رحبت بالكتّاب العرب،
المؤتمرين في ملتقى فلسطين الثاني للرواية العربية، في جمهورية الدهيشة الحرّة، وبالحضور
من فلسطينيين، وعرب، وكورد، وأشوريين، ومسلمين، ومسيحيين، ويهود (صديقة المخيم
عميرة هس)، ولا دينين، وملحدين.
من الجيد أن الندوات،
تلتئم في الأمسيات، وإلَّا لكنّا في معضلةٍ كبيرة، ففي صباح يوم الندوة، استيقظت
على لعلعة رصاص الاحتلال، الذين شنوا غارة على المخيم، وأصابوا اثنين بالرصاص الحيّ
في حارتي.
رغم المناخ الذي خيّم
على مكان انعقاد الندوة، في قاعة أسر الشهداء، حيث يستمر الاعتصام تضامنًا مع
الأسرى الإداريين، إلّا أن ذلك لم يمنع الالتزام بموضوع الندوة عن الترجمة
وسؤاليها المعرفي والجمالي، الذي تداخل فيه الأعزاء الدكتور إبراهيم أبو هشهش،
والكاتب السوري خليل النعيمي، والكاتب السوري الكردي حان دوست.
الخبر الرسمي الذي
نشر عن الندوة، بدا غريبا، بالنسبة لي، فهو جاء على شكل (استقبل وودع)، وكأنَّ مَن
جاء مِن أقاصي الأرض من كتّاب، على حساب ميزانية السلطة المزعزعة، لم يجيء من أجل الأسئلة
المعرفية والجمالية، وإنما ليكونوا، هوامش في خبرٍ بائس، لن يثير اهتمام أحد.
ما يجري في الأراضي
الفلسطينية المحتلة على المستوى الثقافي، الرسمي وغير الرسمي، أمر غير مريح، حيث
تتراجع بشدة صورة المثقف المستقل، لصالح تلك الرؤى التي تجعل من الثقافة، فقط،
وسيلة للصعود في سلم المناصب.
ما يقلقني فعلاً، بعد
حضور أمسيات عديدة خلال الأشهر الماضية، نظمت من قبل مؤسسات يفترض إنها أهلية، هو
الكم الهائل، من المجاملات، ومسخ الجوخ، ولا أعرف ما هي الرسالة التي يمكن أن
يتلقاها، الجيل الناهض. كيف يمكن للمرء أن يغسل الأدران التي تعلق به من خطابات إسفلتية
وإسمنتية؟
نريد ثقافة نقدية،
تسائل، وهذا لا يمكن أن يطلع به مثقفون فلسطينيون وعرب، ما يهمهم إلَّا نشر صورهم
مع وزراء وزعماء.
قد يكون هذا أي شيء، إلا
أن يكون ثقافة. يقال عادة في المثل الشعبي الفلسطيني: "إن خليت بليت"
ولكن هذا، مع الأسف لا ينطبق على الواقع الثقافي، فالاستثناءات نادرة جدًا.
هل الثقافة هي فعلاً،
حصننا وملاذنا؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق