لا أعرف لماذا أثار
كتاب شلومو ساند (اختراع الشعب اليهودي) كل هذه الضجة. عادة أتجنب قراءة الكتب
التي يصحبها ضجيج، خصوصا إذا كان الاهتمام صحافيا تسطيحيا أو شعبويا، وأعود إليها
إلا بعد فترة، وهو ما حدث مع كتاب ساند الذي صدرت طبعته العربية عن مركز مدار في
رام الله قبل أربع سنوات.
في الواقع، لم يأتِ
ساند بجديد، وإن كان لا بد من الإشادة بصرامته العلمية، ومنهجه البحثي، الذي يناسب
أستاذ التاريخ في جامعة تل أبيب المرموقة.
وبعض ما ذكره ساند،
هو معروف على مستوى الاكاديميا الإسرائيلية، بفضل جهود الكثيرين ومنهم زملاء له في
جامعة تل أبيب، فيما يمكن تسميتها المدرسة أو الحلقة التل أبيبية مثل، حاييم
هرتسوغ، الذي لم يتوقف الناشطون العرب على الفيس بوك من اقتباس مقالة صحافية له
تعود إلى تسعينات القرن الماضي حتى الآن (بغض النظر عن الأمانة في الاقتباس) ومثل إسرائيل
فلكنشتاين، وتندرج أبحاث المدرسة التل أبيبية فيما يسمى دراسات ما بعد الصهيونية،
وتشكل أبحاث هيرتسوغ، وفلنكشتاين، وساند، محاولات لإنقاذ الصهيونية التي شاخت من
مأزقها.
الهوية هي استجابة
لتحديات، ومن المؤسف انه لا مفكرين فلسطينيين، يمكن لهم تقديم مفهوم جديد للهوية،
خارج الصناديق المغلقة، والمبتذلة، من كثر ما سُحب منها من كلام وشعارات.
ما يفعله أكاديميون
إسرائيليون مثل ساند أنهم يناقشون قضايانا وقضاياهم، بل تبدو أن قضايانا هي مجال
نقاشات داخلية إسرائيلية، وهو ما لا يفعله الفلسطينيون..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق