نموت في مخيم
الدهيشة، مدهش الحكومات سياسيًا، ونضاليًا، وسط أمهات أميات، إحدى همومهم الاعتقال
السياسي. كان عليهن، بعد فقدان عوالمهن، مكابدة الحكومات.
جربن اعتقال أبناء
وأشقاء في زمن الأردن، وعشن في زمن الاحتلال ليرن مزيدًا من الأبناء، والأحفاد
يجربون الاعتقال السياسي. كل هذا، جعلني شديد الحساسية للاعتقال السياسي، وطالما
أثار سخطي الاعتقالات السياسية التي نفذتها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية،
وحركة حماس في غزة.
اليوم رحل أحد رموز
عائلتنا النضالية، وأشهر معتقل سياسي منها، الخال محمد يونس (جودت) عن عمر اقترب
من التسعين، ولد الخال في قريتنا زكريا، وبيته أحد البيوت القليلة التي لم تهدم في
القرية. استولى عليه مختار المستوطنين، وهم من أكراد العراق.
اسم المختار أبو شلومو،
رأيته طفلًا، وما زلت أذكر شكله. زار الخال المنزل، وسمح له أبناء الغاصب بأخذ غصن
من شجرة زرعها في بيته المنهوب، ليزرعه في منزله في الأردن، التي رحل فيها.
زرت بيت الخال
المغتصب، ونشرت له فيديوهات، وصورًا. آخر مرة زرت البيت والقرية يوم الخميس 5
أكتوبر الماضي، واعتزمت العودة يوم الأحد الثامن من أكتوبر. وحدث من الانتصار
لأنفسنا.
انتصر الخال لنفسه،
ولشعبه، ومن يحقق هذ الانتصار لا يهزم. الموت والحياة تفاصيل ثانوية.
قد يكون الخال، من
أواخر من ظلوا على قيد الحياة من معتقلي سجن الجفر الصحراوي، الذي أمضى فيه سبع
سنوات.
هُزمت الحكومات، عاشت
الأمهات فخورات بالأبناء والأحفاد، الذين قالوها، وما زالوا: لا، مدوية.
**
للمزيد:
حجاب لمعتقل سياسي!
https://www.facebook.com/photo/?fbid=10155045335061819&set=a.10152198548356819
منزل مطل على المرج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق