الأخوة الثلاثة (2-2)

المنع الأمني كابوس يهدد أهالي الأسرى..!

استعد الأطفال الثلاثة فادي وسدن وعدن، الذين تتراوح أعمارهم بين الثامنة والعاشرة، لزيارة الشقيقين عدي ومحمد شحادة في سجن عوفر.

كان على الأطفال الثلاثة زيارة الشقيقين، لأن الوالدين صنفا، وفقا للاحتلال ضمن خانة (المنع الأمني)، لذا فلن يسمح لهما بالزيارة الشهرية.

ولأن الأطفال ما زالوا قصرًا، يشترط الصليب الأحمر، أن يكونوا بكفالة أحد من الأهالي، وهو ما اضطلعت به إيمان مصطفى من مخيم الدهيشة، التي تزور ابنها الموقوف في معتقل عوفر.

في السادسة صباحا، انطلقت أوَّل حافلة تقل أهالي الأسرى، إلى معبر ترقوميا، وانتظرت حتى وصول الحافلة الأخرى عند دوار ترقوميا، وبعد تلقي إشارة من مندوب الصليب الأحمر، تحركت الحافلتان إلى المعبر، وبعد أن مر الأطفال الثلاثة مثل باقي أهالي الأسرى عبر البوابات العديدة والتفتيش، وصولاً إلى أخر مرحلة من مراحل رحلة العذاب، كما يطلق الأهالي على المرور من معبر ترقوميا، حين فوجئوا برفض السماح لهم بمواصلة المسير والسبب أن الأطفال الثلاثة هم أيضا تصنفهم مخابرات الاحتلال في خانة (المنع الأمني).

وكان على كفيلتهم إيمان، أن تعود في رحلة العذاب إلى حيث بدأت لتسلمهم إلى مندوب الصليب الأحمر وهم يبكون ولا يدركون سبب منعهم من رؤية الشقيقين.

تقول إيمان: "انتابتني مشاعر مؤلمة، لم أستطع أن أفعل شيئا لهم، عير تسليمهم للصليب الأحمر، لقد سلب الاحتلال فرحتهم المؤجلة لزيارة الشقيقين".

وخضعت إيمان، مرة أخرى لكل مراحل المرور المذلة على معبر ترقوميا لتلتحق بباقي أهالي الأسرى الذين انتظرا على الجانب الآخر من المعبر.

"المنع الأمني سيف مسلط على رقاب أهالي الأسرى" هكذا عبر أحد الأهالي، ولكن المنع من الزيارة لا يشمل فقط الممنوعين أمنيا، وإنما هناك من يحمل تصاريح بالزيارة، ولكنها غير كافية للسماح لهم ياتمامها، فسلطة السجون الاحتلالية، لها أيضا قوائم منع خاصة بها تشمل خصوصا الأسرى المحررين.

أمل العزة، ناشطة في الحقل الثقافي، وهي عضو في اللجنة المشرفة على معرض كلية ترسانطا للكتاب الذي افتتح قبل أيام، وبينما كانت تستعد في اليوم التالي لزيارة ابنها تلقت اتصالاً من مندوب الصليب الأحمر، يعلمها بان بأنها ممنوع من الزيارة بقرر من إدارة سجن عوفر، ولم تتمكن من معرفة السبب غير انه "معاقب" من قبل الإدارة، ولا يُعرف ما هي طبيعة العقاب والى متى سيستمر؟

تقول العزة: "نعاني كأهالي الأسرى من ذل الزيارة الشهرية لسجن عوفر وعذاب معبر ترقوميا، ولا تتوقف المعاناة على ذلك، فنمنع من زيارة أبنائنا بشكل مفاجئ".

ولم تتمكن عائلة الأسير إسماعيل عليان من زيارته، في الزيارة الأخيرة في الشهر الماضي، منعته إدارة السجن من حضن طفله الرضيع، لأنه معاقب بسبب خوضه إضرابا عن الطعام لمدة يوم، وفي الزيارة المفترضة هذا الشهر، منع من الزيارة، لأن إدارة السجن قررت معاقبته، وعلى الأرجح تم ذلك لاحتجاجه على عدم السماح له بحضن طفلة آرام، فاضرب عن الطعام.

عائلة إسماعيل عليان، لجأت إلى إحدى الزائرات وحملتها صورًا لآرام، لكي تصل والده، ويتمكن من حضنه أخيرًا.