بعد
عام 1948م، لم يُرفع الآذان في مسجد النبي عكاشة، غرب مدينة القدس. أصبح المقام
المنسوب للصحابي عكاشة بن محصن، وفق الدين الشعبي الفلسطيني، إضافة إلى قبة
القيمرية، تحت سيطرة الاحتلال.
يفترض
أنَّ قبة القيمرية المجاورة للمسجد، تضم عدة قبور لأفراد من عائلة القيمري، قاتلوا
مع صلاح الدين الأيوبي.
يقع
المقام والقبة، وسط حي لليهود الحريديم. أغلقت دولة الاحتلال المقام والقبة، وحولت
ساحتهما إلى متنزه صغير. واستخدمت بلدية القدس الاحتلالية، المسجد مخزنًا.
طوَّر
الحريديم اليهود، تقليدا آخرويًا حول الموقع، باعتباره المكان الذي سيظهر فيه
المسيح بن يوسف، الذي سيبشِّر بالمسيح بن داود.
مشهد
المسجد بمئذنته الصامدة، كان حافزًا، لتعبِّر جهات احتلالية عن موقفها العدائي، فخُط
على الجدران شعارات، مثل: "العربي الجيد هو العربي الميت". كان ذلك
امتدادًا لاعتداءات سابقة على المسجد، مثل حرقه خلال انتفاضة البراق 1929م.
يبدو
أنَّ موقف الحريديم من الموقع، واصل التطور، فاعتبروا القبة القيمرية، التي يعتقد
أنَّها بنيت في الفترة الأيوبية، ويزيد عمرها عن ثمانية قرون، هي قبر بنيامين بن
يعقوب.
تبنت
جهات يهودية مقامات أبناء يعقوب الإسلامية، ونظمت طرق حج إليها. لم تكن القبة
القيمرية تدخل ضمن تصنيف العائلة اليعقوبية. يذكر أنه يوجد على الأقل مكانين في
فلسطين، يحظى بهما الأخ بينامين بقبرين هانئًا، لكن أراد الحريديم أن يكرموه بقبر
ثالث.
في
وباء الكورونا، وصعوبة وصول الحريديم إلى قبة راحيل في بيت لحم، انتبهوا أكثر إلى
القيمرية، وقبتها المستندة إلى ثمانية أعمدة، تمثل معمارا أيوبيا لافتا. ولكنهم لم
ينجحوا بالسيطرة عليها، بسبب رفض بلدية القدس الاحتلالية.
مع
بداية الاسراليزم على قطاع غزة، ظهر الحريديم، لينتشوا نجاحًا مسبقًا، في حربٍ لم
تحسمها حكومتهم، ولا يحاربون ضمن جيشها، فخلعوا باب القيمرية، وأدخلوا إليها أدوات
دينية، وكتبهم المقدسة، وجللوا قبور القيمريين، وثبتوا لوحة تعريفية، تشير إلى
هوية المكان، باعتباره يخص الابن الأصغر للنبي يعقوب.
ارتفعت
أصوات مهتمة داخل دولة الاحتلال، لطرد الحريديم من القيمرية، لكن الشهية لدم
الغزيين، فوق أيَّة مهمَّة أخرى، حتَّى لو كانت فتح معركة مع من لا يشاركون في
معارك دولة الاحتلال، وقد يكونوا وحدهم، من سيحقق نصرًا، بينما من حولهم ستُسمع
أصوات الأنين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق