يذهب
المراسلون، إلى ميادين القتال، لتغطية المعارك، ولكن ليس ليموتون. يذهبون في
مغامرات محسوبة، فيها مخاطر، لينقلوا ما يحدث، ومنهم من يقضى نحبه، فنخسره وتخسره
المهنة، تاركًا تجربته علمًا وعبرة.
ماذا
يحدث للصحفيين في غزة؟ تهديدات الاحتلال بقتل الصحفيين وعائلاتهم تُنفَّذ. من
الواضح أنَّ على رأس قائمة الاغتيال الآن وائل الدحدوح، بعد قتل أفراد من عائلته،
ونجاته من غارة، ذهب زميله سامر أبو دقة ضحية لها.
أعتقد
أنَّ المسؤولية الإدارية، تقتضي بعدم إرسال الصحفي، إلى الموت، كما يحدث من عدم
ايقاف إدارة الجزيرة، مراسلها الدحدوح عن العمل، مؤقتًا. الاحتلال ينصب كمائن للمراسل
الغزيِّ الشجاع، لكن حتَّى الجنود لا يُلقون للكمائن. الصحفي ليس فدائيًا، ولا يجب
أن يكون استشهاديًا.
الدحدوج
الآن "رجل ميت يمشي" حسب التعبير الأثير لقادة دولة الاحتلال عن
المدرجين في قوائم الاغتيال. ما هي القيمة في إرسال موظف، وهذه المرَّة صحفيًا،
فقط ليموت. وتصدر ادارته، وهذه المرَّة قناة الجزيرة، بيانًا يحمل عبارات ممجوجة
عن تحميل "إسرائيل" المسؤولية، وكأنَّ هذه الإسرائيل تنكر أصلًا تلك
المسؤولية..
أمَّا
نحن النظَّارة، من نجلس في منازلنا نتابع قناة الجزيرة، وسط الدفء المريح، عندما
يستبِّد بنا الخبر، نقرِّر التوقف عن سماعه لنعود بعد هينيهات، لنتابع مسلسل الدم
والدموع، نحن أتفه من أن نعمل شيئًا.
ارتقاء
أي شهيد خسارة، تحوِّل وائل الدحدوح إلى ملصق على جدار باسم شهيد، ليس أفضل
الخيارات.
#وائل_الدحدوح
#سامر_أبو_دقة
#قناة_الجزيرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق