عشية
الانتفاضة الكبرى، وصل دافيد غروسمان إلى قرية وادي فوكين، التي دفعت أثمان موقعها
الحدودي، وحذره أحد رجالها من جيل النكبة، من الريح الصفراء، التي إذا هبَّت ستأخذ
معها العرب واليهود، واقتبس ذلك عنوان كتابه (الزمن الأصفر) الذي جلب له الشهرة.
اعتبر
كتابه، نبؤة للانتفاضة الكبرى. جاء فيه:
"هناك
من يدعي أنَّ الوضع يمكن أن يستمر هكذا لسنوات. فمع مرور الوقت سوف يتغلب
"نسيج الحياة" (التعارف المشترك والعلاقات الاقتصادية وما شابه) على
العداء. هذه سخافة، والواقع يثبت ذلك الآن. فكلا استمر "نسيج الحياة"
الحاليّ، يتضح أنَّه نسيج يغلَّف قبضة حديد الكراهيَّة ورغبة الانتقام...ويومًا ما
سوف نستيقظ على المفاجأة المريرة...والسؤال ليس من المحق، نحن أم هم، اليمن أم اليسار؛ إنَّه سؤال الحقائق
والأرقام...نثبت التجرية التاريخيَّة العالميَّة أنَّ هذا الوضع الذي نكرسه هنا لا
يمكنه الاستمرار لفترة طويلة. وإذا استمر_ فهور يتطلب ثمنًا فتَّاكَا".
دافيد
غروسمان، الزمن الأصفر، تل أبيب: المكتبة الجديدة، الكيبوتس الموحَّد، 1987م.
عاش
غروسمان، ليشهد مقتل ولده الجندي في حرب 2006م. لم يركن فقط لكتابة الروايات، التي
أوصلته إلى جائزة مان بوكر العالمية، بل شارك في الحياة العامة في دولة الاحتلال،
يكتب المقالات ويلقي الخط. في بداية هذا العام، طور نظرية اللون الأصفر، وخاطب
محتجين في تل أبيب على ما عرف بالاصلاحات القضائية داخل دول الاحتلال، إنهم يعيشون
في الزمن الأسود.
بعد
السابع من أكتوبر، اعتبر غروسمان، أن استمرار الاحتلال سيء وأسوأ منه قتل المدنيين.
هذا لا يشمل بالنسبة له، أفراد حماس.
لم
ينصت أحد في حكومات الاحتلال لنبؤة كاتب في زمنهم الأصفر، ولم يفعل من خلفهم في
زمن دولة الاحتلال الأسود!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق