قُدّر
لرصفائي من جيل الثمانينات في مخيم الدهيشة، ورصفاء أرصفة المخيم الأكبر عمرًا،
والأصغر سنًا، مَن رصفوا الشوارع المتربة تطوعًا، رؤية هزيمة الجولاني، دون
أفراحهم، كما بالنسبة لأجيال الميديا، والميديا السوشال، كما حدث أمس، بخروج أصحاب
القبعات الأرجوانية من غزة، يرقصون.
مع
تصاعد العمل الوطني في المخيم، وتهديد حركة جيش الاحتلال ومستوطنيه على شارع
القدس-الخليل (جزء استراتيجي من طريق ظهر الجبل في فلسطين)، زجَّت دولة الاحتلال
بحرس الحدود ليخدم، للمرَّة الأولى في الأراضي المحتلة عام 1967م. يناظر حرس
الحدود في دولة الاحتلال، كقوات معزَّزة تابعة للشرطة، أجهزة في الدول العربَّية،
كالأمن المركزي في مصر، وسرايا الدفاع في سوريا (في زمنٍ ما) وقوات البادية في
الأردن، والحرس الوطني في السعودية.
تضم
وحدات حرس الحدود الشباب الأقل تعليمًا، إضافة إلى "أبناء الأقليات"
والمقصود الشركس والدروز والبدو، من أبناء شعبنا.
ضعضع
أبناء المخيم، جنود حرس الحدود، بالحجارة، والأفراح، حين هزج أبو ناصر أبو عجمية،
وغنى في الأعراس، التي تحولت إلى فعاليات وطنية، يقمعها الاحتلال، ضد "مشمار
قفول" وهو اسم حرس الحدود بالعبرية، والتواصل مع لجنة المبادرة الدرزية،
التنظيم الوطني وسط الدروز، ومقابلة الزعيم الروحي لطائفة الموحدين أمين طريف
لوضعه في صورة أشكال القمع، والتحرش بالبنات، التي يمارس الجنود المنتمين لطائفته.
في
أوراق تركها أبو فريد الأطرش، قبل رحيله، يصف اللقاء مع طريف، ووضعه في صورة
ممارسات الجنود.
مع
استمرار النضال، وعدم سيطرة الاحتلال على شارع القدس-الخليل، باب المندب الخاص
بالمخيم، دفعت دولة الاحتلال بوحدات من ألوية أخرى كجولاني وجفعاتي وغيرها، كان من
السهل على أولاد المخيم تمييزهم، من ألوان القبعات، الأرجوانية، والبنية،
والبنفسجية، ونقاشات الأولاد التي لا تنتهي حول أهمية لابسيها العسكرية، فأهميتها
تعني الأهمية التي تضعها دولة الاحتلال لمقاومة الأولاد.
مشاهد
الرعب، والخوف، والتردد، والهروب، كان يمكن ان يتسلى بها الأولاد، في ذروة القمع،
والاعتقالات، وحظر التجول الذي يستمر أشهرًا، وهو على أنواع. لكن الأمر سيأخذ
دفعات غير متوقعة، خصوصًا عندما احتكر أبو جورج (ابن أبو ناصر) قرار السلم والحرب
في المخيم، ولم يكن ذلك يكلفه سوى حجر، يغلق فيه حركة "الملاحة" في باب
المندب المؤدي إلى القدس.
امتاز
أبو جورج بعدم إيمانه بفضائل السماع، معززا فضائل الصمت، فهو لا يريد أن يسمع ولا
يتكلم، ويقرِّر حينما يريد.
ستقرِّر
دولة الاحتلال، فتح شارع آخر، لتأمين الجيش والمستوطنين، المعروف الآن باسم شارع
الأنفاق، ولم تكن بالتأكيد مسألة سهلة، سيسميها إيال وايزمن المنهج الديكارتي.
*الصورة
لزيارة وزير الحرب الاحتلالي موشيه أرينس لمخيم الدهيشة يوم 27/12/1983م، لتفقد
قواته، عن صفحة خليل أبو عرام. قادة عسكر الاحتلال شغفون بالمصطلحات الفلسفية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق