أوقفوا تلوث مياه عين قينيا!

وقف المواطن نزار ملّح، بجانب عين ابو دنفورة، احدى العيون التي تغذي وادي الدلب في قرية عين قينيا، غرب رام الله، محذرا عددا من الاطفال من السباحة في البركة الطبيعية التي شكلها الوادي طوال سنوات لا يعرف عددها، والتي تصب فيها مياه العين. وقال ملّح: «لقد تلوثت مياه عين قينيا، ونحاول تحذير الناس الذين يأتون الينا، من السباحة، لان المياه ملوثة». ومنذ اشهر حذرت (الحياة الجديدة) من المصير المنتظر لعيون عين قينيا، والوادي المؤدي لها، بسبب، المياه العادمة التي تركتها بلدية رام الله تنساب في الوادي، قبل استكمال مشروع للمجاري. وفي الحادي والعشرين من الشهر الجاري، اكد تقرير لتلفزيون وطن المحلي، ان مياه نبع عين قينيا ملوثة بنسبة عالية من المياه العادمة. وجاء ذلك نتيجة عينة اخذت من منطقة قريبة لرأس النبع وفحصت في مختبرات جامعة بيرزيت خلال تحقيق استقصائي اعده الاعلامي نزار حبش لوحدة التحقيقات الصحفية في تلفزيون وطن، وتبين ان كل 100 مللتر ملوث بـ 228 مايكروبا برازيا، بينما جاءت نتيجة العينة الثانية التي اخذت بعد منطقة السباحة كارثية، اذ لم تستطع الاجهزة المخبرية احصاء نسبة المايكروبات البرازية نظرا لكثرتها في كل 1 مللتر، حسب تقرير رسمي صادر عن مختبرات جامعة بيرزيت. ويمكن رؤية المياه العادمة المتدفقة في الوادي، بعد تدمير عدة عيون في المنطقة، وهو ما كشفت عنه (الحياة الجديدة) في وقت سابق. وقال نزار ملّح لمراسلنا وهو يشير الى المياه الملوثة: «اهمية عين قينيا معروفة، بعيونها، وخضارها، ومناخها، وجمالها، ما جعلها مقصدا للمواطنين من مختلف انحاء الوطن، يقصدونها للترويح عن انفسهم في احضان الطبيعة، وتعتبر المتنفس الوحيد لرام الله، خاصة بعد بناء جدار الفصل العنصري». واضاف عن سبب التلوث: «فوجئنا بوجود مشروع لتكرير المياه العادمة، لبلدية رام الله، تم البدء فيه منذ عام ونصف العام تقريبا، وحسب ما قال لي المهندس المسؤول خالد غزال، فان المحطة ستتمكن من تنقية المياه العادمة بنسبة 95 %، لكننا فوجئنا منذ اكثر من ثمانية اشهر، بفتح المجاري التي لوثت العيون، انني اتهم بلدية رام الله بتلويث مياه ينابيع عين قينيا». وتابع ملّح: «ذهب وفد من عين قينيا، وكنت عضوا فيه الى بلدية رام الله لمناقشة هذا الموضوع، وقابلنا المهندس خالد غزال، واثنين من المهندسين، ومع ذلك استمر تدفق المجاري، ثم ذهبت مرة اخرى، وقيل لي ان المهندس غزال في فرنسا بخصوص هذا المشروع، وقدمنا احتجاجا على فتح المجاري قبل ان يتم تنفيذ المشروع، وهو امر غير مستوعب بالنسبة لنا، امر غير مفهوم، ولا اظن ان أي شخص يمكن ان يقبل ذلك، واعلمتنا البلدية بانه في الثالث والعشرين من شهر نيسان الجاري، سيتم طرح عطاء، خاص بالمشروع، ولم ينزل العطاء، ولم توقف البلدية تدفق المجاري». ويشعر ملّح بالحسرة على تدمير بعض العيون في الوادي، مثل عين الدلبة قائلا: «هذه العين كان يوردها نحو 300 رأس من المواشي، يعزب بجانبها الرعاة، على مدار اربعة شهور، حتى يبدأ موسم الشتاء، وذلك مرتبط بذكريات الطفولة، فقد كان يشرب من العين البشر، والمواشي، واعتقد انه تم تدمير مجموعة العيون في الوادي بوضع كميات كبيرة من الاتربة، ظنا من القائمين على مشروع المجاري، ان المياه العادمة التي تسير تحت الركام، ستتصفى، وستخرج بدون ان يظهر عليها انها ملوثة، وهكذا يتم خداعنا، هذا ما اعتقده». ويؤكد ملّح: «نحن لن نسكت، سنذهب الى بلدية رام الله وننصب الخيام، ونعتصم». وبجانب الوادي، يشكو يعقوب جودة، المشرف على مزرعة، تأخذ حاجتها من المياه من عين تعرف باسم (الساقية) من تلوث المياه. وقال جودة: «صاحب الارض المرحوم عبد الله رزق من سكان بيتونيا، هو من عمرّ هذه الارض التي تبلغ مساحتها ثلاثة دونمات، وجعلها بيارة، مزروعة بالحمضيات والجوافة، لكننا نخشى الان من التلوث، بسبب المياه العادمة التي تجري في الوادي». واضاف: «كنت اشرب من هذه المياه، الا ان ممثلين عن وزارة الصحة، اتوا الى المنطقة، وعلمت منهم بان المياه ملوثة، وطلبوا من الناس عدم الشرب منها». ولم يتمكن يعقوب جودة، ونزار ملّح من تحديد عدد الدونمات الزراعية التي تضررت او التي ستتضرر من المياه العادمة، الا انه تم تقديرها بنحو 70 دونما مزروعة بالحمضيات والجوافة والافوكادو. وقال ملّح بمرارة: «في السابق عندما كان اولادنا يأتون الى هنا للسباحة لم نكن نخشى عليهم، اما الان، فان الامر سيكون كارثيا». http://www.alhayat-j.com/newsite/details.php?opt=7&id=170890&cid=2573