تحمس الكاتب جان دوست، بالحفاوة التي حظي بها في المكتبة الخالدية بالقُدْس، وذكّر بما قاله محمود درويش لصديقه سليم بركات: "ليس للكردي إلَّا الريح".
قال دوست، العابر للهويات، أو فسيفسائي الهويات-كما وصفته الدكتورة ريم غنايم: "لا يا محمود درويش، فللكردي الفلسطينيون".
تحدّث دوست عن تحقيقه لمعجم اللغة الكردية، الذي وضعه ضياء الخالدي، وطبع في اسطنبول عام 1892، وعن أهمية ما فعله هذا العربي الفلسطيني، للغة الكردية، وعن علاقته باللغة العربية، التي وصفها بأمه بالرضاعة.
ومثلما هو الحال في الأوطان العربية، فان وزير الثقافة في إقليم كردستان، لم يوافق على طباعة المعجم، بحجة ضعف الإمكانيات المالية، فاضطر دوست، إلى طبعه في اسطنبول، بطبعة محدودة.
استذكر الحضور صلاح الدين الأيوبي، وبالنسبة لقوميٍّ قح، مثل عزيز العصا، فان العروبة ساعدت القوميات الأخرى، وانه خلال الألف والأربعمائة سنة الماضية، فان العرب لم يحكموا إلّا قليلاً، ثم تولى الآخرون قيادة الأمة.
هل يحتاج العرب والكرد إلى صلاح الدين الجديد؟ لم تخلو علاقة العرب بالكرد من الاستحواذ، وعبّر عن ذلك الشاعر الراحل معين بسيسو، قائلاً بأنه عندما انتصر صلاح الدين، أصبح بطلاً عربيًا، ولو انهزم، لكان جاسوسًا كرديًا.
لا يحتاج العرب والكرد إلى صلاح الدين الجديد، وإنما مثل باقي الأمم، إلى أوطانٍ حرّة، لمواطنيها، وليس لمحتكري الوطنية، والقومية، والأديان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق