أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 12 نوفمبر 2022

عندما بكت العذراء، أبناء القدس!


 


إذا كان حماس الأب خضر برامكي، لم يفتر، فإنه قد يقود زائر كاتدرائية يعقوب (أخو الرب) للروم الأرثوذكس في القدس، إلى أيقونة للعذراء، ولكنَّها تختلف، عن كنوز الأيقونات في الكاتدرائية. تظهر الأيقونة، أثار بكاء العذراء، على ناس القدس وفلسطين، بعد كارثة حزيران 1967م.

المشهور، بعد الكارثة المستمرة، أن شواهد قبور الشهداء في غزة بدأت تتحرَّك، وظهرت العذراء في ضاحية الزيتون في القاهرة. كتب إميل حبيبي عن ذلك. لكن يبدو أن بكاء عذراء القدس على أبنائها، غطى عليه حادثة الظهور في القاهرة.

خصَّص صادق جلال العظم، فصلًا في كتابه نقد الفكر الديني، لتتبع ظهور العذراء في القاهرة، وتحالف الكنيسة والنظام، في ترويج ذلك، تخفيفا من صدمة الهزيمة المروعة. والتفاصيل مروعة، حتى عندما تستعاد بعد كل هذه السنين العجاف.

كان العرب يعيشون هستيريا دينية (وما زالوا)، يمكن أن نقرأ مثلًا للدكتور رؤوف عبيد، أستاذ القانون الجنائي بجامعة عين شمس، وواضع: "أوَّل دراسة علمية عن حقيقة ظهور العذراء في كنيستها بالزيتون، كما ذكرت صحيفة الأنوار البيروتية يوم 12 أيار 1968م.

ذكر الدكتور، حاسمًا: "إن تكرار ظهور العذراء، يؤكد أن المعجزة ستستمر حتى تعود القدس عربية وتتحرر من الإرهاب الصهيوني". انتشر الإرهاب في مصر والعالم العربي؛ إرهاب أنظمة، وجماعات.

الكوارث تولِّد الكوارث، فتكرار ظهور العذراء، أدى إلى مقتل 15 شخصًا دوسًا في ضاحية شبرا، نتيجة التدافع، ما اضطر الكنيسة القبطية إلى نفي شائعات ظهور العذراء.

في الشرق، تبكي النساء، الأبناء، ما زالت راحيل، تبكي أبناءها، سيطر "أبناء" لها على مقامها، وأدى ذلك إلى مقتل الكثير من أبناء، لا يعترف الأبناء المسيطرون، بأحقيتهم في المقام. لم يحيِّر رابين، في عرفات، غير أن الأخير زعم أن راحيل خالته، وهو ما لم يفهمه رئيس وزراء الاحتلال المغتال.

تستمر هستيريا الهزيمة، تبلغ ذرى لها في شهر رمضان في القدس، يبدأ الأبناء في التنافس الحزبي والوطني والديني، وينتقل ذلك إلى مجانين الفيس بوك، وانتظار تدخل السماء في شؤون الأرض، لكن التدخل لا يحدث وتستمر الأمور كما بدأت في ذلك الزمن البعيد، عندما عيَّن رجل الكهف الأقوى نفسه حاميًا، وصنع الشامان دمية وعين نفسه كاهنا، بينما الآخرون استعبدوا.

علَّ العذراء تبكي، على كنوز الأيقونات المهدد في الكاتدرائية، بالرطوبة.

#إميل_حبيبي

#صادق_جلال_العظم

#هستيريا_المهزومين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق