تمكّن نصّار ماجد
طقاطقة (31) عامًا، من تحريك جسده المحاط والمكبل بالجنود، وألقى نظرة وهو خارج
المنزل، على والدته، لم يكن قادرًا على تحريك يديه، أو الصراخ، لأن جنود الاحتلال،
غطوا فمه، ونصف وجهه بخرقة، ولكن رسالة الحب والوفاء، وصلت الأم، التي لم تكن
تدري، بأنّها المرة الأخيرة التي سترى فيها ابنها، الذي بدأ خطواته الأولى نحو
المجهول، منذ لحظة اعتقاله في التاسع عشر من الشهر الماضي، من منزله في بلدة بيت
فجار، جنوب بيت لحم.
نزلت الأُمّ من
منزلها، إلى الشارع، في حين وضع الجنود، نصّار، في المركبة العسكرية، لتغادر،
وبقيت مركبات أخرى، وجنود منتشرين في الشارع، طلبت منهم الأم أن ترى ابنها
المعتقل، وكأنها كانت تشعر، بأنها لن تراه مرة أخرى، ولكنهم رفضوا، وظلت في الشارع
حتى أفرجوا عن ابنها مهدي الذي كان محتجزا في إحدى المركبات العسكرية.
لم يفلح جهدها في
رؤية نصار، رغم استمرارها في المحاولة، لتعود إلى المنزل، في غبشة الفجر، رفقة ابنها
مهدي.
ستحفر ليلة اعتقال
نصار، عميقا لدى العائلة، فجنود الاحتلال، الذين دهموا المنزل، لم يجدوه، فاعتقلوا
شقيقه مهدي، رهينة، حتى يسلم نصار نفسه، وهو ما فعله، مجنبا شقيقه ثقل الاعتقال
والتعذيب.
نقلت مخابرات
الاحتلال، نصار، على مختلف المعتقلات، حيث تعرض للتعذيب ولم تسمح لعائلته بزيارته،
وقل أسبوع، فوجئت العائلة، بدهم المنزل، مرة أخرى، وبدأ الجنود عملية تحطيم
وتكسير، لكل ما هو موجود في المنزل، من المطبخ إلى الحمامات والأبواب، حتى فرش الكراسي
مزقوه، وعندما غادر الجنود المنزل، أدركت العائلة، أن ما حدث، هو عملية انتقامية.
أعلنت سلطات
الاحتلال، فجر اليوم، استشهاد طقاطقة، وما أن تأكد خبر الاستشهاد، حتى هب مواطنو
بيت فجار، إلى منزل عائلة الشهيد، فيما أصيبت والدته بالإغماء، إضافة إلى 12 من
رجال ونساء العائلة الذين نقلوا إلى مستوصفات البلدة.
وقالت مصادر في
العائلة، بأن سلطات الاحتلال، لم تسمح للمحامين أو لأفراد من العائلة بزيارة
الشهيد، وأوّل خبر عنه، بعد اعتقاله، جاء اليوم، باستشهاده، محملة سلطات الاحتلال،
المسؤولية عن ما وصفتها عملية اغتيال، تعرض لها ابنها.
هذه المرة الأولى
التي يعتقل فيها نصار، الذي كانت العائلة تستعد لخطبة فتاة له، وزواجه قبل عيد
الأضحى، ولكن ما حدث، غير خططها.
ذكر نادي الأسير
الفلسطيني، بأن طقاطقة استشهد في عزل معتقل "نيتسان" الرملة صباح اليوم
الثلاثاء، دون معرفة أي تفاصيل عن ظروف استشهاده.
وأوضح نادي الأسير،
أن الأسير نصار اُعتقل في 19 حزيران/ يونيو 2019، ورفض نادي الأسير أي ادعاءات
تحاول الإدارة الاحتلالية للسجون، بثها حول ظروف استشهاده، وحمّل سلطات الاحتلال،
المسؤولية الكاملة عن استشهاده وعن مصير كافة الأسرى في سجونها خاصة أن الأسير
طقاطقة اُستشهد هو في فترة التحقيق، الأمر الذي يستدعي التوقف عند هذه الفترة التي
ينفذ فيها المحققون أقسى أنواع التعذيب النفسي والجسدي.
ولفت نادي الأسير إلى
أنه وباستشهاد الأسير طقاطقة يرتفع عدد شهداء الحركة الوطنية الأسيرة في معتقلات
الاحتلال منذ عام 1967م إلى 220 شهيداً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق