تنتابنا
رهبة من الكتب ذات الحجم الكبير، ليس بسبب ثقل قراءتها، أو إطالة مجالستها، كلّا،
لأنّ القراءة استحضار للذهن من ضوضاء الناس إلى سكينة الأنفاس، بلْ قُلْ جُلّ
الجوارح _ يا رعاك الله_ وهي سياحة للفكر ومصاهرة مع المعرفة، وإنْ جاز لنا وصف ما
تيسّر ممّا حضر ونحنُ في عجل لتقديم الأثَر،
فدعْنا نقول إنّها تحمّل وتبرّم وبلسم وتألُّم، كيف نَصِف الدّهشة التي
تُصيبنا نحن _ معاشر القُراء _ لعامّة النّاس؟
وإنّما
الرهبة وليدة اللهفة على الوصول إلى آخر صفحة وقد ضمِنّا زيادة في حسنات القراءة،
وأنت تعلم أنّ كلمة القدس أعلى أيّ نص تشرّفه، ولعمري أنّي مولع من صغري بكلّ ما
هو مقدسي، أو مبستر في هواء القدس.
قال
المهلّب في وصيّته: يا بُنيَّ لا تقوموا في الأسواق إلّا على زَرَّاد أو ورّاق.
سماء
القدس السابعة، رواية للكاتب الفلسطيني أسامة العيسة، صادرة عن منشورات المتوسط في طبعتها الأولى
العام 2023.
ولنقرأ
معًا هذا الحوار إنْ لم تَمل:
سألت
مريم:
_
ماذا كنتَ تريد خلال الحرب؟
_
وهل هذا سؤال؟ أردتُ ما أردتُمُوه جميعاً، هزيمة اليهود، وتحرير البلاد، وعودة
العباد.
_
وهل سألتَ نفسكَ كيف يمكن أن تحقّق ما تريده؟
_
بالقوّة، نعم بالقوّة، وهذا ما كنتُم جميعاً تُدركونه، وتحضِّرون أنفسكم،
للعودةإلى ما فقدناه في النكبة.
_ ولماذا لم تحقّق ما أردتَه بالقوّة؟
_
لأنّها كانت قوّة وَهْميَّة، كذبت الحكومات العربيّة علينا، ونحن صدّقناها.
#عبد_الغني_صدوق
#سماء_القدس_السابعة
#أسامة_العيسة
#منشورات_المتوسط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق