في
يوم خميس، صعدت إلى تل زكريا، صحبت صاحبيَّ، على طريق طويلة قليلًا، ولكنها مريحة
نسبيًا، إلى تخوم قرية عجّور، تناولنا طعامنا على درب الآبار، لنعد في صعيد طريق
علوية إلى تل زكريا.
مرمغ
صاحبي، الذي يرى التل لأوَّل مرة، وجهه في التراب الذي داسه الأجداد، غير مصدِّق
عودة جزئية لساعات.
ضربنا
موعدًا، مع التل، يوم أحد، ولكن السبت الذي سبقه، دخل التاريخ علمًا بوصفه السابع
من أكتوبر.
من
تخوم تل زكريا، في الهضاب الوسطى، رماها هوى التهجير إلى غزة. رفضت النزوح جنوبًا.
نزحت مع بناتها الخمس، من حي الرمال، إلى غزة القديمة. عشن وسط دبع القنابل. كانت
الواحدة منهن تضع الوسادة على رأسها، لعلَّ النوم أو الموت يأتي، وعندما يفتحن
عيونهن، بين الدبعة والدبعة، يبحلقن، ليدركن أنهن على قيد حياة، ليست ككل حياة.
في
ظرفٍ آخر، عدن إلى الرمال المدمَّر. حُسن حظ في حرب التدمير، وجدن البيت ملائمًا
للعيش. فعشن وسط الركام، فحي الرمال لم يعد حيًا.
حسن
الحظ، لا يستمر في حروب التدمير، انتقلن إلى شارع الجلاء. لا خبر عنهن.
أستيقظ
كل يوم، بعد الاقتحامات الليلية، التي تسفر عن اعتقالات، وتدمير، وأحيانا عن
شهداء، وجرحى، أُمني النفس، بكسر الحصار، والعودة للتل. طال الغياب!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق