يولد المرء، مشَّاءً،
أو غير مشَّاء، أمَّا السرمحة المدينية فمكتسبة، وكلاهما، التمشي والتسرمح، يعيشان،
وينموان، ويتوسعان، دربةً، وقراءةً، ومراكمةً، وثقافةً.
الانطباع الأوَّل الذي كونته، عن البروفيسور
ياسر سليمان، قبل أن التقيه، أنَّه رجل إداري أولًا، يقود الجائزة العالمية
للرواية العربية، باعتداد، كرئيس متطوع لمجلس الأمناء. لكن الانطباعات الأولى
واهية، تهاوت في الدقائق الأولى للقائي به.
سليمان، الذي صدر له
العام الماضي، عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، كتاب: اللغة العربية في
ساحات الوغى: دراسة في الأيديولوجيا والقلق والإرهاب. مثقف حقيقي. المثقفون
الحقيقيُّون، في قوائم معارفي، أقلية، في مجتمع يتعرض لتدمير ممنهج، بشكل دوري،
وجز العشب، المعرفي.
أتذكَّر سنوات أوسلو
الأولى، وسياسة التطفيش العرفاتيه، لنخب فلسطينية، وصلت البلاد، للمساهمة في ما
أُمل أنه مرحلة بناء.
سليمان، الذي درس
الترميز اللغوي، في كتابه الجديد المترجم، مشَّاء، تسرمحت، وسليمان، في معرض أبو
ظبي للكتاب. يعرف المثقف أيضًا من التسرمح الثقافي.
انفصلنا عن الجماعة
البوكرية، وكان علينا، تجربة الظفر بتكسي، في أزمات أبو ظبي المسائية.
وصلنا الفندق
متآخرين، قررنا أن لا نتعشى، كنت فوَّت الغداء. وليس مثل نسخ الوجبات، تفضيلًا
لدي. إنها المكاسب الصغيرة، لوجبات القراءة المكثفة.
عندما دخلنا الفندق.
اقترح سليمان، النزول لنلحق شيئًا من العشاء. وجدنا أعزاء متجمعين، وقد أنهوا
الأكل، وما زال أمامهم الكثير ليحكوه، في آخر ليلة بوكرية.
انضممنا لحديث طويل
ومتشعِّب، أدبي، وسياسي، ونقدي، وجمالي، وقومي. يبدو أنَّ الحماس، حال دون إظهار
التبرم من العاملين، الذين أنهوا عملهم، ولم يعد لديهم سوى الانتظار، بصبر. لا شك
أنَّ لديهم تجربة مع فلكلور النقاشات العربيَّة.
ترك لدي سليمان،
أواصر صداقة فخورة، مستمرة.
#ياسر_سليمان
#اللغة_العربية_في_ساحات_الوغى
#بوكر_2024
#أسامة_العيسة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق