أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 5 نوفمبر 2022

زيتون عين كارم ينتظر ناسه






يتسابق الفلاحون، لقطف ثمار زيتونهم، في مظاهر احتفالية، يتشارك فيها أفراد العائلات، القطاف، والأهازيج، وإعداد الطعام، وتدريب الصغار على حب الأرض، لكن الأمر يبدو مختلفا، فيما يخص عددا غير معروف من أشجار الزيتون في القرى المهجرة عام 1948م، التي ما زال زيتونها مهملا، ينتظر الأيدي التي زرعته، مثل أشجار الزيتون في عين خندق، في قرية عين كارم، أكبر قرى القدس من حيث المساحة.

تقع هذه العين، في خربة تحمل اسمها؛ خربة عين خندق، قريبة إلى مستشفى هداسا عين كارم، المقام على تلة مشرفة على قرية عين كارم، وقرى مجاورة مثل: القسطل، وقالونيا، ودير ياسين، وشارع القدس-يافا.

سجَّل صندوق استكشاف فلسطين، في سبعينيات القرن التاسع عشر العين، التي تروي جنان قرية عين كارم في وادي يوسف، إحدى روافد وادي الصرار الذي يصب في البحر الأبيض المتوسط.

في غياب أهالي عين كارم قسرا عن أرضهم، يحاول الدكتور أنور بن باديس، من مدرسة يد بيد، تعويض هذا الغياب جزئيا، بتنظيم فعاليات قطف أشجار الزيتون.

يقول بن باديس، وهو فلسطيني من أصل جزائري: "عين خندق، هي واحدة من خرب قرية عين كارم المهجرة، أحب أن أصفها بالمنجم الزراعي لعين كارم، تسمى خندقا لأنَّها تلتف بشكل خندق حول قرية عين كارم. في حروب صلاح الدين، اقتطعت عين كارم لدار العلمي المغاربة، الذين استوطنوا في مسار الماء، ثم انتقلوا إلى بناء القرية".

يضيف بن باديس: "نحن من مدرسة مقدسية اسمها يد بيد. نأتي كل عام إلى هنا، لنقطف الزيتون، ونوصله إلى أهل القرية المهجرين، كل سنة تقريبا نتمكن من قطف طن من الزيتون، وهذا أقل واجب يمكن أن نفعله إزاء أهل القرية، في الوقت ذاته نعرف طلابنا، من خلال أنشطة تراثية في الموقع، على تاريخه وثقافة ناسه".

من هذه الأنشطة، دق ثمار الزيتون بالهاون، لتخليله، والخبز على الصاج، والتدريب على الزراعة.

تسعى مدرسة يد بيد، كما يقول بن باديس: "إلى توثيق تاريخ مدينة القدس منذ عام 1860 حتى اليوم، نريد لأبنائنا أن يعرفوا تاريخهم، نركز على حارات القدس الجديدة كالقطمون، والطالبية، والبقعة وغيرها. مهم جدا نوثق هذه الأشياء، لدينا موقع بعنوان يا قدس نحن هنا، غني بالمعلومات عن الحارات والأحياء المقدسية".

يعمد بن باديس وزملاؤه وطلابهم، إلى تقليم أشجار الزيتون، وإزالة الزوائد، التي تسمى (الخنزيرة). يتحدث بن باديس، عن أهمية العناية بالأشجار، حتى لا تضمر. يقول: "انظروا إلى أشجار اللوز، لقد يبست، لأنها لا تقطف".

خربة عين خندق غنية بالأشجار البعلية، مثل الفلفل الأسود، والزعرور، والسرور، والتين، واللوز، وبقايا المناطير الزراعية، التي تشهد على نشاط فلاحي عين كارم، واهتمامهم بأرضهم، التي حرموا منها عندما نكبوا ونكب شعبنا.

https://www.alhaya.ps/ar/Article/141947/%D8%B2%D9%8A%D8%AA%D9%88%D9%86-%D8%B9%D9%8A%D9%86-%D9%83%D8%A7%D8%B1%D9%85-%D9%8A%D9%86%D8%AA%D8%B8%D8%B1-%D9%86%D8%A7%D8%B3%D9%87


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق