهُ
أيامَ الجامعةِ :
-
اسمعْ يا رائد .. أنتَ شخصٌ عزيزٌ عليَّ، وما زلتُ أعتبرُكَ من جماعتنا.. من شلةِ
الماضي، وعليَّ أنْ أنصحكَ...عليكَ أنْ تتعلمَ كبحَ نفسِكَ... صدقتَ.. جدرانُ
الفسادِ في كلِّ مكانٍ، حاولْ أنْ تنتبهَ لنفسِكَ.. وانسَ ما يحيطُ بكَ. إنها
المرحلة.. مرحلةٌ وسخةٌ، الكلُّ تلوَّثَ، ولا يوجدُ خيار..إمّا القبولُ بوظيفةٍ في
السلطةِ، أو الأنجي أوز، أو الموتُ على الهامش.
خرجَ
رائدُ يحدثُ نفسَهُ: لم أصدقْ، بل لم أردْ انْ اصدقَ... بأنَّ سميرةَ ستكونُ في
طليعةِ المشاريعِ التطبيعيةِ مع الاحتلالِ، بنفسِ الحماسةِ التي كانتْ فيها ، في
طليعةِ النضالِ ضدَّهمْ.
الضميرُ
الذي أردتُ منهُ اعترافاً، وعزاءُ لليالي ونهاراتِ السجنِ الطويلة، التي لا تنتهي،
ببساطةٍ .. ماتَ ... قُتِلَ ... تبدَّدَ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق