في زمنٍ ما، قدم
الملك عبد الله، صحافي مرضي عنه حيدًا اسمه جمال خاشقجي٫ لجلالة ملكة بريطانيا،
باعتباره أهم صحافي في مملكته.
لا أحد يعرف العوامل
التي تتحكم بأمزجة الملوك، ففي زمنٍ آخر، يصبح خاشقجي من المغضوب عليهم، من الملك أو
ابن الملك.
لا يوجد ما يشير إلى أن
خاشقجي، يمكن أن يشكل تهديدا للملك أو ابنه الملك المستقبلي، ولكن للأبناء متطلباتهم
غير المحكومة بمنطق، ولعله أبدى رغبة بالانتقام من صحافي يكثر من الظهور على
الفضائيات.
عندما تتصرف الدولة
بمنطق الانتقام، تصبح عصابة، أو هي عصابة بالفعل.
ربما يتساءل ابن
الملك عن سبب كل هذه الضجة، لما حدث لصحافي، ولعله يقول بأنها ليست المرة سواء
بالنسبة لما فعله أعمامه (ناصر بن سعيد مثلا)، أو لباقي الملوك والرؤساء من الحسن
الثاني (اغتيال بن بركة) إلى حافظ الأسد (محمد عمران وغيره الكثير)، إلي عبد
الناصر (سيد قطب وشهدي الشافعي وغيرهم)، واغتيالات الرموز الفلسطينية التي لم تحل
من ناجي العلي إلى اسعد الصفطاوي وغيرهم وغيرهم، واغتيالات صدام للمقربين والخصوم.
لو خرج خاشقجي من
القنصلية التي دخل إليها، لاحتفل قبل أيام بعيد ميلاده الستين مع خطيبته، ولكنه لم
يخرج.
من المرجح أن اردوغان
يعرف منذ البداية ما حدث، وسرب ما رأى انه يجب أن يُسرب، ولكن ماذا سيفعل السلطان
العثماني الجديد بعد الفشل المريع في سوريا، ونكسته الاقتصادية؟ هل سيستعيد هيبته،
أم سيدخل في فشل جديد، ويفر ابن الملك بفعلته؟
المراهنة ستكون على
الصحيفة التي كتب فيها خاشقجي، الواشنطن بوست، هل ستسقط ابن الملك مثلما أسقطت قبل
عقود رئيس أميركي؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق