قبل
أن يجن الليل عامنا الكارثي هذا ويطويه، وصل ضيف عزيز، متأخرًا أكثر من قرن. لولا
وصوله، بعد مشاق الشحن، في ظرف حرب مبيدة، لما وحدت شيئا يُنوه به في عتمتنا هذه.
إنها عمل غوستاف دالمان الأبرز عن فلسطين. ينقل للمرة الأولى إلى العربية.
مشروع
مهم، في سلسلة ترجمان عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. يحسب لهذه
السلسلة ترجمتها أيضا لعمل لهيلما جرانفيكست.
تصفحت
أحد المجلدات العشرة، وكان بالصدفة عن القدس ترجمة عمر الغول. على الغلاف الخلفي،
رطانة عن أهمية الكتاب، كشهادة علمية على عروبة القدس. في الواقع عمل دالمان ليس
له علاقة بسياقات هوياتية ووطنية. بل هو يستخدم مصطلحات توراتية.
يظهر
اسم صقر أبو فخر، في مهمة: "التحرير وضبط أسماء المواقع والتعابير باللهجات
المحلية". يبدو أنَّ هذا الأمر غير مبشِّر. في تصفحي السريع ما أنبأ عن كارثة
في أسماء المواقع، أرجو أن لا يكون التوجس صحيحًا. مثلًا (الشَرفة) تظهر مضبوطة (الشِرفة)،
و"المشارف" يظهر المِشارف"، ووادي البْيَار يظهر، محققًا ومضوبطًا
ومحررًا، وادي البِيَّار.
حرام
على الوقت!
هل
هو تمظهر للامحاق الذي تعاني منه المؤسسات الدراسية التي تحمل اسم فلسطين أو تُعنى
بالشأن الفلسطيني؟!
"اللي
مش كاره يا ناره" يا أبا فخر!
لن
يكون في العمر، عمرًا، لاستقبال دالمان في ترجمة أخرى، بعد قرن!