الثلاثاء،
09 تشرين الأول، 2018
عندما
طوق جيش الاحتلال منزل عائلة عبد الرحمن أبو سرور، لم يكن في المنزل سوى ابنته
وزوجته، وهما ما تبقى من الأسرة دون اعتقال جيش الاحتلال لهما، وتبين أن الجيش جاء
ليضمهما لباقي أفراد الأسرة خلف قضبان السجون الاحتلالية.
عندما
دقق الجنود في بطاقة هوية الابنة ياسمين أبو سرور، طلبوا منها الوقوف جانبا، وهو
ما فعلوه أيضًا بعد التدقيق في بطاقة هوية والدتها فدوى.
في
شهر تموز الماضي، أفرجت سلطات الاحتلال عن ياسمين، في اليوم الذي افرجت فيه عن عهد
التميمي، وكان في انتظارها على الحواجز الاحتلالية، والدها ووالدتها، بعد أن أمضت
سبعة شهور خلف القضبان، ووصفت تلك الشهور بالصعبة، وقالت بان اليوم في السجن يساوي
عاما، بسبب إجراءات الاحتلال، ودعت إلى توسيع حملة التضامن مع 65 أسيرة ما زلن في
سجون الاحتلال.
ويبدو
أن هذه المعاناة، لم تفت في عضدها، فأعلنت أنها ستستمر في طريق المقاومة، وفي
ذهنها صور الأسيرات الجريحات والمريضات اللواتي تركتهن خلفها.
ولم
تكن تلك المرة الأولى التي تعتقل فيها ياسمين، التي نشطت في التضامن مع الأسرى
المضربين عن الطعام، حيث كانت تشارك في الاعتصام في خيم التضامن، وتلقي الكلمات
وترسل تحياتها للأسرى خلف القضبان.
عندما عرفت ياسمين بأنها ستعتقل مجددًا، لم
تفاجأ، لكن عندما عرفت بان هذه المرة ستكون رفيقتها في رحلة الاعتقال والدتها، فان
الأمر اختلف بالنسبة لها، خصوصًا وانها تعلم بان العائلة جميعها ستصبح الآن خلف قضبان
الاحتلال.
يوم
أمس، استدعت مخابرات الاحتلال الوالد عبد الرحمن أبو سرور، للمقابلة، وانتظرته
العائلة ساعات، ولكنه لم يعد، لقد اعتقل، ولم تتوفر معلومات عنه حتى الآن.
وقبل
اعتقال الوالد، دهم جيش الاحتلال منزل العائلة في مخيم عايدة، قبل ثلاثة أيام
(6-8-2018) واعتقلت الابن خليل، الذي اعتقل أكثر من ثلاث مرات، لينضم إلى شقيقه الاكبر
عرفة الذي اعتقل في شهر آب 2014م.
ولم
يكن ذلك الاعتقال الأول لعرفة، الذي سبق وان أمضى ثمانية أعوام في سجون الاحتلال،
وهو فتى، ولم يكن قد مضى على الإفراج عنه سوى ستة أشهر، عندما أصيب بجراح برصاص
جنود الاحتلال، خلال مشاركته في المواجهات قرب الجيب الاحتلالي قبة راحيل، وتمكنت
قوة احتلالية خاصة من اختطافه، والحكم عليه لاحقا بالسجن مدة 17.5 عاما.
عندما
كانت ياسمين غائبة خلف القضبان، مع شقيقها عرفة، كان على الوالد تقسيم نفسه بين
سجنين، الدامون والنقب، ليزور الابنة والابن، كلما سمحت له سلطات الاحتلال بذلك،
في حين أن الأم وباقي أفراد الأسرة منعوا من الزيارة.
ألقت
ياسمين أبو سرور، وهي تغادر، ووالدتها، مغفورتين، نظرة أخيرة على المنزل، بينما
يدور في ذهنها شريط طويل من الذكريات، التي لم يعد أحد في المنزل ليحرسها.
أغلق
جنود الاحتلال المنزل، ولا يعرف أحد متى سيعود إليه أفراد العائلة، التي هجرت من
قريتها بيت نتيف، قضاء الخليل عام النكبة، وسكنت بشكل مؤقت، انتظارا للعودة، في
مخيم عايدة، ولكن العودة لم تتحقق حتى الآن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق